وقفة تضامنية بعد مقـ ـتل طفلة.. استياء من تكرار المواجهات العشائرية شرقي حلب
وقفة تضامنية بعد مقـ ـتل طفلة.. استياء من تكرار المواجهات العشائرية شرقي حلب
● أخبار سورية ٢٤ أبريل ٢٠٢٤

وقفة تضامنية بعد مقـ ـتل طفلة.. استياء من تكرار المواجهات العشائرية شرقي حلب

نظم عدد من الأهالي والمعلمين والطلاب وقفة احتجاجية تضامنية، في مدرسة السويدة الجنوبية بريف جرابلس اليوم الأربعاء 24 نيسان/ أبريل، بعد مقتل الطفلة آية الزيدان، مواليد 2010، نتيجة اشتباكات عنيفة نشبت بين مسلحين من عشيرتي قيس وطي، في مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد من الوقفة التضامنية مع الطفلة التي قُتلت بنيران أفراد من العشائر المتناحرة، تحت شعارات منها "بأي ذنب قتلت"، "كلنا آية"، "نزاعاتكم العشائرية تقتل الأطفال وتقتلنا"، وأظهرت المشاهد زميلات الطفلة وهن يرتدين ملابس عليها شعارات تضامنية مع الطفلة التي ذهبت ضحية الاقتتال العشائري المتجدد.

ولفت الصحفي، محمود الجدعان، وهو أحد نشطاء مدينة حمص المقيم في جرابلس، في حديثه لشبكة شام الإخبارية، إلى أنّ المدينة شهدت حملة أمنية للجيش الوطني السوري، تخللها فرض حظر للتجوال، لضبط الأمن من جهة وإلقاء القبض على المتورطين في ترويع المدنيين وقتل الطفلة، لافتاً إلى أن الجهات الأمنية الفاعلة في المدينة تتحمل مسؤولية حماية المدنيين وإعادة الاستقرار للمدينة.

وأكد خلال تناول تطورات وتفاصيل الحادثة، أن مع استمرار الاشتباكات وتكرارها عدة مرات على مدى عام فقد تأثر المدنيين من جميع النواحي، وبما يتعلق بالوضع الاقتصادي فإن أصحاب المحال التجارية أغلقوا محالهم لعدة أيام، وأضاف: "كما نعلم بأن الكثير يعمل بشكل يومي لتأمين قوت عياله"، وأشار إلى مطالب السكان بالضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه في زعزعة الاستقرار، فيما تحاول الجهات المعنية أن تضبط المنطقة أمنياً.

واستنكر مواطنون حادثة القتل وتكرار إطلاق النار والاشتباكات دون حلول جذرية، وقال موسى الزيدان، أحد معلمي الغندورة بريف جرابلس شرقي محافظة حلب، إن الطفلة ذهبت إلى مدينة جرابلس لاستكمال الأوراق وتجهيز نفسها لامتحان الصف التاسع الأساسي، ونشر صورة عبر صفحته الشخصية على فيسبوك تظهر وثائق بهذا الشأن.

وأشار إلى أنّ الطفلة تبلغ من العمر 14 عاماً، وتشير وثيقة "إضبارة تلميذ" إلى أنه "تم استكمال كافة الأوراق لكن الطالبة ارتقت روحها إلى السماء، رحمها الله وعند الله تجتمع الخصوم"، حسب نص العبارة التي وردت في استمارة تسجيل المرحلة الإعدادية دورة 2023-2024.

وذكر المعلم أن "الطفلة المؤدبة والطالبة المجتهدة الخلوقة قُتلت بعدما كانت تحمل طموح وأحلام وآمال تناطح السحاب، قتلها أحدهم برعونة وببرودة دم"، ونظراً لبشاعة المنظر تعتذر شبكة شام عن نشر الصورة التي تظهر مقتل الطفلة آية، داخل سيارة مدنية حيث تم استهدافها برصاص متفجر في الرأس كما جرح والدها نتيجة إطلاق النار المباشر عليهما.

وتسببت الاشتباكات التي استخدمت فيها القواذف والرشاشات الثقيلة، بإغلاق جميع المحال التجارية في مدينة جرابلس وسط حالة استنفار كبيرة، وتعليق للدوام الرسمي ضمن المدارس، وسط هلع وخوف نتيجة الاشتباكات وأصوات الانفجارات، علما أن معظم المصابين هم من المدنيين وليسوا من أطراف النزاع.

ويوم أمس الثلاثاء، أصدرت الشرطة العسكرية في جرابلس، بيانا أعلنت إطلاق حملة أمنية لاعتقال كل شخص تلطخت يده بدماء الأبرياء، وأكد علي الأحمد الحمكو، مسؤول مكتب الصلح والسلم الأهلي في جرابلس في مداخلة هاتفية أن المكتب يدعم جهود الحملة الأمنية، ويسعى لحل النزاع بين الطرفين.

وحول أسباب تجدد القتال بين الطرفين، قالت مصادر محلية إن مسلحين مجهولين قاموا باختطاف شخص من أبناء عشيرة قيس يعمل في تجارة العقارات، قبل حوالي الشهرين قرب مخيم زوغرة، وخرج عدد من ذويه بمظاهرة أمام مبنى الوالي التركي للمطالبة بالكشف عن مصير ابنهم المخطوف، عبد الرزاق الأمين.

وخلال قيام المتظاهرين بقطع الطرقات بالإطارات المشتعلة نشبت ملاسنة بين أشخاص من عشيرة طي وآخرين من قيس، ثم تطورت إلى مواجهات واشتباكات مسلحة عنيفة بين الطرفين، يذكر أنه يوجد ثارات كبيرة سابقة بين العشيرتين تمتد إلى سنوات طويلة، وسط انتقادات لطريقة التعامل الأمني حيث يتم الإفراج عن المتورطين المقبوض عليهم في كل مرة دون وجود عقوبات رادعة.

هذا وقتلت سيدة وجنينها وأصيب زوجها، باشتباكات ناجمة عن خلاف عشائري سابق، في مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، وكان قتل عدة أشخاص باقتتال عشائري، ليتجدد القتال الذي يتكرر بين الطرفين، وتثير الاشتباكات المتجددة حفيظة نشطاء وفعاليات الحراك الثوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالب تتعلق بضرورة إيجاد حلول جذرية ووضع خطة لإنهاء حالة الفلتان الأمني وضبط انتشار السلاح.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ