سلطات كردستان تبدأ ترحيل لاجئين سوريين إلى الحسكة و"قسد" تمنحهم تصاريح مؤقتة للمغادرة
كشفت مصادر إعلاميّة محلية عن وصول عدد من السوريين المرحلين من كردستان العراق إلى محافظة الحسكة، وذلك عبر معبر "سيمالكا- فيشخابور" الواصل بين إقليم كردستان العراق ومناطق سيطرة الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا.
وأكد الناشط الإعلامي زين العابدين العكيدي، في تدوينة عبر موقع "إكس" (تويتر سابقا) ترحيل العشرات من السوريين بعد قرار الإقليم الأخير بمنع دخول السوريين وعدم تجديد الإقامات، مشيرا إلى أن ميليشيا "قسد" تمنح المُرحلين تصاريح مؤقتة لمغادرة المنطقة نحو محافظاتهم.
وحذر من أن بعض المُرحلين مطلوبون لميليشيات "قسد" ونوه أن غالبية المُرحلين من محافظات دمشق، السويداء، الساحل، والحسكة، ومن المتوقع وخلال الأيام القادمة تدفق المزيد من السوريين من خلال ترحيلهم نحو محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا.
وأعلنت إدارة معبر سيمالكا، مؤخرا إنه تم الانتهاء من ترميم جسر معبر سيمالكا واستأنفت الحركة التجارية عبره حيث أنهت إدارة المعبر الحدودي الواصل بين شمال شرقي سوريا وإقليم كردستان ترميم الجسر الواصل بين الطرفين والذي انهار بفعل عاصفة مطرية 20 آذار/ مارس الفائت.
وبحسب المصادر الرسمية، فإن أكثر من 260 ألف لاجئ سوري يعيشون في إقليم كوردستان وفق تصريح لوزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في حين تؤكد إحصاءات ومصادر أخرى أنها تتجاوز نصف مليون مواطن سوري.
وكان طالب رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، فاضل الغراوي، بترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مدعيا أن الأوضاع في سوريا استقرت وأصبحت مُلائمة للحياة، وفق زعمه.
وأكد رئيس منظمة "جاني روج" الإنسانية، رشيد علي جان، أن 13 شاباً سورياً رُحّلوا قسراً من مطار بغداد الدولي إلى مطار دمشق، وقد أُوقف 4 منهم واقتيدوا إلى مراكز النظام الأمنية.
وذكر أن السلطات العراقية تحتجز عشرات اللاجئين السوريين في بغداد، وتعتزم ترحيلهم إلى دمشق على الرغم من أنّهم يحملون إقامات رسمية صادرة عن حكومة إقليم كردستان العراق ووثائق من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أربيل.
وبالتوازي مع حملات العنصرية في لبنان، تشير مصادر إلى تطورات ملف السوريين في أربيل، حيث تم تفعيل تجديد الإقامات ولكن منح الفيزا معلّق، وفق مكاتب سياحية في أربيل ذكرت أنها تواصلت مع مديرية إقامة أربيل، لتؤكد لها أنها مستمرين بتجديد الإقامات للشباب والفتيات العزاب الممنوحة لهم سابقاً.
وتابعت المكاتب أنه بحسب المديرية فالتجديد فعال ولكن هذا الموضوع قابل للتعديل والتغيير بأي وقت، ولفتت إلى أن إصدار الفيز مازال متوقفاً إلى الآن للشباب والفتيات من حملة الجنسية السورية، وتقتصر التأشيرات التي تمنح حالياً على العائلات فقط.
وفي وقت سابق، أصدرت وزارة الداخلية في إقليم كردستان العراق قراراً علقت به إصدار تأشيرات الدخول للسوريين العزاب، لإتاحة فرص العمل للشباب المحليين، مؤكدين على ضرورة مغادرة المنتهية إقامتهم بأقرب وقت ممكن، إذ لم تثبت الشركات المسجلة رسمياً نوع الحاجة لهم.
في حين لم تؤكد المكاتب السياحية ترحيل أي شخص حتى الآن، كما أوضحت بأنها تمنح تأشيرة الدخول للسوريين العزاب بحالة واحدة، وهي أن يكون الوافد عاملاً في إحدى الشركات بعد تقديم الإثباتات والمبررات للوزارة حول توظيفه واحتياجها له.
يذكر أن وزارة الداخلية لإقليم كردستان العراق أوقفت منح تأشيرات دخول لحملة الجنسية السورية، وبررت أن المنع هو لفئة الشباب أي أنه يمنع إعطاء فيزا دخول لفتاة وحدها أو شاب، بينما يسمح دخول العائلات، كما يستثنى من ذلك حاملي الجوازات الأوروبية، ولم يتم توضيح الأسباب حينها، وفق مصادر إعلاميّة.
وأفادت مصادر أمنية وسياحية في إقليم كردستان العراق، عن طلب حكومة بغداد من إدارة الإقليم وقف منح تأشيرات الدخول للسوريين، وعللت ذلك أنه بهدف ضبط العمالة الأجنبية، في وقت صعد نشطاء عراقيون قبل أيام ضد السلطات بسبب ترحيل اللاجئين السوريين إلى مناطق النظام بسوريا.
وكانت استطلعت المنظمة التابعة للأمم المتحدة آراء السوريين الموجودين في العراق حول عودتهم إلى بلادهم، وبحسب الاستطلاع، فإنّ أكثر من 92% منهم لا يريدون العودة، ولفتت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلى أن أكثر من 14 مليون سوري أجبر على الفرار من ديارهم منذ 2011. ولا يزال نحو 6.8 ملايين نازح سوري في الداخل، إذ يعيش 90% من السكان تحت خط الفقر.