صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
● أخبار سورية ٢٩ فبراير ٢٠٢٤

سفير إيران بدمشق: انسحاب قياديي "الحرس الـ ـثوري" لن يوقف الضربات الإسرائيلية

استبعد "حسين أكبري" سفير إيران لدى نظام الأسد، أن يؤدي انسحاب قياديي "الحرس الثوري" الإيراني من سوريا، إلى توقف الضربات الإسرائيلية، واعتبر أن "العدو يريد خلق أجواء سلبية داخل جبهة المقاومة من شأنها أن تسبب الفتنة".

وقال أكبري، إن الإسرائيليين "ارتكبوا بعض الجرائم.. ومن الممكن أن يرتكبوا جرائم أخرى أيضاً، لكن هذا لا يعني أنه لو لم يتواجد الإيرانيون في سوريا فإن الكيان الصهيوني سيتوقف عن أعماله الإجرامية ويتوب ويعيد لكم الجولان وسيطلب المغفرة".

ولفت إلى أنه من "السذاجة جداً" الاعتقاد بأن إسرائيل ستتراجع عن طبيعتها العنيفة، وفق موقع "داما بوست"، وحول مخاوف السوريين من استهداف مبان يقطنها قياديون إيرانيون في سوريا، أشار أكبري إلى هجومين إسرائيلي فقط استهدفا مبان سكنية، أسفرا عن مقتل ستة "مستشارين"، بينهم راضي موسوي.

وأضاف: "تحاول الإمبراطورية الإعلامية بشكل خبيث خلق حالة من الرعب لدى الشعب السوري" من الوجود الإيراني، لافتاً إلى وجود عشرات الشركات والعائلات الإيرانية في سوريا، وأكد أن إيران هي "الدولة الوحيدة" القادرة على مساعدة دمشق "بأريحية تامة"، دون أخذ واشنطن بعين الاعتبار.

وكانت تقزمت مطالب الموالين لنظام الأسد من الرد على الغارات الإسرائيلية إلى مطالب تشدد على ضرورة إخلاء مواقع الميليشيات الإيرانية من المناطق السكنية وعدم التسبب بمزيد من الضربات الجوية التي تزايدت مؤخراً إلى درجة أن تعرض مباني للقصف في عمق العاصمة السورية دمشق بات خبراً اعتيادياً في الصحافة والإعلام.

وأشارت صحيفة العرب المعروفة بـ"العرب اللندنية" يوم الخميس 22 شباط/ فبراير إلى تحول أحياء راقية في سوريا إلى مربعات إيرانية أمنية، في حين رصدت شبكة شام الإخبارية، العديد من المنشورات والتعليقات التي تشير إلى تحول مطالب الموالين بشكل لافت، حيث بات الموالين للنظام يعيشون حالة من الخوف والهلع نتيجة انتشار المقرات والمواقع الإيرانية لا سيّما في العاصمة دمشق.

وتضمنت المنشورات المشار إليها دعوات لعدم تأجير منازل جديدة للأشخاص يحملون الجنسية الإيرانية خشية تحولها لمقرات إضافية قد توسع رقعة الاستهدافات المتكررة، وحمل موالون للنظام مسؤولية انتشار المقرات الإيرانية لأصحاب المنازل والمكاتب العقارية إلا أنهم الحلقة الأخيرة والأضعف.

والأجدر بهذه الدعوات أن تطالب رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد" الذي جلب الاحتلال الإيراني لقتل وتهجير السوريين، وأصبح وجودهم كقوة احتلال أمراً واقعياً، ولكن من أغرق البلاد بالديون والمخدرات الإيرانية لن يسعى على وقف التمدد الإيراني علاوة على أن الأمر خارج سيطرته إذ يخضع للميليشيات الإيرانية كأحد عناصرها في سوريا.

ولم يعد انتقاد الموالين للنظام السوري لما كان يطلقون عليه "الحليف الإيراني"، سراً بل تضج صفحات وحسابات موالية بانتقادات واستهجان علني، وعلى سبيل السخرية أيضا تداولت صفحات صورة تشير إلى حالة من الخوف حين يعلم السكان أن هناك مستأجرين جدد في المبنى ثم يتبين أنهم يتكلمون اللغة الفارسية، ما يعني أن المبنى سيتم قصفه لاحقا مع وجود مقر للميليشيات الإيرانية.

وأكد الباحث الداعم للأسد "أمجد بدران"، أن "السياسية الإيرانية غير واضحة للإيرانيين أنفسهم"، وذكر أن هناك مدنيين سوريين يتم قتلهم في كل استهداف وفق البيانات الرسمية، معتبرا أن تصريحات إيران بخصوص سحب مستشاريها من سوريا "سذاجة وغبية"، وذكر أن "الخفة الايرانية تصل حد التهريج"، و"على إيران تحديد ماذا تريد دون أسر الأجيال".

وذكرت صحيفة "العرب اللندنية" أن عددا من الأحياء الراقية في دمشق وحمص تحولت إلى أشبه بمربعات إيرانية، وهو ما يفسر التركيز الإسرائيلي عليها في الفترة الأخيرة، وخلال شهر واحد قصف الاحتلال الإسرائيلي 3 أحياء، هي المزة فيلات وشارع الحمرا في حمص وأخيرا حي كفرسوسة.

ونوهت إلى أن قيادات من الحرس الثوري والميليشيات الموالية له عمدت في السنوات الأخيرة إلى الاحتماء بالأحياء السكنية ولاسيما الراقية، وتضم المنطقة المستهدفة مباني سكنية ومدارس ومراكز ثقافية إيرانية، وتقع بالقرب من مجمع كبير يخضع لحراسة مشددة تستخدمه مخابرات الأسد.

وحسب صحيفة "معاريف" العبرية فإن قاطني المبنى الذي استهدفته إسرائيل في كفرسوسة هم من عناصر حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، ونفت شبكة إيرانية شبه الرسمية وقوع قتلى إيرانيين في الهجوم الإسرائيلي الأخير بدمشق.

ونقلت وسائل إعلام عن مصدر أمني سابق قوله إن الأحياء الراقية أكثر حماية من الناحية الأمنية وأقل استهدافا بسبب تواجد سفارات فيها إضافة إلى وجود شخصيات قيادية من النظام في هذه المناطق، ما يجعلها مربعات أمنية داخل الأحياء.

ومطلع شباط/ فبراير الحالي نفت وكالة "الميادين"، إحدى وسائل الإعلام الإيرانية الناطقة بالعربية، تقليص وجود ميليشيات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وذلك ردا على تقارير أشارت إلى تقليص التواجد الإيراني في مناطق سيطرة النظام.

ونقلت الوكالة عن ما وصفتها بـ"مصادر موثوقة"، إن ما تم تداوله من تقليص حرس الثورة الإيراني لانتشار مستشاريه في سوريا، غير صحيح، وأضافت "طلب من المستشارين الإيرانيين التواجد في سوريا من دون اصطحاب عائلاتهم معهم".

هذا واستهدفت إسرائيل بغارات جوية وصواريخ مواقع لنظام الأسد وإيران بالعاصمة السورية دمشق ومحيطها 25 مرة خلال عام 2023، كل مرة فيها بغارتين على الأقل، طالت أهدافاً عسكرية لجيش النظام والميليشيات الإيرانية.

وكان قُتل أكثر من 10 من كوادر في الحرس الثوري الإيراني بقصف إسرائيلي على منطقة المزة في دمشق بينهم قادة بارزين، وسبق ذلك مصرع القيادي الإيراني رضا موسوي باستهداف مماثل في السيدة زينب بريف دمشق.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ