صورة المرقع والبوق الأكبر للجولاني وهيئة تحرير الشام المدعو طاهر العمر
صورة المرقع والبوق الأكبر للجولاني وهيئة تحرير الشام المدعو طاهر العمر
● أخبار سورية ٢١ مايو ٢٠٢٤

"مُرقع وبوق مأجور" وبتاريخ حافل بالاختلاس والابتزاز.. "العمر" يقود الذباب الإلكتروني ضد النشطاء بإدلب

تعتمد "هيئة تحرير الشام" منذ بداية تكوينها بنسخها السابقة "فتح الشام وجبهة النصرة" على ركيزة إعلامية خفية تسمى بـ"الذباب الإلكتروني" عبر مواقع التواصل، تُديرها شخصيات مجهولة، من خلال مئات الحسابات الوهمية وبأسماء مختلفة لترويج أفكار الهيئة وتعميمها عبر مواقع تواصل شتى، إضافة لتشويه صورة كل من يخالفها من أشخاص أو كيانات، وتسويق أفكار الهيئة ومشاريعها وأعمالها وتجميل صورتها.

وكشفت الاحتجاجات الشعبية التي تصاعدت ضد "هيئة تحرير الشام" مؤخراً، والتي طالت زعيمها "أبو محمد الجولاني"، عن الكثير من الأشخاص المدافعين عن الهيئة، بينهم إعلاميين، مراصد، رجال دين، وغيرهم من مريدي "الجولاني" وأتباعه حتى في ظلمه وطغيانه، ما يظهر حجم التملق والتزلف لدى هذه الشخصيات المنتفعة من بقائه على رأس سلطة الأمر الواقع فحسب، لم تسلم قيادات وكوادر الهيئة نفسها من تشويه صورتها إبان اتهامها بـ "العمالة" من قبل الإعلام الرديف.

 في مقدمة هؤلاء الأشخاص المتصدرين للمشهد، مجهول النسب - كما يصفه نشطاء الحراك الثوري - المدعو "طاهر العمر"، والذي يزعم أنه ينحدر من دير الزور، ويتمتع بانتماء عشائري، ظهر ولمع اسمه إلى جانب "هيئة تحرير الشام" وأخواتها سابقاً، وعُرف بمواقفه المعادية للحراك الثوري والنشطاء وكل من يخالف توجهات الهيئة، يستمد حضوره من صفته الأمنية بواجهة إعلامية، والدعم الذي تقدمه له قيادة الهيئة، رغم كل قضايا الفساد والاحتيال التي تشوبه.

ويبدو أن الآلة الإعلامية الرديفة التابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، ورغم كل الدعوات للتهدئة بعد حادثة قمع الاحتجاجات الأخيرة في بنش وجسر الشغور، عادت لنشر سمومها من خلال استهداف نشطاء بعينهم ، كان لهم دور بارز في تغطية الحراك المناهض للهيئة، وبدأ "الذباب الإلكتروني" باستهداف هؤلاء النشطاء وتخوينهم والطعن بهم عبر تلفيق الأكاذيب، والنشر المتواز على كروبات الأخبار وغرف المستعمل والحسابات الوهمية.

وبرز "طاهر العمر" - وهو اسم غير حقيقي للشخص المذكور -، كـ "أداة قذرة" من بين الأدوات الإعلامية التابعة للهيئة، ليس اليوم فحسب بل خلال السنوات الماضية، لتلميع صورة الهيئة، والطعن في كل مخالف حتى قيادات الهيئة أنفسهم عندما يكون التوجه لتشويه صورتهم، ووقع بسقطات إعلامية كبيرة في تخوين الحراك الثوري ككل، وأبناء المناطق التي حاول زرع الفتة والشقاق بينهم، مدعوماً برضى أولياء الأمر عنه من قيادات وذراع أمني ينتمي له.

وتفيد معلومات "شام" أن المدعو "طاهر" مُدان بعشرات القضايا التي تتعلق باستهداف النشطاء وتلفيق الأكاذيب بحقهم، والتي سجلت لدى الجهات القضائية التابعة للهيئة ذاتها، دون أن تتخذ تلك الجهات أي إجراء بحقه، في وقت تلاحق نشطاء الحراك الثوري لمنشور على مواقع التواصل، وتقوم باتخاذ إجراءات عقابية ضدهم.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، فالمدعو "طاهر العمر"، يستخدم حضوره الأمني في عمليات نصب واحتيال كبيرة طالت ذوي المعتقلين في سجون "هيئة تحرير الشام"، إبان عمله مع القيادي البارز سابقاً "أبو ماريا القحطاني" من خلال التواصل مع ذوي المعتقلين وعرض المساعدة في الإفراج عن أبنائهم "السمسرة"، لقاء الحصول على مبالغ مالية بعشرات آلاف الدولارات.

ولـ "طاهر العمر"، الذي يُعد من أكثر الأبواق الإعلامية ترويجاً لـ "هيئة تحريرالشام"، تاريخ أسود في شيطنة فصائل الثورة والتجييش والتحريض على القتل وسفك الدم والبغي، ووقع بعدة سقطات ألبت ضده بعض الأطراف في الهيئة، ممن عملوا على إقصائه وتهميشه، لكن قربه من "أبو ماريا القحطاني" وعدة أمنيين آخرين منع اعتقاله ومحاسبته على سقطاته التي أحرج بها قيادة الهيئة، حتى أنه لقب في الأوساط الإعلامية للهيئة بـ "صبي القحطاني".

وسبق أن وقع الناشط الموالي لـ"هيئة تحرير الشام" المدعو "طاهر العمر"، بسقطة جديدة في مواجهة نشطاء الثورة، في سبيل تقربه وموالاته للهيئة، من خلال منشور عبر قناته الرسمية عبر تطبيق تلغرام، هاجم خلالها إعلام الثورة، ممارساً دوره في التحريض عليه مستخدما ألفاظ غير لائقة مثل وصفه لفئات من النشطاء في الشمال السوري بـ"المرتزقة والمتسلقين و أبناء الشبيحة" على حد قوله.

وكان اعتبر المدعو "العمر" أن من واجب من وصفهم "القائمين في المحرر" (في إشارة إلى مؤسسات الجولاني) "ضبط الإعلام وعدم السماح لبعض المرتزقة وقليلي الضمير العبث بالمحرر"، حسب كلامه، وأضاف محرضاً في منشوره الذي عدله لمرات، أن طلبه ضبط الاعلام بسبب "حجم التضحيات أكبر وأعظم من أن يعبث بها المتسلقين أو أبناء الشبيحة وخطورة وحساسية المرحلة تحتاج لنخب في الإعلامي الثوري"، متناسياً كونه أحد أبرز من هاجم إعلام الثورة وأطلق عليه بوق يعمل لتلميع تحرير ويتجاهل ممارساتها.

وذكر "بوق الهيئة" كما يسميه نشطاء الثورة، أن المرحلة تحتاج إلى "الإنصاف والنقد البناء و إدراك حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الإعلام الثوري وبالعامية حتى لا يستثمر العدو إعلام ونطوطة بعض المرتزقة والعجونة"، حسب وصفه.

وفي 25 نيسان/ أبريل 2024 الجاري، نشرت قنوات إعلاميّة نص محادثة عبر تطبيق تلجرام، تحققت "شام" من صحتها، تُظهر حواراً جرى بين "ميسّر علي الجبوري"، الملقّب" بـ"أبي ماريا القحطاني"، الذي قتل بتفجير في مضافته شمالي إدلب، وبين شخص آخر يدعى "أبو هاشم الهاشمي" وهو أحد الإعلاميين المقربين من "القحطاني".

وحسب الحوار فإنّ الأخير يمتنع عن التواصل والرد على "طاهر العمر" لكي لا ينحدر إلى درجة الانحطاط التي وصل إليها "العمر"، وترتبط المحادثة بحملة إعلامية ممنهجة قادها الإعلام الرسمي والرديف لدى "هيئة تحرير الشام" قامت على شيطنة الخصوم الجدد بسلاح الإعلام والفضائح بعد أن كانوا رفاق الأمس.

وتوعد "القحطاني"، في المحادثة النصيّة ذاتها بوضع حدّ لما وصفها بـ"المهزلة" في إشارة إلى تزايد منشورات "العمر" التي تركزت وقتذاك على مهاجمة كلاً من "القحطاني" رفقة "أبي أحمد زكور" القيادي المنشق عن "هيئة تحرير الشام"، ووصفهم بأسوأ الألفاظ، وبعد مقتل "القحطاني" حذف بوق الهيئة غالبية المنشورات ضده ووصفه بـ"الشهيد الشيخ المجاهد".

وفي سياق متصل، ابتدع "العمر" بدعة "منشور مؤقت للحذف" حيث يبرر عبر هذه العبارة تكرار حذفه للمنشورات المثيرة للجدل، إلا أن الحقيقة تشير بوضح إلى أنه بوق إعلامي موجه وهو مجرد أداة وقفازات ومناديل ورقية تستخدم لحاجة معروفة الهدف في تشويه الخصوم، ويقوم بدوره على نشرها وترويجها على غرار آلية عمل الإعلام الرديف الذي يشرف عليه.

ومثالاً على هذه المنشورات أظهر شماتة علنية بتفجير دامي، خلال شهر مارس/ آذار الماضي، وقع في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية المؤقتة والجيش الوطني، قائلا: "حلل ياأبو الرخص، ماعجبك الوضع في إدلب"، وكثيرا ما يقارن شخصيات من الهيئة الأوضاع في إدلب والشمال بطريقة غير منطقية رغم واقعية نسبية على صعيد الوضع الأمني.

وتنتهي التعليقات على هذه المنشورات الجدلية والترويجية مع حذفها إلا أن ناشطون يحتفظون بها كموقف ثابت على دور "طاهر العمر" في تلميع انتهاكات سلطات الأمر الواقع ومحاربة قيم ومبادئ الحرية والكرامة بأسلوب فظ وسمج.

وبالمقابل يحصل "العمر" على مكافأة على صعيد المال والنفوذ مقابل هذه التطبيق منقطع النظير، حيث يمنحه الجولاني صلاحيات تمكنه من القفز على القوانين والإجراءات الكرتونية التي تضييق الخناق على الصحفيين السوريين وتطلق العنان ليد الإعلاميين المقربين من هيئة تحرير الشام.

ونشر "الزبير الغزي" الذي دار بينه وبين "العمر"، سجالات مطولة، تفاصيل حول قضية "الختيار"، وذكر أن "العمر" كان شريكا في الربا، ولايحق له التنظير في الأمور العامة والشرعية و نوازل الساحة، وأكد أن "عبد الله المحيسني" ادعى على "العمر" في عام 2017 عندما كان "الغزي" قاضيا للمعاملات المالية في محكمة سلقين غربي إدلب.

وأضاف، أنه الدعوة تشير وباعتراف "العمر" إلى اختلاس 30 ألف دولار أمريكي من أموال التبرعات، وبررها أمام القضاء بأنه اختلسها للصالح العام حيث اشترى سيارة ومصاريف، قبل أن يقوم بإعادة المبلغ بعد أن تكفلت جهات برد المبلغ نيابة عنه، وألمح إلى أن الهيئة اشترت "العمر" بهذا المبلغ إضافة إلى منحه صلاحيات واسعة.

وسبق أن طالب نشطاء قيادة الهيئة، بمحاسبة "العمر" على منشور له بوقت سابق أساء فيه لأهالي جبل الزاوية وحراكهم الشعبي الرافض لاستمرار القتل والمجازر بحقهم، والذي حذفه لاحقاً، وجاء الطلب لاختبار الهيئة التي تلاحق النشطاء على تعليق على مواقع التواصل، وتقوم باستدعائهم واتخاذ عقوبات بحقهم، في حين تغفل عن متابعة أبواقها والمطبلين لها وفق تعبير النشطاء.

وسبق أن هاجم المدعو "طاهر العمر"، الحراك الشعبي أمام النقاط التركية في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، والمطالب بتأمين الحماية للسكان بعد المجازر المتكررة بحق المدنيين، واصفاً ذلك بـ"الاستعراضات والأفلام".

وكان استهل هجومه "الذي حذفه لاحقاً" من قناته عبر تطبيق "تليجرام"، بالإشارة أن الحراك الشعبي هو عبارة عن شعارات وحين تبدأ المعارك يثبت "الصادقين والشرفاء"، وسط تساؤلات هل بذلك ينفي هذه الصفة عن الأهالي المشاركين في التنديد بالمجازر والمطالبة بالحماية؟، مما أثار حفيظة نشطاء الحراك الثوري.

وتعتمد هذه الكيانات على أسلوب الترهيب والتهديد للنشطاء، لاسيما العاملين مع مؤسسات إعلامية تخالف توجهات الهيئة، وربما تعارضها وتنتقد ممارساتها، بدعوى حرصها على العمل الإعلامي وخدمة مشروع الثورة السورية، لتقوم بتنبيه الكثير من النشطاء لضرورة ترك تلك المؤسسات، والضغط عليهم بين وعيد وتهديد بالمساءلة والملاحقة لتركها.

ولطالما استغلت "هيئة تحرير الشام" العديد من الشخصيات السورية لتنفيذ مشاريعها على حساب أبناء بلدهم، ولمع أسماء الكثير من الشخصيات بأسماء وهمية، شكلت رعب كبير للنشطاء، قبل الكشف عن هوية عدد من هذه الشخصيات، والتي تدار من قبل شخصيات غير سورية نافذة في الهيئة، تستخدم كل منها عدة أسماء للظهور الإعلامي، لتتخلى عن أي اسم وفق المصلحة والرؤية وتعاود الظهور باسم جديد.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ