120 مليون دولار شهرياً .. مالي منشق عن "الإدارة الذاتية" يفصح عن أرقام هائلة لعائداتها من بيع النفط
كشف "نضال ايبو " المسؤول المالي السابق في "الإدارة الذاتية"، والذي تلاحقه "قسد"، منذ أشهر وتعتقل جميع أفراد عائلته، في أول لقاء له بعد اختفائه، عن سلسلة من المعلومات المالية الخاصة بالتنظيم لاسيما الاتجار بالنفط وعوائده.
وكان يشغل "ايبو"، منصب المسؤول المالي في مدنية منبج بريف حلب الخاضعة لسيطرة "قسد"، ويعمل ضمن مجلس إداري يتبع للإدارة الذاتية قبل انشقاقه عنها لترد استخبارات "قسد"، باعتقال عائلته المؤلفة 10 أفراد بينهم زوجته و3 من أطفاله، ووالديه.
وأوضح أيبو في مقابلة تلفزيونية، عن أن حزب العمال الكُردستاني يبيع طن البترول بـ285 دولار لفصائل الجيش الحر في منطقة "درع الفرات"، بينما يبيع النظام بسعر 120، وذلك منذ بدء تطبيق "قانون قيصر".
ولفت ايبو إلى أن حزب العمال الكُردستاني، يحصل شهرياً على 120 مليون دولار عائدات من بيع بترول ديرالزور، وتتجمع المبالغ عند الكادر في الحزب المدعو "علي شير"(تركي الجنسية من مدينة سروج مقابل عين العرب السورية)، وهو بمثابة بنك خفي للحزب، وفق تعبيره.
وذكر أن 40 مليون دولار تذهب لقائد قوات سوريا الديمقراطية "مظلوم عبدي" كميزانية شهرية، في حين تبقى 80 مليون دولار، بيد المالي العام للحزب "علي شير" ولا أحد يعرف مصيرها غيره.
ونوه أيبو إلى أن شبكة بيع البترول، تتكون من "ياسر حزواني والقاطرجي وأبو دلو"، الذين يتلقون أوامرهم من من كوادر حزب العمال الكُردستاني "علي شير وإبراهيم زندان وشاهوز حسن( من اكراد تركيا)".
ذكر أن حزب العمال الكُردستاني يختلق الأزمات، مثل أزمة الخبز و المازوت، لكي يرفع سعر تلك المواد، حيث يصبح الناس مهيئين لقبول شرائها بأي سعر بعد المعاناة من فقدانها، في حين يخصص ملبلغ مالي قدره 25 دولار لكل قتيل من التنظيم فقط.
وكشف ايبو عن أسماء بعض مسؤولي ميزانية حزب PKK في سورية، منهم "إبراهيم زيدان" والذيث يتسلم البترول، و "هڤال ولات" في الجمارك، و"علي شير" المالية العامة، و"ابو دلو" سمسار النظام لشراء النفط.
وكانت طالبت مجموعة منظمات تعمل في مجال حقوق الإنسان من "الإدارة الذاتية"، إطلاق سراح أفراد عائلة والمنشق عنها "نضال ايبو"، وحملّت الإدارة مسؤولية سلامة العائلة مع استمرار احتجزها في سجون استخبارات "قسد"، التابعة لها.
وشددت المنظمات على ضرورة إطلاق سراح جميع افراد هذه العائلة دون قيد أو شرط، ولفتت إلى متابعة الواقعة من خلال التواصل مع "آل ايبو"، وتعتزم إصدار تصريح عبر وسائل الإعلام حول الحادثة التي وصفتها بأنها مشينة بحق الإنسانية.
وأشارت إلى أن "قسد" تعتقل العائلة كرهائن بما فيها من نساء وأطفال وذلك لضغط على ابن العائلة الكردية واتهامه باختلاس 4 ملايين دولار وهروبه من مناطق سيطرتها، وقالت إن صح الادعاء جدلاً فيما ذنب الأطفال والزوجة والأب والأخوة مع استمرار اعتقالهم التعسفي بهذا الشكل على جرم قام به شخص ويدفع ثمنه أطفال في عمر الرضاعة.
وكانت تواصلت شبكة "شام" مع الدكتور "لزكين محمود ايبو" الابن الأكبر لعائلة "محمود ايبو" والمقيم في ألمانيا، والذي أوضح للشبكة تفاصيل اعتقال عائلته كرهائن لحين تسليم أحد أشقائه المنشق عن "الإدارة الذاتية" نفسها وفق تعبيره، والذي اتهمته الأخيرة باختلاس مبلغ مالي كبير وقدره ثلاثة ملايين دولار وفق ماروجته لتبرير ملاحقته.
وقال الدكتور لزكين لشبكة "شام" إن القضية بدأت مع تكيف شقيقه "نضال ايبو" البالغ من العمر ٣٠ عاماً، والذي يعمل منذ ٤ سنوات كموظف مدني في مجلس إدارة منبج - قسم المالية و الرقابة، برئاسة لجنة فساد استطاع خلالها كشف ملفات كبيرة تطال مسؤولين في الإدارة، مما عرضه للتهديد بالقتل فاطر لتقديم استقالته ومن ثم الهروب من المنطقة لجهة لم يحددها.
وأوضح الدكتور أن مجلس منبج العسكري التابع لـ "قسد"، وجه على الفور اتهامات لشقيقه باختلاس مبلغ مالي كبير، قبل أن يقوم بمداهمة منازل العائلة في منبج، ويعتقل ثمانية من أفرادها كرهائن للضغط على "نضال" لتسليم نفسه، وهم والده "محمود ايبو ٦٠ عام وهو مريض قلب" و"ريزان محمود ايبو ٢٤ عام، وأحمد محمود ايبو ١٦ عام وهو طالب بكالوريا، و "أميرة بطران ٢٣ عام زوجة نضال ايبو" والأطفال "محمد محمود ايبو ١٤ عام طالب في المرحلة الإعدادية، وأولاد نضال كلاً من " محمود ايبو ٦ أعوام، ولزكين ايبو ٤ أعوام، وآرين ايبو ٣ أعوام".
وأكد الدكتور لزكين لشبكة "شام" أن استخبارات "قسد" اقتادت المعتقلين جميعاً إلى جهات مجهولة، و قاموا بمصادرة هواتفهم وقطع تواصلهم مع العالم الخارجي، ولم يسمح لأحد برؤيتهم أو التواصل معهم، كما رفضت وساطات وجهاء المنطقة التي تدخلت لكشف مصيرهم".
وذكر لزكين أن مجلس منبج العسكري طالب وجهاء المنطقة أن يسلم "نضال ايبو" نفسه، وأن العائلة محتجزة كرهائن لحين حصول ذلك، وتحدث الدكتور عن امتلاكه محادثات موثقة عن مفاوضات جرت بينه و بين قيادات "قسد" تشترط تسليم شقيقه نفسه مقابل الإفراج عن العائلة.
في السياق، وصف نائب رئيس رابطة المستقلين الكرد السوريين في حديث لشبكة "شام"، بأن هذا اعتقال واحتجاز تعسفي غير مبرر إطلاقاً ويتجاوز كونه جريمة حجز حرية وسوء معاملة وانتهاك للقانون ودليل على غياب أية سلطة قضائية.
واعتبر الحقوقي "رديف مصطفى" أن هذا الأسلوب "عصاباتي بغض النظر إن كان نضال ايبو مذنباً أم لا فهذا انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وحقوق الطفل في أخذ العائلة رهينة لكي يسلم المتهم نفسه وهذه جريمة ترتكبها ميليشيا قسد الإرهابية" مؤكداً أن هؤلاء الأشخاص لاذنب لهم واعتقالهم هي جريمة بشعة تستحق العقاب ودلالة على غياب القانون وسلطة القضاء في مناطق نفوذ ميليشيا قسد الإرهابية".
من جهتها، قالت "نور الخطيب" مديرة قسم الاعتقال والاختفاء القسري في "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، في حديث لشبكة "شام"، إن الشبكة الحقوقية سجلت في كثير من الحالات قيام "قوات سوريا الديمقراطية"، باعتقال ذوي المطلوبين لها وتقوم باعتقال الفئة الأضعف التي تجدها من بين أفراد العائلة، كالنساء أو الأطفال أو الكهول، وغالباً لا يتم الاعتقال لانتزاع معلومات بل للانتقام والضغط على المطلوبين لتسليم أنفسهم وهذا شبيه بممارسات النظام السوري.
وطالب الدكتور "لزكين محمود ايبو" في حديثه لشبكة "شام" كلاً من التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بتحمل مسؤوليته القانونية بحماية المدنيين والدفاع عنهم، والكشف فورا عن هذه العائلة، كما حمل قوات سوريا الديمقراطية وقائدها "مظلوم عبدي" المسؤولية القانونية الكاملة عن أي أذى نفسي أو جسدي يلحق بهذه العائلة.