"نيويورك تايمز": مقتل مدنيين وتدمير مروحية أمريكية بعملية الإنزال الجوي شمالي إدلب
قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن العملية التي نفذتها القوات الأمريكية الخاصة في شمال غرب سوريا ضد زعيم بتنظيم "القاعدة"، جاء وسط تقارير عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين بينهم أطفال، متحدثة عن تدمير إحدى المروحيات الأمريكية التي شاركت بالهجوم بعد مشكلة ميكانيكية أجبرتها على الهبوط، فقامت القوات الأمريكية بتدميرها".
ونقلت الصحيفة عن محللين أمريكيين يراقبون التقارير إن "مروحيات أمريكية نقلت عناصر الكوماندو إلى مواقعهم بعد منتصف الليل بقليل، وحاصرت منزلا في منطقة أطمة بمحافظة إدلب السورية، القريبة من الحدود مع تركيا الخاضعة لسيطرة المعارضة".
ووفق الشهود فإنه تبع ذلك مواجهة طويلة حيث أطلقت مكبرات الصوت تحذيرات باللغة العربية للنساء والأطفال داخل المنزل لإخلاء المنازل وبعد حوالي ساعتين اندلعت معركة كبيرة ، حيث تم إطلاق قذائف صاروخية وتبادل لإطلاق النار من المنازل والمباني المحيطة نحو القوات الأمريكية".
وكانت أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أنها نفذت بنجاح مهمة لمكافحة الإرهاب في شمال غرب سوريا، وأكد المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، أنه لم يتم تسجيل أي خسائر في صفوف القوات الأميركية، وقال إنه سيتم الكشف عن المزيد من التفاصيل، عندما تكون متاحة.
وقال تشارلز ليستر، الزميل والمدير في معهد الشرق الأوسط الذي يتخذ من واشنطن مقرا، لوكالة رويترز إنه تحدث مع سكان قالوا إن العملية استمرت أكثر من ساعتين، ولفت إلى أنه "من الواضح أنهم أرادوا هدفهم، أيا كان، حيا". وتابع "تبدو هذه أكبر عملية من هذا النوع" منذ غارة البغدادي.
وقال مسؤول أميركي لوكالة أسوشيتدبرس، إن إحدى المروحيات التي شاركت في الغارة عانت مشكلة ميكانيكية وكان لا بد من تفجيرها على الأرض.
وأسفرت العملية وفق "الدفاع المدني السوري"، الذي قام بانتشال الجثث من الموقع، عن مقتل 13 شخصاً على الأقل، بينهم 6 أطفال و4 نساء، وانتشرت صور لعدة أطفال تحولت أجسادهم لأشلاء في الموقع.
وبعد قرابة ساعتين ونصف من التحليق المكثف، والقصف بالرشاشات الثقيلة، والاشتباكات، غادر طيران التحالف الدولي، أجواء ريف إدلب بعد إخلاء موقع عملية الإنزال الجوي ولامعلومات حتى الساعة عن الجهة التي تم استهدافها في العملية ومدى نجاحها.
وأفاد مراسل شبكة "شام" الذي وصل للموقع عقب انتهاء العملية مباشرة، أن المكان المستهدف منزل سكني من طابقين، مؤكداً مشاهدة جثة سيدة وأطفال، وأربع رجال في الموقع، إضافة لدمار كبير حل بالمكان، دون التمكن من كشف هوية القتلى.
وقرابة الساعة الواحدة وعدة دقائق بعد منتصف الليل، بدأ طيران مروحي تابع للتحالف الدولي، عملية إنزال جوي في المنطقة الفاصلة بين ريفي إدلب وعفرين، شمالي بلدة أطمة، كانت أكدت مصادر لشبكة "شام"، وصول طائرات مروحية تابعة للتحالف الدولي إلى معمل لافارج في قرية خراب عشق - جلبية جنوب شرقي عين العرب "كوباني" شرقي حلب قبيل ساعات من انطلاقها باتجاه ريف عفرين لتنفيذ عملية إنزال هناك.
ووفق المعلومات المتوفرة، فإن طائرات مروحية حلقت بمحاذاة الحدود السورية التركية انطلاقاً من مناطق ريف حلب الشرقي وصولاً أجواء عفرين ومنطقة أطمة بريف إدلب الشمالي، قبيل بدء عملية إنزال جوي هناك، ولم يصدر عن التحالف الدولي حتى لحظة نشر التقرير أي معلومات عن الشخصيات المستهدفة.
وفي 28 تشرين الأول من عام 2019، نفذ طيران تابع للتحالف الدولي عملية إنزال جوية، استهدفت منزل شخص عراقي الجنسية يقيم في مدينة جرابلس بريف حلب، قرب منطقة المعلب، وتضاربت حينها في الأنباء عن اعتقال عائلة أو شخص ومغادرة المنطقة دون أي اشتباك.
وقبل يوم من ذلك التاريخ، نفذت عدة طائرات مروحية أمريكية في وقت متأخر من الليل، عملية إنزال جوية في منطقة باريشا بري إدلب الشمالي، استهدفت زعيم تنظيم داعش " أبو بكر البغدادي" وأسفرت عن مقتله.