austin_tice
حسابات بالأرقام تكشف حجم التسلط والاتجار بتعب مزارعي القمح
حسابات بالأرقام تكشف حجم التسلط والاتجار بتعب مزارعي القمح
● أخبار سورية ٢٩ مايو ٢٠١٧

حسابات بالأرقام تكشف حجم التسلط والاتجار بتعب مزارعي القمح

تفاقم معاناة مزارعي المحاصيل الزراعية "القمح - الشعير" في الشمال السوري، مع تضارب الأسعار التي تفرضها المؤسسات والهيئات الزراعية والمؤسسات التابعة للفصائل العسكرية بواجهة مدنية، والتي باتت أكثر ما يؤرق الفلاح، ويحاربه في لقمة عيشه وتعبه طوال العام.

ولعل مسألة تسويق محصول القمح الذي يزرع بشكل واسع في الشمال السوري، بات أكثر ما يؤرق الفلاح بسبب القيود التي باتت تفرض عليه، في الوقت الذي يتكلف الفلاح عناء جني محصوله بدء من شراء البذار وحراثة الأرض وسقايتها ورشها بالمبيدات الحشرية، وحصادها، مع المخاوف المتزامنة في تعرض المحصول للحرق بقصف أو جراء حريق قد تسبب به أشعة الشمس أو غير ذلك.

وتواصلت شبكة "شام" مع عدد من مزارعي القمح في محافظة إدلب، حصلت بموجبها على حسابات بالأرقام لعدد من المزارعين في الريف الشرقي من المحافظة، تبين الفارق بالليرة السورية بين ما يدفعه الفلاح من تكاليف منذ زراعة أرضه حتى جني محصوله، وما يلاقيه من ظلم وجور في سعر القمح التي حددتها هذه المؤسسات.

وتبلغ تكلفة الدنم الواحد من الأرض في المنطقة الشرقية في حسبة بسيطة، حيث يحتاج المزارع لـ 40 كغ من القمح لكل دنم، سعر البذار المعقم 170 ل.س للكيلو الواحد، أي ما يعادل 6800 ليرة سورية، كما تكلف حراثة الدنم 5500 ليرة سورية، وتكلف السقاية لثلاث مرات 60 لتر من المازوت أي ما يعادل  18000 ليرة سورية.

ويضاف لذلك احتياجات الأرض للسماد الذي تحتاجه الأرض للدنم الواحد 20 كغ، ما يعادل 3000 ليرة سورية، وبخ مبيدات حشرية قرابة 1000 ليرة سورية، و 2000 ليرة سورية أجور حصاد للدنم الواحد و 500 ليرة سورية ثمن الأكياس والشوالات التي يعبأ فيها المحصول، وينتج الدنم الواحد من الأرض من القمح ما بين 300 إلى 400 كغ للدنم الواحد، بشكل وسطي 350 كغ.

وتخلص نتيجة الحساب إلى تكلفة الدنم الواحد من الأرض المزروعة بالقمح تقدر بــ 37000 ليرة سورية تكلفة ما يدفعه المزارع لقاء لأرضه من شراء البذار حتى جني المحصول، لم تتطرق العملية الحسابية لتعب الفلاح وسهره طوال العام وعائلته حتى جني المحصول، ولم تتطرق لأي خسارة قد يمنى بها الفلاح.

وبالمقارنة بين ما يتكلف به الفلاح حتى جني محصوله للدنم الواحد وبين ما فرضته " مؤسسة الإمداد والتموين" التابعة أصلاً للإدارة المدنية للخدمات التي تديرها هيئة تحرير الشام في المناطق المحررة والتي حددت تسعيرة القمح  ١٠٥ ل.س للكيلوغرام الواحد من القمح القاسي، و١٠٣ ل.س للكيلوغرام الواحد من القمح الطري، واعتبار أن هذه التسعيرة هي الرسمية والوحيدة في الشمال السوري، حيث يبلغ سعر ما ينتجه الدنم الواحد "350 كغ" حسب قرار الجبهة ما يعادل 36000 ليرة سورية، أي أقل مما يتكلفه الفلاح، أما حسب تحديد الهيئات الزراعية التي حددت السعر بـ  سعر طن القمح الطري 265 دولار، وسعر طن القمح القاسي 270 دولار، فيبلغ سعر ما ينتجه الفلاح للدنم الواحد قرابة 49000 أي أكثر بقليل من تكلفة الفلاح بنسبة لا تساوي تعبه طوال العام.

هذه الحسبة البسيطة تكشف ما يواجهه مزارعي القمح في المحرر من تسلط وعمليات احتيال من قبل الجهات القائمة على شراء القمح، وبالتالي حرمان المزارع من أي عائد له ولأسرته بعد تعب طوال العام أمام محصوله الزراعي، وكل ما يواجهه من مشقة، في الوقت الذي تتشارك فيه بعض الفصائل مع تجار مدعومين من نظام الأسد على شراء القمح ونقله للصوامع في قلعة المضيق بريف حماة ثم إدخالها لمناطق سيطرة نظام الأسد، أو عن طريق الطرق البرية التي تربط مناطق الثوار بمناطق نظام الأسد بريف حماة الشرقي، وبالتالي يعود الربح للتجار ومن سهل عمله ويحرم المزارع من قوت يومه.

ولعل جفاف الأرض وقلة الموارد والصعوبات التي تواجه الفلاح في الوصل لمحصوله، زاد عليها العراقيل والصعوبات في تسوق المحصول والدخول في متاهات التنافس، أرغمت العديد من الفلاحين على ترك أرضهم دون زراعة أو زراعتها بالبقوليات بدل القمح، وبالتالي المساهمة في تخفيض مساحة الأراضي المزروعة بالقمح التي قد تصل لمرحلة عدم القدرة على تامين هذه المادة في حال استمر الحال على ما هو عليه.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 
austin_tice

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ