"حتى آخر خيمة"... حملة إنسانية يُطلقها "فريق ملهم التطوعي" بمخيمات الشمال السوري
أطلق "فريق ملهم التطوعي"، بثاً مباشراً من مخيمات الشمال السوري، أعلن خلاله عن حملة جمع تبرعات مالية تهدف إلى نقل مخيم كامل إلى وحدات سكنية وإنهاء معاناة العوائل بشكل جذري وتأمين مأوى كريم لهم يسهم في تخفيف أوجاع النزوح والتشرد.
وتبث الصفحة الرسمية للفريق التطوعي عبر موقع فيسبوك، في نقل حي ومباشر لوقائع الحملة الأخيرة، واتخذ الفريق من خيمة في الشمال السوري موقعاً لانطلاقة الحملة مع تزايد معاناة النازحين في ظل انخفاض درجات الحرارة والعواصف الثلجية التي تتعرض لها المنطقة.
وترمي الحملة لهدف معلن وهو نقل مخيم كامل إلى وحدات سكنية عند تأمين تكلفة كل شقة سكنية، ودعت المساهمين إلى متابعة أجواء النقل ودعم الحملة والمساهمة بحل حقيقي، وهو إنهاء معاناة العوائل تماماً، وفق المعرفات الرسمية للفريق.
وحملت الحملة اسم "حتى آخر خيمة" وتقوم على إجراء بث مباشر من خيمة بمدينة أعزاز بريف حلب لجمع مبلغ يصل إلى نحو 500 ألف دولار، ونقل أكثر من 100 عائلة من مخيم كامل إلى وحدات سكنية مخصصة للسكن، ويظهر البث الذي يظهر فيه مدير الفريق "عاطف نعنوع" لوحة تفاعلية تضمن أسماء المتبرعين ورسائل مباشرة.
وتظهر بيانات الحملة ظهر اليوم الإثنين جمع مبلغ 400,353 دولار أمريكي، عبر 3629 متبرع، وبذلك يتأمن نقل 86 عائلة، ضمن حملة "حتى آخر خيمة"، وتستمر الحملة حتى تحقيق هدفها المعلن والوصول إلى المبلغ المطلوب ونقل العائلات المقيمة ضمن المخيم إلى وحدات سكنية.
وانبثقت فكرة الفريق عام 2012 عن مجموعة من طلبة الجامعة السوريين، الذين استشعروا ألم ومعاناة إخوانهم اللاجئين في دول الجوار ولمسوا جراحهم، فعملوا بادئ الأمر على إعانتهم بما استطاعوا من موارد بسيطة متاحة وطاقات إنسانية مخلصة، للتخفيف من آلامهم وتأمين احتياجاتهم الأساسية من السكن والغذاء والدواء، وفق الموقع الرسمي للفريق.
ومع تفاقم الكارثة الإنسانية وتضاعف أعداد اللاجئين وتوزعهم على طول الخارطة الجغرافية "كان لابد لسواعد شباب الفريق أن تشتد ولأرواحهم أن تزداد إصرارا، فوصل عددهم بعد خمس سنوات إلى 180 متطوع ومتطوعة انتشروا في مختلف أرجاء العالم، عملوا كخلية نحل واصلين الليل بالنهار على إيصال المعونة إلى مستحقيها ومسح الأسى عن وجوه أبناء جلدتهم".
ويشير الموقع إلى أن الفريق التطوعي يفخر "بتتويج مسيرته في مجال العمل التطوعي بتأسيس منظمة تحمل اسمه، مقرها تركيا ألمانيا، ولها فرع في كل من الأردن والسويد وكندا، يسعى من خلالها إلى تأطير عمله الإنساني في إطار مؤسساتي خال من التبعية الحزبية أو السياسية، ويعزز بذلك ثقة داعميه في مختلف أرجاء العالم، ويطور مسار عمله التطوعي وفق معايير عالمية".
ويطلق الفريق على نفسه أسم "ملهَم"، في إشارة إلى الشهيد "ملهم الطريفي" الذي سمي الفريق باسمه، وهو شاب من مدينة جبلة، كان يدرس إدارة الأعمال في مدينة اللاذقية، وسافر مع أسرته إلى السعودية مع بدء اندلاع الثورة السورية لكنه لم يستطع البقاء بعيداً مع تزايد أعداد الضحايا في الداخل السوري.
وعاد الشهيد "ملهم الطريفي"، إلى سوريا، ومع تفاقم الوضع في مدينة بانياس الساحلية خلال حصارها، اخترق ملهم الحصار ودخل بسيارته حاملاً حليب أطفال، لكنه قتل لاحقاً على يد قوات الأسد فكانت قصته ملهمة لأصدقائه وللفريق ليؤسسوا المبادرة باسمه.
هذا ويعمل فريق ملهم بشكل سنوي على إطلاق الحملة الموسمية الخاصة بفصل الشتاء تحت مسمى "خيرك دفا" في شهري تشرين الثاني وكانون الأول، لتوزيع المواد الشتوية ومواد التدفئة، وتشمل المدافئ والمحروقات الخاصة بالتدفئة والفحم، ومواد الاستجابة، وتتضمن البطانيات والإسفنج والعوازل والملابس الشتوية.
وعلى مدى عشر سنوات تتكرر معاناة السوريين في المخيمات، العواصف الثلجية تدمر الخيام وتحاصر المخيمات وتمنع وصول الطعام والماء لها، والأمطار الغزيرة تغرق تلك الخيام، فيما يبقى العالم ينظر إلى مأساة المدنيين دون أي تحرك لإنهائها، والتي يجب أن تبدأ بمحاسبة المجرمين ممن هجر هؤلاء المدنيين وقصفهم، ثم إجراء حل سياسي يضمن عودة النازحين واللاجئين بشكل آمن إلى قراهم ومنازلهم.