austin_tice
انتهاكات "أبو عمشة" تُهدد "امبراطوريته" .. فهل تتوسع المحاسبة لجميع مرتكبي الانتهاكات ...؟؟
انتهاكات "أبو عمشة" تُهدد "امبراطوريته" .. فهل تتوسع المحاسبة لجميع مرتكبي الانتهاكات ...؟؟
● أخبار سورية ٢٥ ديسمبر ٢٠٢١

انتهاكات "أبو عمشة" تُهدد "امبراطوريته" .. فهل تتوسع المحاسبة لجميع مرتكبي الانتهاكات ...؟؟

بدأت مناطق سيطرة فصائل الجيش الوطني السوري في منطقة عفرين قبل عدة أسابيع، حراكاً هو الأول من نوعه، لملاحقة مرتكبي الانتهاكات التي تعاظمت بحق المدنيين سواء من المكون الكردي أو المكونات الأخرى في منطقة سيطرة القيادي في الجيش الوطني وقائد فصيل "السلطان سليمان شاه" المعروف "أبو عمشة" الشخصية التي أثارت الجدل خلال سنوات عديدة سابقة.

ووفق مصادر لشبكة "شام" فإن "امبراطورية" القيادي "أبو عمشة" والمنحدر من ريف حماة، باتت اليوم مهددة ومحاصرة بسيل من الجرائم والانتهاكات التي تلاحقه، والتي بات مرغماً الخضوع لها والرضوخ لمطالب المحاسبة التي أطلقتها مكونات ضمن الجيش الوطني، في ظل تساؤلات عن مدى قدرة تلك المكونات على المحاسبة والردع، وهل ستتوسع دائرة المحاسبة لتشمل فصائل وقيادات أخرى لاتقل ممارساتها عن ممارسات "أبو عمشة" وفق تعبير المعلقين.

قاد "محمد الجاسم" عدة مكونات من الجيش الحر سابقاً بريف حماة، قبل انتقاله لمناطق شمال حلب إثر البغي الذي تعرضت له تلك المكونات من قبل "جبهة النصرة" سابقاً، ليسطع نجم "أبو عمشة" بعد سيطرة الجيش الوطني على عفرين، ويغدو حديث الإعلام بكثرة الفيدوهات والتصرفات المثيرة للجدل، وهو يتمتع بقوة عسكرية وقبضة أمنية ووصول كبير على مستويات الجيش الوطني، وفق ما يعرف عنه.

لكن اليوم ووفق المصادر، بدأت تضيق الدائرة على القيادي المذكور ومحيطه من المقربين منه، وتحاصرهم سلسلة الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين، لتتخذ غرفة عمليات "عزم" قراراً بعد ضغوطات كبيرة من عدة أطراف، لوضع حد للانتهاكات الممارسة في منطقة "الشيخ حديد" أو مايعرف بامبراطورية "أبو عمشة" بريف عفرين.

وتعتبر منطقة "الشيخ حديد"، ضمن مناطق عملية "غضن الزيتون" بريف عفرين، قطاعاً مستقلاً وفق القسمة التي وزعتها قيادات من الجيش الوطني على بعضها، ليكون لكل فصيل أو قيادي قطاعاً خاصاً يمارس فيه ما يريد من انتهاكات وقرارات ويفرض الأتاوات والمكوس ويعتبرها أرضاَ له خارج حدود أي فصيل آخر، وليس حال باقي المناطق بريف عفرين بأفضل حال، فقد سجلت المئات من الانتهاكات بحق المكونات الأخرى التابعة للجيش الوطني، وسجل العشرات من الصدامات المسلحة بينهم لخلافات على توزيع السيطرة وفرض السطوة.

وعمل "أبو عمشة" على بناء "امبراطورية" كبيرة له في منطقة "الشيخ حديد" بكل قراها وبلداتها، واتخذها مقراً له، يمنع على أي فصيل الدخول لها أو حتى أي مدني إلا بعلم ومواقفة ومراقبة الجهاز الأمني التابع له، والذي يديره أشخاص مقربين منه، وكانت كل المنطقة مستباحة لعناصره، بكل ما فيها من أرزاق ومدنيين، يتخذ فيها مايحلو له من قرارات دون أي مرجعية أو جهة تحاسبه.

ومؤخراً، انتقل للعلن حجم الصراع الدائر بين غرفة عمليات "عزم" وفصيل "أبو عمشة"، وبدأت تتحرك الجهات الأمنية ضد القيادي المذكور بعد عدة تفاهمات وتحالفات داخلية ضمن مكونات الغرفة، لتفرض عليه الخضوع للجان قضائية وشرعية، تحقق في الانتهاكات التي تعاظمت في منطقته، ولم يكن أمامه خيار سوى القبول.

وتقول مصادر "شام" إن ماسمي بـ "اللجنة المشتركة لرد الحقوق في عفرين وريفها" والتي تم التوافق عليها من قبل عدة مكونات في الجيش الوطني، بدأت العمل لمتابعة جميع القضايا والانتهاكات في منطقة "الشيخ حديد" وأن تلك اللجنة التقت الأهالي هناك وسجلت العشرات من الخروقات والانتهاكات لمن تجرأ واستطاع تجاوز تهديدات أمنيي "أبو عمشة" والتكلم بما عاناه من ممارسات.

وعلى خلفية ذلك، شرعت غرفة عمليات "عزم" بالتوافق مع حركة "ثائرون" التي التحق بها "أبو عمشة مؤخراً، وبعد ضغوطات على الأخير وتهديدات باللجوء للخيار العسكري ضده، بتشكيل لجان لرد الحقوق، وطلب من القيادي تسليم جميع المطلوبين وكل من يثبت تورطه بتلك الجرائم، قبل أن تخرج للعلن تفاصيل عن اعتقالات طالت نشطاء وقيادات من الفصيل المذكور، وهروب عدد منهم إلى تركيا.

وفي تطورات الملف، نشرت قبل أيام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، شهادة نسبت لأحد المشايخ المكلفين بمتابعة ملف الانتهاكات ضمن اللجنة المشكلة وهي للشيخ عبد الناصر العلوان المعروف باسم "أبو إسلام الحموي"، والتي تضمنت فضح لممارسات "أبو عمشة" سلسلة الجرائم التي يمارسها فصيله وقياداته في منطقة "الشيخ حديد"، لافتاً إلى أنها وصلت لحد لايطاق.

وجاء في نص الرسالة والتي لم يتسن لـ "شام" التحقق من صحتها، أن "أبو عمشة بفساده المتكاثر كالسرطان وصل لمرحلة لا يصلح معه فيها إلا الاجتثاث من الجذور"، وقال الشيخ وفق ما نسب له أن "أبو عمشة وإخوته فرضوا مكوساً باهظة على أهالي الشيخ حديد، بلغت 8 دولارات سنوياً على الشجرة المثمرة، و4 على غيرها، وربع محصول الزيت على كل أرض، عدا عن السرقات والجبايات الأخرى".

وتحدث الحموي عن انتهاكات تتعلق بـ "ابتزاز النساء واغتصابهن"، لكن لاحقاً خرج الشيخ بنفي أن تكون الرسالة له، إلا أن مصادر لـ "شام" قالت إن نشرها كان مقصوداً لفضح ممارسات "أبو عمشة" وأن ماجاء في الرسالة صحيح ولم يبالغ فيه، بغض النظر عن الجهة التي نسبت لها.

تبع ذلك انتشار صوتيات للشيخ "أحمد الحلوي"، قال فيها إنه استمع لشهادات الشهود المتضررين من انتهاكات "أبو عمشة"، واعتبر أن "زوال أبو عمشة دين يُتقرب فيه إلى الله، وفساده لا يُزال إلا بالقتل"، وتحدث عن أنه يتابع ملف "أبو عمشة" منذ عامين، وأن قيادات عديدة من الجيش الوطني مطلعة على تلك الجرائم والانتهاكات.

وفي خضم الحملات الإعلامية والحراك على الأرض ضد "أبو عمشة"، خرج الأخير بسلسلة تغريدات نشرها على حساب يتبع له على موقع "تويتر" ثم قام بحذفها في وقت لاحق، نفى فيها ما ينسب له من انتهاكات، واعتبر أن هذه الأحاديث معلبة وجاهزة وزعم سعيه للإصلاح ونشر الأمن والاستقرار.

ومن بعض ما قاله إن "العمل على مواجهة الفساد الداخلي هو من أهم عوامل التماسك الداخلي، ولا يجوز أبداً أن نغض الطرف عنه، إلا إذا أوقعنا ذلك في مفسدة أكبر فإننا ندفع المفسدة الأكبر بالأصغر ونقدم الضروريات على الحاجيات".

وتعيش مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري بريف عفرين تحديداً - وفق متابعين - فوضى عارمة، جراء وجود العديد من المكونات التي تجتمع تحت اسم "الجيش الوطني"، إلا أنها في الحقيقة متفككة وتقودها النزعات المناطقية والخصومات بين قياداتها، علاوة عن الرغبة في السيطرة والسطوة كلاً على حساب الآخر، مستغلين صلاتهم وعلاقاتهم القوية مع قيادات الوطني والسلطات التركية في المنطقة، في ظل عدم استقرار انعكس سلباً على المدنيين من جميع المكونات سواء الأصلية ضمن المنطقة أو المهجرين إليها، وخلق حالة تنافر بينها، علاوة عن تكرار الممارسات المنتهكة لحقوق هؤلاء من قبل جميع الأطراف.

المصدر: شبكة شام الكاتب: ولاء أحمد
مشاركة: 
austin_tice

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ