"الفاتح" من رفيد الجولانية لـ"زعامة" فتح الشام .. "شام" تكشف نقاط في مسيرته وحكايا عن العائلة والدراسة
بات أحمد حسين الشرع بمثابة الأحجية التي ذهبت طرق فكها باتجاهها مختلفة بين جنوب سوريا و شرقها ، و معرفة من يكون و أين ترعرع و كيف عاش و إلى بيئة ينتمي ، فهو ليس مجرد اسم عادي في هذه البقعة الجغرافية ، فقد سبق أن شغل العالم حوله في "تلثمه" ، و لم يختلف الأمر بعد اماطة اللثام عن وجهه.
أبي محمد الجولاني ، "الفاتح" ، أحمد الشرع ، هي الأسماء التي تسلسل معها قائد جبهة النصرة "الاسم الذي بات من الماضي" ، حتى أمس الأول الذي بات علنياً الشكل و الاسم ، و لكن التاريخ و السيرة الذاتية بقيت مثار خلاف ، وحتى التنظيم الجديد "فتح الشام" لم يخض بها على اعتبار أن ما يهم هو الوضع الراهن و الماضي لا مكان له في قائمة الأولويات.
ومع خروج زعيم جبهة فتح الشام " جبهة النصرة سابقاً" ، أبو محمد الجولاني كاشفا وجهه بعد 5 سنين من إخفاء هويته و الاكتفاء بصوت من وراء حجاب، طفت على السطح التساؤلات عن هذا السوري الذي تولى مناصب عديدة خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً في عمر "المسيرة الجهادية"، و بات البحث في سيرته شيء مثير للاهتمام، و حصلت شبكة "شام" الإخبارية على معلومات من مصادر خاصة، عن سيرته و من الولادة و حتى الآن.
أحمد حسين الشرع ولد في ضيعة قريبة من بلدة الرفيد في الجولان ، عمل والده في وزارة النفط لفترة من الزمن الى أن انتقل بعدها الى السعودية وعمل هناك في شركات عدة، ولوالده عدة مؤلفات في الاقتصاد، مجال تخصصه، وبعد عدة سنوات عاد الى سوريا وفتح مشروع تجاري بالقرب من مكان سكنه في دمشق، أما والدته فهي مدرسة لمادة الجغرافيا وحاصلة على شهادة الماجستير.
يتوسط الجولاني أفراد عائلته من حيث ترتيب الولادة ، و له من الأخوة أربعة و من الأخوات اثنتان.
ترعرع الجولاني في العاصمة دمشق بعد نزوح أبويه من بلدتهم في الجولان عقب الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة، أكمل دراسته الأساسية والإعدادية والثانوية في دمشق، ومن ثم ولج الجامعة وفق نظام التعليم المفتوح في مجال الإعلام ولكن حرب العراق قطعت رحلته الدراسية و ترك كل شيء و اتجه إلى العراق.
توجه الجولاني الى العراق في أول الحرب الأمريكية عام 2003 وحارب هناك ضد الاحتلال الأمريكي لشهور عدة إلى أن ألقت القوات العراقية القبض عليه وسجنته عدة أشهر، ومن ثم قامت بتسليمه لسلطات نظام الأسد، والتي بدورها أطلقت سراحه فورا، إلا أنها أعادت إلقاء القبض عليه مرة أخرى بين عامي (2005-2004) بعد وصول تقرير للمخابرات التابعة للأسد عن توجهاته الفكرية.
سجن الجولاني في سجن صيدنايا، واختفى بعدها ولم يعلم أحد إذا كان على قيد الحياة، إلى أن خرج أحد المسجونين من صيدنايا وأخبر عائلته ، أنه ما زال موجوداً حي يرزق خلف أسوار قلعة صيدنايا، فحاول أبواه زيارته ولكن دون جدوى، حتى أن فارق الشرع نائب بشار الأسد توسط شخصيا لهم لزيارته إلا انها أتت بالرفض.
ومع انطلاق الثورة شهر أذار عام ٢٠١١، قام الأسد بإطلاق سراح جميع القيادات المتهمة بانتمائها للقاعدة، والتي تحمل الفكر الجهادي، ومن بينهم أبو محمد الجولاني "أحمد الشرع".
و حسب المصادر فإن الجولاني يتصف بأنه هادئ وخجول جدا، ولم يكن يحمل الفكر الجهادي ولم يكن متدين أيضا فيما مضى من أيام ، و لكن مع انطلاق حرب العراق توجه إلى هناك مثل العديد من الشباب الذين توجهوا للجهاد في العراق دون خلفية جهادية أو عقيدية وكانوا بدافع الدين والعروبة، ويبدو أنه اكتسب الفكر الجهادي والفقه الشرعي في سجنه في العراق ومن ثم في صيدنايا من علماء هذا الفكر وقادته، إلى أن خرج من السجن وتواصل مباشرة مع قادة الدولة الإسلامية في العراق وزعيمها البغدادي، والذي وجهه بتشكيل جبهة النصرة ودعمه بالمال والسلاح والأفراد، إلى أن تم الانفصال بينهما عقب قيام البغدادي بإعلان دولة العراق والشام ، وقام الجولاني بمبايعة الظواهري امير تنظيم القاعدة، وأصبح قائد قاعدة الجهاد في الشام، إلى أن فك ارتباطه بالقاعدة في تسجيل مصور ظهر فيه بوجهه الحقيقي.