austin_tice
الشبكة السورية : 350 ألف مدني محاصرين في الغوطة الشرقية رغم اتفاقية خفض التَّصعيد مع روسيا
الشبكة السورية : 350 ألف مدني محاصرين في الغوطة الشرقية رغم اتفاقية خفض التَّصعيد مع روسيا
● أخبار سورية ٢٤ أكتوبر ٢٠١٧

الشبكة السورية : 350 ألف مدني محاصرين في الغوطة الشرقية رغم اتفاقية خفض التَّصعيد مع روسيا

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر اليوم تحت عنوان "حصار غوطة دمشق الشرقية شكل من أشكال العقوبات الجماعية" أنَّ ما لايقل عن350 ألف مدني لا يزالون محاصرين على الرغم من اتفاقية خفض التَّصعيد مع روسيا.

بحسب التقرير بدأ نظام الأسد منذ تشرين الأول/ 2012 حصاراً جزئياً على منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق، ما لبثَ في 19/ تشرين الأول/ 2013 أن توسَّع وأصبح حصاراً مطبقاً بشكل شبه كامل، تمَّ تسجيل دخول بعض المواد الغذائية عبر معبر مخيم الوافدين إلى مناطق محدودة في الغوطة الشرقية، إثر اتفاق بين نظام الأسد وفصائل في المعارضة بداية عام 2015، إضافة إلى ذلك فقد كان يتم تهريب بعض المواد عبر أنفاق تربط الغوطة الشرقية بأحياء القابون وتشرين شرق مدينة دمشق.

ذكر التقرير أنه مع نهاية آذار/ 2017 تم إغلاق معبر الوافدين، كما سيطر نظام الأسد على الأنفاق بعد الحملة العسكرية التي شنَّها على أحياء القابون وتشرين في شباط/ 2017، كل ذلك أدى وفق التقرير إلى تشديد الحصار على ما لايقل عن 350 ألف مدني، وارتفاع أسعار المواد الغذائية وندرة المواد الطبيَّة.

وثَّق التَّقرير استشهاد ما لايقل عن 397 مدنياً، بينهم 206 طفلاً، و67 سيدة بسبب الجوع ونقص الدواء تحديداً منذ بداية الحصار على الغوطة الشرقية في تشرين الأول 2012 حتى 22/ تشرين الأول/ 2017، كما نوَّه إلى أنَّ معظم الوفيات حصلت بين الفئات الهشَّة، كالأطفال الرضع، وكبار السن، والمرضى، والجرحى.

قال فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان:"لم يقتصر النظام السوري على استخدام الحصار وسيلة من وسائل الحرب، بل إنَّه تجاوز الضرورات العسكرية وتناسباتها، وتحوَّل الحصار إلى تجويع وتضييق على المدنيين، وأصبحت كُلفَته أعلى من أيِّ هدفٍ عسكري مرجو، وتحوَّل إلى شكل من أشكال العقوبات الجماعية، حرَم السكان من الخدمات الأساسية والمواد الغذائية".

أوضح التقرير أنَّ الحصار قد استمرَّ على الرغم من إبرام اتفاقية خفض التَّصعيد الخاصة بالغوطة الشرقية بين فصائل في المعارضة المسلحة والقوات الروسية برعاية مصريَّة في 22/ تموز/ 2017، التي نصَّت على إدخال قوافل إغاثية وبدء عمليات إخلاء الجرحى، ووفق التقرير فإنه لم يتم تسجيل دخول سوى 4 قوافل فقط شملت بعض السلل الغذائية ومواد طبية، لا تكفي سوى قرابة 25 % من احتياجات السُّكان الذين بدؤوا يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء لاسيما مرضى السرطان الذين قدَّر التقرير عددهم بـ 543 مريضاً توفيَ 7 منهم، بينهم 4 أطفال وسيدة، منذ إغلاق المعبر في آذار/ 2017 نتيجة عدم توفُّر الجرعات الكافية لعلاجهم.

وأكَّد التَّقرير أنَّ عمليات القتل والتدمير استمرَّت بالتوازي مع سياسة التجويع فقد تمَّ تسجيل 4 مجازر، و23 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية، بينها 4 منشآت طبيَّة قامت بها قوات الحلف السوري الروسي، منذ 22/ تموز/ 2017 حتى 22/ تشرين الأول/ 2017.

وأشار التَّقرير إلى أنَّ ما تمَّ توثيقه من انتهاكات يظهر بشكل واضح رغبة الحلف السوري الإيراني بإفشال أي اتفاق لخفض التَّصعيد، والعمل بشكل حثيث على تركيع المجتمع السوري بهدف الاستسلام ثم التَّسليم بشرعية نظام الأسد وحليفه الإيراني، وبالتالي بسطِ نفوذه الكامل على سوريا، والسَّعي لتدمير اتفاقيات الأستانة فقد فشلَ الطرف الروسي الضَّامن لاتفاق خفض التَّصعيد في إجبار نظام الأسد على الالتزام بإدخال المساعدات وإجلاء الجرحى، وهذا من أبسط المطالب.

وفقَ التقرير فإنَّ نظام الأسد يهدف من خلال الحصار الذي يفرضه على سكان الغوطة الشرقية إلى إيصالهم إلى مرحلة استنزاف كامل؛ ما يؤدي إلى قبولهم بأية تسويات ودفعهم إلى هجر المنطقة، كما حصل في أحياء حلب الشرقية ومدينة داريا في ريف دمشق، وحي الوعر بمدينة حمص وغيرها.

أوصى الَّتقرير مجلس الأمن الدولي بتطبيق القرارات ذات الصلة بموضوع إيصال المساعدات الإنسانية ورفع الحصار، ذات الأرقام (2139، 2165، 2191، 2254، 2258)، بشكل فعال ومنتظم، كما طالب المجتمع الدولي بالإيفاء بالالتزامات المالية التي وعدَ بتقديمها لإغاثة الشعب السوري، لاسيما الغوطة الشرقية التي تُعدُّ من أكثر المناطق تضرراً في سوريا.

كما طالب بالضغط للانتقال من حالة إدخال مؤقت للمساعدات وتخفيف الاحتقان عدة أسابيع فقط، إلى فتح طريق مستمر لإدخال المواد الطبية والغذائية، وأكَّد على ضرورة تقديم دعم عاجل للمنظمات الإغاثية والطبية المحلية العاملة في الغوطة الشرقية، بالتَّنسيق مع المكتب الإقليمي لمنظمة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 
austin_tice

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ