austin_tice
الرؤوس الكبار لـ "دا-عش" في أرض يحكمها "الجو.لاني" .. من أمن حمايتهم وماعلاقته بمقتلهم (تحليل)
الرؤوس الكبار لـ "دا-عش" في أرض يحكمها "الجو.لاني" .. من أمن حمايتهم وماعلاقته بمقتلهم (تحليل)
● أخبار سورية ٤ فبراير ٢٠٢٢

الرؤوس الكبار لـ "دا-عش" في أرض يحكمها "الجو.لاني" .. من أمن حمايتهم وماعلاقته بمقتلهم (تحليل)

يتكرر ذات المشهد بذات التفاصيل مع اختلاف التاريخ، على نفس الأرض ولو تباعدت المسافات، بين واقعتي مقتل الرؤوس الكبار في تنظيم داعش الذي أرعب العالم بأسره، بداية بمقتل مؤسسه "أبو بكر البغدادي" وصولاً لمقتل الخليفة الأول "عبد الله قرداش"، بذات الأيادي، في ظل وجود حلقة مفقودة لم تكشف هوية الشركاء.

بالتأكيد هناك تساؤلات كبيرة تطرح عن دور "هيئة تحرير الشام" في مثل هذه العمليات الخاصة للتحالف الدولي في منطقة من المفترض أنها تخضع لسيطرتها أمنياً، وهي التي قالت مراراً إنها اعتقلت عشرات الخلايا الأمنية لتنظيم دا-عش وقوضت قوتها بل تفاخرت بوقف نشاطها بشكل كامل في عموم مناطق السيطرة وبراعة جهازها الأمني.

هذه التساؤلات كانت موضع نقاش منذ أول عملية طالت مؤسس التنظيم "أبو بكر البغدادي" في تشرين الأوّل/ أكتوبر 2019 في قرية باريشا بريف إدلب، حول كيفية وصول مثل هذه الشخصية إلى إدلب، وإقامته فيها، وإدارته لكثير من العمليات للتنظيم خارج المنطقة، رغم القوة الأمنية التي تتمتع بها الهيئة لاسيما في ملاحقة خلايا التنظيم وتفكيكها.

وحينها طرح تساؤلاً عن دور "هيئة تحرير الشام" في عملية تحديد موقع "البغدادي"، وماهي الأدلة التي تملكها الهيئة للوصول لرأس تنظيم داعش، لاسيما أن عملية الاغتيال جاءت بعد اعتقال الهيئة "خالد نعمة الجبوري"، عراقي الجنسية وهو مرافق البغدادي "أبو عبد اللطيف الجبوري" في مدينة دارة عزة، ومن ثم زعمت مقتله قبل انتشار صور مسربة تؤكد حينها أنه كان على قيد الحياة.

واليوم ومع تصفية خليفة "داعش" عبد الله قرداش، خلال عملية إنزال جوي مشابهة تماماً في كل حيثياتها، على أرض تحكمها "هيئة تحرير الشام" وفي موقع قريب من أحد أبرز معابرها في "دير بلوط"، حيث تنتشر عناصرها لمنع تهريب الأطفال والنساء بضع لترات من الوقود عبر تلك الحقول والحدود المصطنعة مع عفرين.

ويتساءل العامة، هل يمكن أن يصل زعيم تنظيم داعش إلى إدلب، دون علم الجهاز الأمني في الهيئة، كما أنه يجري الاتصالات والتحويلات المالية ويرسل التعليمات لأتباعه، كما أن برودة الهيئة في التعامل مع الإنزال الجوي يطرح كثيراً من التساؤلات عن دورها، إذ أن أي من قواتها لم تتحرك مع وصول طائرات كان من المفترض أنها مجهولة لأجواء المنطقة.

وقال متابعون إن حالة البرودة التي تعاملت بها قيادة الهيئة مع الإنزال الجوي، مشابه تماماً لما حصل إبان عملية قتل البغدادي، إذ لم تحرك الهيئة أي من قواتها، ولم تتعامل مع الطيران المهاجم في أرض تتبع لها، ولم تفكر ولو للحظة بأن الشخصية المستهدفة قد تكون من كوادرها، وهذا يعني أنها على علم مسبق بهوية المستهدف وطبيعة العملية، وتحضيراتها اقتصرت على دخول المكان بعد العملية مباشرة.

علاوة على ذلك أن "التحالف وقسد والجهات العراقية" مجتمعة، أعلنت أنها شاركت في عملية رصد موقع أمير التنظيم في المرة الأولى وفي هذه المرة، وبالتالي فهي افتراضياً استطاعت التحرك عبر عملائها في منطقة الهيئة بشكل سلسل دون أن يرصدها الجهاز الأمني ويكشف عملائهم وبالتالي هذا مستبعد ويضع الجهاز الأمني لهيئة في موقف محرج، وغير منطقي لاسيما أن الهيئة قيدت نشاط خلايا داعش والنظام وأيضاَ اعتقلت الكثير من كوادر التنظيمات المتشددة وهي تتمتع بقبضة أمنية شديدة في عموم المنطقة.

في الطرف الآخر، يرى محللون أن المستفيد الأكبر في هذه العلميات هي "هيئة تحرير الشام"، وأنها لم تكن غائية أبداً عن مشهد تصفية كبار خصومها في سوريا ممثلاً بـ البغدادي وقرداش"، لافتين إلى أن أي عملية للتحالف لايمكن أن تتم في المنقطة دون علم الهيئة، لأن أي تحرك للأخيرة من شأنه أن يعيق العملية ويساهم في إفشالها وبالتالي يجب أن تكون هذه الأمور بالحسبان لدى التحالف من هذه الجهة.

من جهة أخرى، فإن حجم الخلايا الأمنية التي اعتقلتها الهيئة في إدلب، ووجود قادة التنظيم هناك، وقع عدد منهم في قبضتها، يعطيها الأفضلية في تتبع قيادات التنظيم، وبالتالي هي الطرف الأكثر قدرة على ملاحقة خيوط تمدد التنظيم في مناطقها وصولاً للرأس الأكبر، وتستطيع التحرك بكل سلاسة عكس خلايا "التحالف وقسد والطرف العراقي"، والتي ربما هي الأخرى وقعت بيد الجهاز الأمني للهيئة، وإن لم تعلن ذلك.

وليس من مصلحة الهيئة - وفق محللين - أن تنفذ هي أي عملية أمنية في قتل أو اعتقال قادة تنظيم داعش الكبار كـ "البغدادي وقرداش"، لأن ذلك سيجعلها في مواجهة مفتوحة مع التنظيم لسنوات، وبالتالي تعريض قياداتها للاغتيالات على يد خلايا التنظيم الساعية للانتقام، كما أن تنفيذ التحالف للمهة فيه كثير من الأوراق الرابحة للهيئة على أصعد عدة.

ومن هنا طرح محللون فرضية توجه الهيئة لإبلاغ التحالف الدولي عن موقع أمراء داعش، ولعب "وضع المزهرية"، لأن ذلك برأيهم يعطيها مكانة قوية لدى واشنطن، في سياق مساعي الهيئة للخلاص من التصنيف، وتلميع صورتها دولياً، والمتابع لتحركات "الجولاني" في إدلب، يرصد بوضوح حجم الارتياح في تنقلاته وظهوره ومستقبل كيانه المفترض أنه مرصود من التحالف، وفق قولهم.

في تقرير سابق، نشرته وكالة “ستيب الإخبارية” قبل أشهر، قالت فيه إنها حصلت على معلومات مسربة من شخصية أمنية بهيئة تحرير الشام مفادها اعتقال القوى الأمنية التابعة للهيئة للزعيم الجديد لتنظيم “داعش”، أبو عبد الله القرشي، داخل مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام بالشمال السوري.

وبحسب تقرير الوكالة، فإنَّ تحرير الشام داهمت منتصف شهر فبراير/شباط من العام الماضي، قرية باتبو بريف حلب الغربي، منزلاً لأحد مهربي البشر الذين يعملون مع “داعش” ويساعدونهم بالتنقل، واعتقلت خلال المداهمة قائد “داعش” الجديد، والذي لم يبدي أي مقاومة أثناء الاعتقال.

وقالت حينها، إن تحرير الشام نقلت القرشي إلى سجن أمني شديد الحراسة في مكان ما بإدلب، ويشرف على حراسته بشكل مباشر القيادي أبو ماريا القحطاني، ولم يصدر عن الهيئة في ذلك الوقت أي رد بالنفي أو التأكيد على مانشر في التقرير.

وسبق أن بث موقع "فرونت لاين" الأمريكي فيلماً وثائقياً تحت اسم "الجهادي"، تضمن حديث موسع لمتزعم "هيئة تحرير الشام"، أبو محمد الجولاني، تناول خلال الحديث مع الصحفي "مارتن سميث"، عدة نقاط منها نشأته ورسائل موجهة لأوروبا وأميركا، واعتبر أن تصنيفه كإرهابي غير عادل، وغيرها.

ونفى الجولاني وجود أي نية لقتال أمريكا بقوله " نحن لم نقل نريد القتال لكننا تعرضنا لبعض الهجمات من قبل الولايات المتحدة، من خلال ضرب بعض الأشخاص الذين عملوا معنا أو كانوا مرتبطين بنا، لذلك انتقدنا هذه السياسات كرد فعل على استهدافنا".

واعتبر تعهده السابق بالولاء لتنظيم القاعدة، والعمل مع أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، يحتاج إلى تحليل موضوعي وعلمي، يجب أن يؤخذ في الاعتبار تاريخ المنطقة وما مرّت به خلال العشرين أو الثلاثين عاماً الماضية، نحن نتحدث عن منطقة يحكمها طغاة بقبضات من حديد عبر أجهزتهم الأمنية، في الوقت نفسه، هذه المنطقة محاطة بالعديد من الصراعات والحروب، إذن، هناك العديد من الظروف الموضوعية المحيطة بالمنطقة، لا يمكننا أن نأخذ جزءاً من هذا التاريخ ونقول إن فلاناً انضم إلى القاعدة.

وكان نشر الحساب الرسمي لبرنامج "مكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأمريكية عبر تويتر ظهور "الجولاني" في "البدلة الجديدة"، مذكراً بأنه لا يزال (إرهابياً) وفق التغريدة الواردة عبر حساب البرنامج.

وكان البرنامج ذاته أعلن عن مكافأة منذ أسابيع، قيمتها عشرة ملايين دولار، لأي جهة أو شخص يقدم معلومات عن مكان “الجولاني” وتحركاته، وقال البرنامج، في 24 من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إن "الجولاني يتظاهر بالاهتمام بسورية، لكن الناس لم ينسوا جرائم تنظيمه جبهة النصرة (هتش) بحقهم"، وفق وصفه.

 

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 
austin_tice

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ