كشف مسؤولين بوزارة الداخلية لدى نظام الأسد بالعمل عن مشروع يتيح التقدم للحصول على جواز السفر بشكل كامل عن طريق الإنترنت، بدلاً من حجز الدور فقط عبر المنصة، وذلك لضمان جدية المواطن، ويتحدث عن ضبط رئيس أحد فروع الهجرة وعناصر وصف ضباط يتلقون رشاوى من المواطنين.

وذكر "عبد الرحمن عبد الرحمن" مدير "إدارة المعلوماتية والاتصالات"، في وزارة الداخلية التابعة للنظام أن يتم العمل الآن على إنشاء بوابة إلكترونية، بالتعاون مع "الشركة السورية للاتصالات" و"شركة المدفوعات الإلكترونية"، تتيح للمواطن تقديم الأوراق الثبوتية لزوم الحصول على جواز السفر من خلالها.

ويتيح التطبيق، اختيار المكان والموعد المناسبين للمتقدم، على أن يتم دفع قيمة الجواز إلكترونياً بالربط مع  "شركة المدفوعات الإلكترونية"، وبعدها يصل للمتقدم رد بالموعد المحدد للاستلام، مشترطاً عليه اصطحاب الأوراق الأصلية التي أدخلها.

وذكر أنه تم تصدير نحو 30 ألف جواز، عن طريق المنصة، من تاريخ  3 كانون الثاني حتى أمس الأربعاء 23 شباط، وحجز 25,952 دوراً، حتى تاريخ 11 نيسان المقبل، نافياً ما يشاع حول عمل المنصة الإلكترونية بإمكانية إدخال اسم بطريقة غير نظامية.

وزعم "خالد حديد"، مدير "إدارة الهجرة والجوازات" أنه لا توجد أي جوازات متراكمة حالياً، وأن المشاكل التي تتعلق بإصدار جوازات السفر، سببها تأخر وصول وشحن المواد الأساسية اللازمة لتصنيع جوازات السفر، نتيجة الظروف التي فرضتها جائحة كورونا والعقوبات المفروضة على سورية.

وأشار إلى أن الطاقة الإنتاجية لطباعة جوازات السفر تقدر بـ40 ألف جواز كل شهر، وسيتم رفع هذه الطاقة مع منتصف شهر آذار القادم، واعتبر أن جواز السفر الفوري يمنح لكل المواطنين، ولكن حالياً بسبب الطاقة الإنتاجية التي تعمل بها "إدارة الهجرة والجوازات"، أعطيت الأولوية للمقيمين خارج البلاد، والحالات الإنسانية، والطلاب والموظف الموفد.

وأضاف أنه في حال وجود إجراء إداري بحق المواطن الموجود خارج القطر، أو مغادرته للبلاد بطريقة غير شرعية، فيتم تجديد جواز سفره لمدة سنتين ونصف فقط، لافتاً إلى إمكانية العسكريين من الحصول على جواز سفرهم بعد موافقة وزارة الدفاع، وفق تعبيره.

وصرح بأنه تم ضبط 12 شخصاً خلال عام 2021، بسبب حصولهم على مبالغ مادية من المواطنين، مقابل مساعدتهم في الحصول على جوازات سفر، كما تم تقديم رئيس أحد فروع الهجرة، مع عدد من العناصر إلى القضاء، إضافة إلى 23 شرطياً، وصف ضابط، بسبب حصولهم على "الرشوة".

وبلغ عدد جوازات السفر الصادرة من 1 تموز 2021 حتى 31 كانون الأول 2021 نحو 501,382 جوازاً، منها 431,964 جوازاً من إدارة الهجرة والجوازات وفروعها بالمحافظات، و69,418 جوازاً عن طريق البعثات الدبلوماسية، بحسب مانقله التلفزيون الرسمي عن إدارة الهجرة والجوازات ومن 1 كانون الثاني هذا العام إلى 20 شباط 56,115 جوازاً، و16,730 جواز سفر، عن طريق البعثات الدبلوماسية.

واشتكى عدد من المواطنين من صعوبة الحصول على جواز السفر، أو تأخر إصداره، فيما تنتشر على منصات التواصل الاجتماعي أخبار تتحدث عن وجود أشخاص يتقاضون مبالغ مادية كبيرة مقابل حجز دور للحصول على جواز سفر عبر المنصة الإلكترونية التي أطلقتها "وزارة الداخلية".

وكانت أطلقت وزارة الداخلية، في تشرين الثاني العام الماضي، "منظومة حجز دور للحصول على جواز سفر" عبر موقعها الإلكتروني، بحيث يمكن للمواطنين بدمشق وريفها فقط حجز دور من خلال النافذة الإلكترونية لاستخراج جواز السفر لتسهّل إجراءات الحصول على جوازات السفر وتخفف العبء عن المواطنين، على أن تعمم هذه الخدمة تباعاً على بقية فروع الهجرة والجوازات في المحافظات، حسب كلامها.

قررت وزارة الداخلية السورية إنشاء خدمة حجز إلكتروني للحصول على جوازات سفر سورية لتأكيد الرغبات في وقت لاحق، سيتم الإعلان عن ذلك قريبًا عبر وزارة الداخلية لتوفير الوقت والجهد على المواطنين وتسهيل إجراءات الجوازات في معظم محافظات سوريا.

وفي أيلول الماضي، أجرى وزير الداخلية لدى نظام الأسد اتصالا هاتفيا مع قناة الإخبارية السورية التابعة للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لدى النظام، معرباً عن اعتذاره بخصوص جوازات السفر، كما حدد موعداً جديداً لإنفراج أزمة الحصول عليها.

وفي مطلع شهر آب/ أغسطس الفائت أجرى تلفزيون النظام مداخلة هاتفية مع وزير الداخلية "الرحمون"، حيث برر مشكلة التأخر بإصدار جوازات السفر الصادرة عن نظام الأسد، مصدرا الوعود بوجود الحلول وفق مزاعمه.

هذا ويحتل جواز السفر السوري برفقة أفغانستان والعراق، مرتبة كأضعف جوازات سفر في تصنيف قوة جواز السفر العالمي لعام 2021، حسب شركة الاستشارات المالية الكندية Arton Capital، في حين يستغل النظام الموارد المالية لإصدار الجوازات حيث صرح وزير داخلية الأسد بأن أكثر من 21.5 مليون دولار مستوفاة من جوازات السفر التي تم إصدارها للمغتربين خلال العام 2020 وفق تصريحات رسمية.