التعذيب في سجون تنظيم الدولة لا يختلف كثيراً عن سجون نظام الأسد
يوماً بعد يوم يثبت تنظيم "داعش"، أنه التنظيم الأكثر دموية وعنف على مدار تاريخ البشرية، حتى وصفه البعض بأنه تفوق على أباطرة العصور الوسطى وخصوصًا الذين تواجدوا في أوروبا.
وقد بينت حملة صرخة من الرقة ، بان الانتهاكات التي مارسها تنظيم داعش ضمت عددا كبير من المجالات، حيث شملت انتهاكات واسعة بحق الإعلاميين والنشطاء المدنيين، والقيادات والنشطاء العسكريين في كتائب المعارضة، بالإضافة إلى انتهاكات بحق الأقليات، وانتهاكات بحقوق المرأة والطفل، وقد تمكن فريق الحملة من الوصول لسجين سابق لدى التنظيم، والذي تحدث عن أساليب التعذيب ومايدور في سجون داعش.
حيث يقول " ماهر " من فريق حملة صرخة من الرقة، ومن الذين التقوا بالشخص الذي كان معتقل لدى تنظيم داعش :" لقد كانت آثار التعذيب واضحة على جسم هذا الشاب ، لقد تم تعذيبه بشكل مرعب ، جسده ملطخ بالعلامات الزرقاء ، ان تعذيب داعش يوازي ما تقوم به فروع النظام الاسدية من تعذيب للمعتقلين ويضيف" الرقاوي " قائلا : " لقد قابلت هذا السجين وأخبرني عن وجود مئات من المعتقلين ، يضعون البعض منهم في زنزانات منفردة لا يزيد طولها عن مترين، بعرض متر واحد في نهايتها مرحاض، حتى أنهم يضعون أكثر من سجين في منفردة واحدة بعد تعذيبهم بأبشع أنواع التعذيب".
وينقل عضو صرخة من الرقة ، عن السجين قائلا:" يتم توزيع وجبة واحدة في اليوم على السجناء العاديين، في حين أصحاب التهم الخطيرة، فهؤلاء يوزع عليهم نصف وجبة فقط وأحيانا لا وجبات لهم".
قصص مرعبة يرويها كل مواطن سوري يخرج من سجون داعش، أساليب تعذيب وترهيب يتم استخدامها من قبل عناصر داعش لا تخطر على البال، وعن أنواعها داخل سجون داعش قال الناشط " براء ": "يقوم عناصر تنظيم داعش بشبح السجين لمدة عدة ايام وقد تصل لعشرة ايام في أسلوب لا يختلف عن الأساليب التي يمارسها النظام بحق المدنيين المعتقلين لديه، وقد رأيت بأم عيني رجالا يتقيؤون على أنفسهم، ويتكلمون ويهزون باللاوعي" .
وختم السجين حديثه لأعضاء "صرخة من الرقة" قائلا: " عندما يخيم علينا الليل، نحس به، ليأتي السجانون اليافعون، وجلهم من الصغار حديثيّ السن، ويشغلون مقاطع الفيديو إصدارات التنظيم، من حرق؛ وذبح؛ وإغراق من يسمونهم بالجواسيس، والمرتدين؛ والكفار، ويقولون لنا سيأتي دوركم قريبا لمثل هذا، ويقصدون الإعدام".
هذا وأشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ضمن ذات السياق إلى أن تنظيم "داعش" اعتقل ما لا يقل عن 4100 شخص في سورية أغلبهم من السنة، ومارس بحقهم عمليات تعذيب، فضلاً عن تعذيب سكان قرى وبلدات من الطائفة العلوية والديانة المسيحية، إضافة إلى إلحاقه الأذى بالكرد.
يشار الى أن صرخة من الرقة ، أطلقها الناشطون في الرقة، وباعتبار الثورة السورية قد اعتمدت على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أخبارها، مما حفز ناشطو الحملة على اتخاذ ذات الطريقة، ونشر ممارسات التنظيم الجائرة في حق المجتمع، والأرض التي لم تسلم من أذاهم.