austin_tice
"مضاد الطيران" .. الآن الآن و ليس غداً ..
"مضاد الطيران" .. الآن الآن و ليس غداً ..
● مقالات رأي ٢٧ أبريل ٢٠١٥

"مضاد الطيران" .. الآن الآن و ليس غداً ..

إلى كل من يدعي الحمية و الغيرة على الشعب السوري و سوريا ، و يتوعد و يعِد بأن سوريا و رفع الظلم عنها غايته ، يكرر و يُعيد أنه مع الثورة السورية و سوريا الحرة ، إن كنت كذلك فإن "مضاد الطيران" هو ما تحتاجه لكي تفي بوعودك و تحافظ على ماء وجهك ، ففرصة الركوب في قطارانتصار سوريا هذا وقته، فعندما يفوتك القطار فلن ينفعك اي شيء لتخبئ فيه خذلانك و اكتفاءك بموقع المتفرج أو المشجع في أحسن الحالات.

الإنتصارات المتتالية و الضربات القاسمة التي تم و يتم توجيهها لنظام الأسد ، حولت تلك الأساطير ( إيران – حزب الله – الأسد – المليشيات – الشيعة ) إلى خرافة و جسد بالي أمامي قوة و حنكة و تكتيك الأسود على الأرض ، الذين مزقوا كل شيء و يعيدون بناء الإسطورة الحقيقة ، أسطورة أن "الشعب إذا ما أراد الحياة".

لا حاجة للثوار على الأرض إلى أي شيء ، لا ذخيرة و لا عتاد ، لا رجال و دعم و مساندة ، و لا حتى لمضاد الطيران الذي حُرموا منه طوال أربع سنوات ، فالذين على الأرض و في ساحات الوغى ، لا يخشون مواجهة الموت تحت أي شكل أو مسمى ، و لا يخشون أي سلاح مهما كانت قوته أو شدة فتكه .

و لكن دعوتي بالنسبة لمضاد الطيران لإنقاذ سوريا من التدمير أكثر ، لإنقاذ سوريا من الفناء النهائي ، لإنقاذ المدنيين من الموت المجاني ، لإنقاذ ما تبقى من أمل لحياة قادمة.

السنوات الأربع من الحرمان بحجج عديدة و متنوعة كافية ، يكفي الحصار على هذا النوع من السلاح ، يكفي المشاركة في خنق الشعب السوري ، يكفي التفرج على أشنع أنواع الموت ، يكفي مشاهدة أقسى صور التدمير و الإبادة .

روسيا في خضم عاصفة الحزم ، أبرمت مع إيران صفقة صواريخ "إس 300" و تحدت العالم بأسره بالقول إنها "دفاعية " ، و هي من نفس الفصيلة التي تطلبها سوريا ، و أقول سوريا و ليس الثوار ، سوريا و ليس أي فصيل بعينه ، سوريا و ليس طائفة بعينها ، سوريا و ليس أي مدينة معينة ، بل سوريا بكل أطيافها و مدنها و قراها .

لا يكتفي من يدعي بمساندة الشعب السوري ، بالإحجام عن الإمداد بهذا النوع من السلاح ، بل و يمارس نوع من الحظر التام على وصول على هذا النوع ، و ان كانوا متخوفين من أي تهمة مستقبلية في حال الإمداد ، فليرفعوا أيديهم عن الحظر و الثوار و السوريين قادرين على إيصال هذا النوع من السلاح .

مضاد الطيران اليوم  لن يكون هجومي إطلاقاً ، بل دفاعي بحت ، و لن يكون دفاعاً عن الثوار ، بل دفاعاً عن المدنيين ، و لن يستخدم في المعارك ، بل سيكون محصور فيما بعد المعارك و النصر.

بعد كل هذه الإنجازات و الصمود لسنوات في وجه كل العالم ، والاستمرار رغم كل هذا الكم من الخذلان ، بات مؤكدا أن مضاد الطيران ليس وسيلة للإنتصار ، و إنما وسيلة لحماية من هم بالخلف ينتظرون لحظات الخلاص ليعودوا للحياة ، أما من يقف و يقدم نحو الجبهات فلا يخشى طيران و لا مدفعية و لا أي شيء.

فـ"مضاد الطيران" الآن الآن و ليس غداً ... فالغد عندما يأتي سيكون مضاد الطيران عبارة أشياء بالية لا حاجة لنا بها و لن نفكر به ، فإعادة الإعمار و العودة إلى الحياة الطبيعية التي حُرمنا منها لخمسين عاماً ، حياة بلا حرب و لا خوف .

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 
austin_tice

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ