رأى زعيم حزب العمال البريطاني وزير الخارجية السابق ديفيد ميليباند أن غياب الحل النهائي للأوضاع في سوريا يتطلب من أمريكا و الدول الغربية العمل على مشروع هادف لإعادة توطين السوريين بغية المحافظة عليهم مع اشتداد الأوضاع سواء.

وقال ميليباند ،في مقال له في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، ن الجزء الأكبر من هذا العبء يقع حتى الآن على عاتق الدول المجاورة لسوريا، حيث يقدم لبنان والأردن وتركيا والعراق ملاذاً لحوالي 4 ملايين لاجئ، مشيراً إلى تزايد أعداد سكان لبنان بنسبة 25%، منوهاً في الوقت نفسه إلى أن دول الجوار لسوريا فقدت القدرة على تحمل الأعباء المتزايدة الواقعة على المستشفيات والمدارس وغيرها من البنى التحتية، وبدأت تثير ردود فعل عنيفة من قبل السكان.

ولفت ميليباند، الذي يشغل حالياً منصب الرئيس والمدير التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية، إلى أن برنامج الولايات المتحدة لإعادة توطين اللاجئين يساعد حالياً نحو 70 ألف شخص سنوياً من جميع أنحاء العالم، مضيفاً أن بوسع الولايات المتحدة اتخاذ ثلاث خطوات أساسية لتعبئة هذا البرنامج لمساعدة السوريين الأكثر ضعفاً:

أولاً: في ظل الأوضاع المتردية في سوريا، ينبغي رفع سقف البرنامج لكي يمكن استيعاب اللاجئين السوريين على مدى العامين المقبلين، ووفقاً للمعايير التاريخية، يتعين أن تلتزم الولايات المتحدة بتلقي حوالي 65 ألف لاجئ، أو 50 في المائة، من أولئك الذين حددتهم الأمم المتحدة، وسيتطلب تحقيق ذلك زيادة الموارد للسماح بمعالجة أسرع من قبل وزارة الأمن الداخلي، بما في ذلك الـ10 آلاف لاجئ الذين ينتظرون إجراء مقابلة لإعادة توطينهم داخل الولايات المتحدة، فضلاً عن ألف طلب جديد يجري تلقيهم من الأمم المتحدة كل شهر.

ثانياً: بوسع الولايات المتحدة أن تضمن إصدار وزارة الأمن الداخلي التوجيهات التي صدرت عام 2014، حتى يتجنب السوريون الذين لم يقترفوا أية أخطاء رفض طلباتهم أو تأجيلها.

ثالثاً: يتطلع الأمريكيون السوريون المقيمون في ولايات مثل كاليفورنيا وميشيغان وبنسلفانيا بشدة إلى مساعدة أفراد أسرهم وأصدقائهم على الوصول إلى الولايات المتحدة، ومن ثم تستطيع الولايات المتحدة توسيع نطاق خيارات إعادة التوطين من خلال إنشاء آلية لجمع شمل الأسر تمَّكن الأمريكيين السوريين من جلب أفراد أسرهم إلى بر الأمان بسرعة أكبر.