austin_tice
داريا تواجه نيران " النابلم " .. حرائق تشتعل لثلاثة أيام متواصلة تأتي على كل شيء
داريا تواجه نيران " النابلم " .. حرائق تشتعل لثلاثة أيام متواصلة تأتي على كل شيء
● أخبار سورية ١٧ أغسطس ٢٠١٥

داريا تواجه نيران " النابلم " .. حرائق تشتعل لثلاثة أيام متواصلة تأتي على كل شيء

تتزايد ضغوط نظام الأسد على الحاضنة الشعبية للثوار في المناطق المحررة ، مبتدعاً أعتى و أقذر الوسائل التي تحدث أكبر و أفدح الأضرار ، في صفوف المدنيين ، من قصف بالصواريخ الفراغية على أماكن تواجد المدنيين لإرضاخهم و دفعهم إلى الهدن مؤقتة و من ثم حل سياسي على طاولة مع النظام .

ترسانات النظام تفرغ و تعبأ من كل من روسيا و ايران و ابادات جماعية و قبور تصطف فيها أرواح الأبرياء لتتعانق بدمائها الطاهرة و اشلائها المتجمعة في أكفان حمراء .

داريا مدينة الغوطة الغربية المحاصرة منذ أكثر من سنتين ونصف شح في الطعام و المواد الاسعافية و فقر مدقع يتسلل لكل بيت فيها تتعرض للقصف العنيف منذ خمسة عشر يوما لتصل شراسة النظام بالقصف بالنابلم تلك المادة القابلة للاشتعال في مساحات شاسعة , و هذا ان دل على شيء فانه يدل على جنون النظام و اختناقه و قرب نهايته .

النابلم يأكل مساحات شاسعة من الأرض و المباني

أبو الزين أحد الناشطين الميدانيين في مدينة داريا يخبرنا عن استمرار اندلاع النار في داريا مدة ثلاثة أيام متتالية في بعض المناطق فيقول "بعض الحرائق استمرت لثلاث ايام حتى خمدت بالرغم من استخدام كميات كبيرة من المياه على اطفائها وما ان تتمكن وحدات الاطفاء من اخمادها تعود وتشتعل من جديد من تلقاء نفسها نتيجة للرياح ومادة النابالم التي تعزيها, و هناك حرائق اخرى تمكنت فرق الدفاع المدني من اطفائها مباشرة هناك عشرات الحرائق في المباني والمحال التجارية والمخازن فقد عمد النظام على قصف عمق المدينة والتجمعات السكنية وبطريقة ممنهجة وتعمد اشعال الحرائق باكبر مساحة ممكن من المنطقة , حيث كانت تلقي الطائرة في كل مرة خمسة عشر اسطوانة وبشكل متتابع ضمن احد الاحياء الرئيسية بين الاسطوانة والاخرى 30م تقريبا .

ويردف " كانت حصيلة الخسائر نتيجة الحرائق احتراق بناء بالكامل و ستة وتسعون شقة سكنية وعشر منازل عربية ثمانية و أربعون محل تجاري و ثمانية أبنية سكنية و ثلاث مخازن للخشاب بالاضافة الى تسع آليات بين سيارة صغيرة وحافلة وشاحنات صغيرة "

الحاجة أم الاختراع لتصنيع المواد الاسعافية

اما عن شح المواد الاسعافية اللازمة فيقول "الوضع الطبي في مدينة داريا الوضع الطبي في مدينة داريا بالغ الصعوبة في الاونة الاخيرة نتيجة الاعداد الكبيرة من المصابين التي تتوافد على المشفى بشكل يومي نتيجة حملة القصف العنيفة التي يشنها النظام منذ 15 يوماً بكافة الاسلحة المحرمة والتقليدية ومعظم الادوية والادوات اللازمة مفقودة نتيجة الحصار المفروض على داريا منذ ثلاث اعوام, لكن بالرغم من ذلك تعمل الطواقم الطبي ليل نهار على توفير البدائل وتقديم العلاجات بالامكانيات المحدودة المتوفرة. كمثال يقوم المشفى الميداني على تصنيع السيرومات الملحي داخل المشفى وتم استبدال الشاش لعدم توفره باقمشة القطن المعقم وايضا اللاصق الطبي تم استبداله بشريط لاصق يستخدم عادةً عند النجارين, ومحاولة الترشيد باعطاء المسكنات قدر المستطاع."

لا وجود لتجهيزات مسبقة لقصف النابالم

أما فيما يتعلق عن الاعدادات المسبقة لهذا النوع من القصف فيردف "في الحقيقة داريا منقطعة عن العالم منذ ثلاث اعوام ولا يمكن الدخول او الخروج ومعظم العاملين فيها او المدنيين ليس لديهم خبرة في مثل هذه الامور وخبراتهم في التعامل مع القصف والحرائق وغيرها اتت نتيجة الممارسة ومواجهة الواقع والتعامل معه , و لم يتم التدريب المسبق على مواجهة هذا النوع من القصف لكن فرق الدفاع المدني في حالة استنفار دائم منذ خمسة عشر يوما بالرغم من الامكانيات المتواضعة التي لديهم وعملت وماتزال الى اطفاء الحرائق الناتجة عن قصف النابالم وازالة الانقاض وانقاذ المصابين واخلاء المدنيين واسعاف الجرحى نتيجة القصف المستمر بالبراميل والصواريخ وغيرها."

الأهالي يتفاءلون بقرب النهاية رغم الأضرار الناجمة عن النابلم

و من جهته أكد أن الحالة تاثير سليباً اتجاه المدنيين وهم يشاهدوا كتلا من النار تتساقط عليهم وتشعل بيوتهم واملاكم وارزاقهم ولكن لسان حالهم يقول لو ان النظام لم يشعر بوصوله الى مراحله النهائية والخسائر التي تكبدها هزت اركانه واوجعته لما جن جنونه واستخدم الاسلحة المحرمة دولياً وقصف بهذا الكم من الحقد والانتقام والعنف على مدى 15 يوماً.

خطورة الحروق الناجمة عن النابلم

و أكد أبو الزين أنه لم يحصل وفيات نتيجة القصف و لكن هناك اصبات فيتقول "أما عن مدى خطورة الحروق التي نتجت عن النابلم وطبيعة الاصابات فهي سبعة اصابات جميعها حروق من الدرجة الاولى نتيجة وهج النيران عند اطفاء الحرائق , ولم تحصل اصابات مباشرة بفضل الله وذلك لعمل المراصد التي تنبه الاهالي بقدوم الطائرات والوقت القليل المتسع للهروع الى الملاجئ و فضج التجمعات وهذا الامر قلل كثيرا من الاصابات والضحايا بشكل عام اذ حسبنا الكم الهائل من اطنان المتفجرات التي سقطت على داريا في الايام 15 الماضية"

هي مدينة داريا لا تزال صامدة رغم الوجع في كل ركن فيها و رغم كل المواجع فلن تركع مدينة عرف أهلها بالصمود أمام الجوع قرابة ثلاثة أعوام .

المصدر: شبكة شام الكاتب: رنا هشام
مشاركة: 
austin_tice

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ