تهديدات بـ الإنسحاب من برنامج تدريب المعارضة السورية
مع بدء عمليات التدريب المكثفة لعناصر المعارضة السورية المسلحة بتركيا تنفيذا للخطة الأميركية التركية تم الكشف عن خلافات على أولويات الأهداف المتفق عليها.
وأعلن عن البرنامج المشترك بين واشنطن وأنقرة في فبراير/شباط الماضي بمقر وزارة الخارجية التركية، وذلك عبر اتفاقية تنص على تدريب وتسليح 15 ألفا من مقاتلي ما توصف بـ"المعارضة المعتدلة" خلال مدة زمنية أقصاها ثلاث سنوات.
وتبع ذلك إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش الشهر الماضي عن بدء تنفيذ برنامج التدريب الذي يهدف إلى توفير غطاء جوي لقوات المعارضة وتقديم سلاح كامل وتدريب عناصر المعارضة عليه.
لكن مع البدء بتنفيذ التدريبات المكثفة كشف عضو مجلس الثورة والمسؤول عن برنامج التدريب مصطفى السيجري عن شرط للولايات المتحدة ينص على أن يقتصر قتال المجموعات التي يتم تسليحها وتدريبها على تنظيم الدولة الإسلامية فقط من دون قوات النظام السوري، وهو ما ترفضه المعارضة والحكومة التركية.
تهديد بالانسحاب
وأعلن عدد من قادة ومقاتلي فصائل المعارضة المشاركين في التدريبات عزمهم على الانسحاب منها إذا أصرت الولايات المتحدة على شرطها، مؤكدين أن لديهم خيارات أخرى إذا سارت الأمور بهذا الاتجاه.
وأكد السيجري أن لديه رغبة في الانسحاب من التدريب مع ألف مقاتل تحت إمرته إذا أصرت واشنطن على شرطها.
وعبر في حديثه للجزيرة نت عن استغرابه من هذا الشرط، محذرا من خطورته على مصالح الثورة السورية رغم أن فصيله "كان من أول الفصائل التي حاربت تنظيم الدولة في ريف اللاذقية".
وأضاف أنه عندما تطوع مع فصيله للمشاركة في البرنامج التدريبي مثل كثير من فصائل المعارضة كان من غير قيد وشرط، حيث كانوا يعتبرون أن هذا البرنامج يلبي طموح ومطالب الشعب السوري "في تأمين الغطاء الجوي وتسليح الجيش الحر الذي طالما هتف المتظاهرون بتسليحه بداية الثورة".
دعم تركي
وتستمد الفصائل الرافضة للشرط الأميركي موقفها من الحكومة التركية الداعمة لها، والداعية إلى "وجوب قتال النظام السوري أولا"، بينما عبرت عن ارتياحها لوجود التدريب على الأراضي التركية، وبدعم الحكومة نفسها.
وتصر فصائل المعارضة على القتال ضد النظام حتى لو لم يتوفر الدعم الأميركي، وبهذا الصدد يقول السيجري إن مقاتلي المعارضة مستمرون من بداية الثورة حتى الآن من دون أي غطاء جوي، "وعلى الولايات المتحدة أن تكون صادقة بإيجاد حل لمأساة الشعب، ووقف إجرام النظام والتنظيم على حد سواء".
من جهته، اعتبر العميد المنشق مصطفى الشيخ أن الانسحاب من حلقات التدريب أفضل من البقاء فيه وفق الشروط الأميركية، محذرا من "تغيير بوصلة الشعب الموجهة نحو إسقاط النظام".
وأضاف في حديث للجزيرة نت أنه لا خوف من الانسحاب، فأغلبية الثوار باتوا مدربين على استخدام السلاح، "ولا يحتاجون للتدريب إلا في حال تزويدهم بأسلحة نوعية، وهذا إلى الآن غير متاح".
وقال إنه إذا فرضت منطقة آمنة شمالي سوريا -كما تطمح تركيا- فإن ذلك سيغني الثوار عن البرنامج التدريبي.
كما عبر مقاتلون مشاركون في التدريب عن خشيتهم من الضغط الأميركي عليهم، معتبرين -في حديث للجزيرة نت- أن أهدافهم واضحة منذ البداية وهي "الخلاص من النظام وأتباعه"، وحتى لو تم الضغط عليهم فسيكون إصرارهم أكبر على تحقيق أهدافهم "حتى وإن كنا لا نملك خيارات كثيرة، ولكنه طريقنا الذي اخترناه".