austin_tice
تسعة أشهر وما زال الألم مستمر "مجزرة آل الجنيدي ما زالت حاضرة في قلوب أهلها"
تسعة أشهر وما زال الألم مستمر "مجزرة آل الجنيدي ما زالت حاضرة في قلوب أهلها"
● أخبار سورية ٢٢ سبتمبر ٢٠١٥

تسعة أشهر وما زال الألم مستمر "مجزرة آل الجنيدي ما زالت حاضرة في قلوب أهلها"

2014 كانَ عاماً دامياً في حي الوعر الحمصي حيث شهد مجازراً كثيرة كان أكبرها المجزرة التي حصلت في تاريخ16\12\2014 زفّ على إثرها الحي 35 شهيد جلّهم من الأطفال والنساء وكان النصيب الأكبر منها لعائلة "جنيدي" حيث فقدت هذا العائلة 6 عائلات دفنوا تحت ركام مبناهم نجى من هذه المجزرة رجلاً وطفلان.

ذهبتُ قبل الغارة بمدة قصيرة لمنزل ابن أخي كي اتفقده لأسمع صوت انفجارٍ هائل هكذا بدأ " أبو خليل " حديثهُ لشبكة شام .

رجلٌ خمسيني وهو الناجي الوحيد من هذا المبنى يكمل حديثهُ قائلاً : خرجنا لنجد نفسنا في غيمةٍ من الغبار لم نرى شيئاً لعدة دقائق ذهبنا مسرعين لمكان الانفجار فصدمتُ من هولِ المنظر , كان أول الشهداء الذين رأيتهم ثلاثُ شبان كانوا يجلسون على زاوية المبنى الذي نسكن به , أصبت بنوبة من الغضب ممزوجة بأضخم أنواع الألم وبدأت أستنجي أهالي الحي كي نستطيع اخراج عائلتي لم يخرج منهم أحد على قيد الحياة فالمبنى كان قد تدمر بشكلٍ كامل على رؤوسهم.

بدأ شبان الحي بالمجيء لمكان الانفجار وبمساعدة منهم بدأت الجثث تخرج واحدةٌ تلوَ الأخرى امتلأ المكان بالصراخ عند خروج أحد الأطفال وما زال النفس يجري في صدره لكن شاءت الأقدار أن يستشهد في المشفى الميداني الوحيد ليرافق أمه وأخوته كان اسمه " عبد الرحمن " .

جلست أمام المبنى وكان المكان يمتلأ بالشبان الذين تهاتفوا لإخراج الشهداء من تحت الأنقاض وجدت على الأرض بعضأ من أوراق القرآن الكريم كانت قد تبعثرت في جميع أرجاء المنطقة بدأت بجمع الأوراق خشية أن يقوم أحد الشبان بالدعس عليها دون علمه وبدأ بمساعدتي عدة أشخاص انتهينا من جمع الأوراق وحرقتهم جميعاً وجلست أنتظر أن يخرج أحداً على قيد الحياة ,

يكمل أبو خليل كلامه وقد امتلأت عيونه بالدموع " راحوا يا عمي راحوا وتركوني لحالي تركولي هالولدين ما ضل منون حدا عايش صاروا عند الله "

وفي حديثٍ مع الناشط مروان أبو البراء " أغلب من يشاهد العم أبو خليل يظنه فاقدٌ لعقله لكنَّ مصابه كبيرٌ جداً فلهُ يومياً عدة ساعات وهو يبحث بين أنقاض المبنى المهدم الجميع يظنهُ يبحث عن أحد الجثث لكنّ الحقيقة هو يدخل لهناك ويبحث عن أي شيء يذكره بهم , تكرر هذا الأمر يومياً لمدة تسعة أشهر , لم يصب بالإحباط والملل في اليوم الذي لا يجد فيه شيء , يعود في اليوم التالي ممتلأ بالعزيمة كي يستطيع اخراج قطعة ثياب او حذاءٍ يملئهُ الغبار

يذكر أنّ أبو خليل فقد اثنين من أبناءه في المعارك الحاصلة في سوريا حيثُ فقد ابنه الأول في معارك الغوطة الشرقية وفقد الثاني في معركة جب الجندلي في الأحياء المحاصرة لمدينة حمص.

المصدر: شبكة شام الكاتب: مراسل شبكة شام - رضوان الهندي
مشاركة: 
austin_tice

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ