بعد سنوات الحصار ... الوعر يستعد لدخول "الهدنة"
عامين مرا على وحي الوعر في عملية تفاوض مع النظام ، ومر خلالهما الحي بفترات متفاوتة ، إقترنة مع سير التفاوض ، فتارة كان يعيش بحالة من الراحة والهدوء وتحسين الحال بشكل كبير ، وبفترات أخرى يتعثر فيها التفاوض ، وشهد تصعيد في أوقات أخرى أدت لوقوع مجازر مفتعلة عمداً .
الأيام السابقة تمّ استنفاذ كل الفرص في اللعب على عامل الوقت ، وبعد الوقوف على وضع حي الوعر ، وما آلت إليه الأمور في الآونة الأخيرة وعدم استطاعت أحد مد يد العون للحي، ومن اجل حقن الدماء والحفاظ على المدنيين داخل الحي وتحسين حالهم قدر المستطاع ، وفق ما ذكره المفاوضون ، توصل الطرفين ، النظام و لجنة التفاوض متمثلة بالكتائب العسكرية والمدنيين الموجودين داخل الحي، لأبرام هدنة تتألف من ثلاثة مراحل ، تستمر المرحلتين الأوليتين على مدى يومياً ، ليصار بعدها تطبيق الهدنة بشكل دائم .
و أكد ، أحد المفاوضين في تصريحات لشبكة شام ، إنّ إبرام الهدنة ليس بسبب عجز أو ضعف عسكري وإنما بسبب العجز الإنساني الكبير الذي أصاب الحي وتحول إلى كارثة إنسانية استطاع الحي الصمود فيها مدة عامين استنفذ فيها كامل مقدراته ومدخراته على كافة الأصعدة .
وأضاف المصدر أن الهدنة لا تنص على وجود أي عناصر للنظام أو حتى تشكيل لجان شعبية أو لجان مشتركة عسكرية داخل الحي ، وإنما سيبقى ثوار الحي هم من يديرون أمور الحي الداخلية كما أن الطابع الثوري يبقى مهيمناً على الحي طيلة فترة الهدنة .
وتابع المصدر أنه ولا يوجد ضمن بنود الهدنة ما ينص على تسويات ضمن الحي وإنما هو أمر مرتبط بالنظام وهو يروج له بدون هدنة.
و لفت بالنسبة للوضع العسكري للحي فلا يوجد أي انسحاب من جبهات الحي خلال فترة الهدنة وسيبقى الوضع العسكري على تلك الجبهات كما كان قبل التوقيع.
ونفى أحد مصادر لجنة التفاوض خروج قوات المعارضة من الحي .
الجدير بالذكر أنّ النظام كان يفاوض بطرفين امني وسياسي أما بالنسبة للامني فينقسم لثلاثة أقسام الأول " المتشددين العلويين " فهم يريدون تدمير حي الوعر بشكل كامل كما حصل في أحياء حمص القديمة وباباعمرو , القسم الثاني هم " الميليشيات الشيعية " وغايتهم ارتكاب المجازر داخل الحي واقتحامه وإنهاء الوجود العسكري والوجود السني بي طريقة وتحويل الحي لمستوطنة للمهجرين الشيعة من بقية مناطق سوريا , والقسم الثالث هو طرف امني حيث يجب اخراج المسلحين من الحي والإبقاء على المدنيين المتبقين فيه ووضعه تحت سلطة النظام كباقي احياء حمص كالغوطة والحمرا وغيرها . بالنسبة للطرف السياسي فهو يريد دعم المبعوث الأممي إلى سوريا "استيفان ديمستورا" حيث وجد النظام بعد مؤتمر فيينا في اتفاق حي الوعر النموذج الذي يمكن تسويقه كحل سياسي لإنهاء الثورة السورية من خلال تقسيم البلاد لمناطق وإبرام اتفاقيات وهدن مستبقاً إنعقاد مؤتمر جنيف3