تفاعلت قضية إهانة جثامين الشهداء من أبطال تل رفعت، من خلال عرضهم بشكل مهين في شاحنة طافت أرجاء مدينة عفرين، و باتت وحدات حماية الشعب الكردية تبحث عن مبرر يقيها النقمة الشعبية المتعاظمة عليها نتيجة احتلالها للأراضي المحررة بمساندة و دعم من العدو الروسي و تنسيق مع نظام الأسد ، فيما دأب المجلس الوطني الكردي براءة الكرد و حراكهم الثوري من هذه الأعمال التي وصفها بـ"البربرية و الاجرامية".

و أكد المجلس الوطني الكردي، في بيان صادر عنه، أن استعراض العشرات من الجثث على ظهر حاملة دبابات تابعة لقوات الحماية الشعبية في مدينة عفرين هز ضمير الشعب الكردي في كل مكان،مشدداً على أن هذا العمل الاجرامي الارعن الذي يحرض على العداء ضد الكرد ويعرضهم الى تداعيات خطيرة بعيد كل البعد عن ثقافة الشعب الكردي وقيمه الانسانية السمحاء.

و أشار البيان إلى أن هذه الجرائم ان تزيد الشرخ بين الكرد والمكونات السورية الاخرى، وضرب التعايش المشترك والسلم الاهلي في المنطقة وبالتالي الى اشعال نار فتنة كردية عربية كما يريد ويخطط لها النظام القتل والاستبداد.

و بعد ادانة هذا العمل أمد المجلس الوطني الكردي في سوريا على براءة الكرد وحراكهم الثوري والسياسي من هذه الاعمال البربرية والاجرامية .

في حين قالت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب بعفرين، في بيان صدر عنها اليوم، أن نقل الجثث ضمن شوارع عفرين تصرف فردي، متوعدة بعدم تكراره، ومعترفة بانتساب الذين قاموا بهذا العمل المشين هم التابعين لها.
اقدم بعض العناصر من وحداتنا يوم الامس الأربعاء ٢٨/٤/٢٠١٦

ووجد القيادة في بيانها تبريراً لهذا العمل بأن صادر عن أشخاص قتل لهم اخوة و اقرباء في حي الشيخ مقصود، وأن ما قاموا به جاءت كرد فعل فردية، متوعدة بالمحاسبة .

هذا أكد "شهم أرفاد" مدير مكتب تل رفعت الإعلامي، أن الشهداء الذين تم عرض جثامينهم في مدينة عفرين يوم أمس، لا ينتمون لأي فصيل سواء لحركة أحرار الشام أو جبهة النصرة أو أي فصيل آخر وإنما هم ثوار الأرض من تل رفعت، الذين قرروا إلغاء كل الأسماء الفصائلية بغية استعادة أرضهم التي سبق وأن سلبهم إياها وحدات حماية الشعب الكردية قبل أشهر.

وأضاف شهم، في تصريح خاص لشبكة شام الإخبارية، أن هؤلاء الشبان قد ملوا ضيم التشرد والركون في المخيمات وقرروا استعادة أرضهم بيدهم، متخلين عن كافة انتماءاتهم الفصائلية، وقرروا العودة بمعركة أسموها "زئير الشمال".

وأوضح شهم، أن عدد الشهداء الذين سقطوا في معارك محاولة استعادة تل رفعت، يفوق ال 40 شهيداً بقليل، كاشفاً عن أن الكثير من الجثث التي عرضت "ووفقاً لمصادر كردية بلغت 83 جثمان"، تعود لمعتقلين مدنيين اعتقلتهم وحدات الحماية خلال عمليات احتلالها للمناطق في ريف حلب الشمالي.

وشدد مدير المكتب الإعلامي في حديثه لشبكة شام الإخبارية على أن هؤلاء الثوار قد تمكنوا من تحرير قرية "بيلونة"، وحققوا تقدماً كبيراً في عين دقنة، لكن تفجير أحد سيارات الذخيرة تسبب باستشهاد عدد كبير من العناصر الأمر الذي سبب انهيار وخسارة الثوار هذا العدد الكبير من الشهداء.

وكرر شهم أكثر من مرة أنه لا وجود لأي فصيل مع هؤلاء الثوار، إنما هم عبارة عن أصحاب أرض تهجروا وشردت عائلاتهم وأسرهم وتعبوا من العيش في المخيمات

وكان ناشطون قد بثوا تسجيلاً مصورا يظهر سيارة شاحنة مملوءة بجثامين لمقاتلين، قالوا إنها تعود لعناصر من جبهة النصرة وحركة أحرار الشام، سقطوا خلال معارك مع وحدات حماية الشعب في ريف حلب الشمالي.

وأظهر التسجيل عشرات الجثامين وهي ملقاة على عربة سيارة شاحنة، وهي تجوب عدد من الشوارع الرئيسية في مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية.

ووفقاً للتسجيل يرافق الشاحنة عدد كبير من العناصر التابعين للوحدات الكردية، يظهر احتفائهم بما اعتبروه نصراً بعرض الجثامين بهذه الطريقة المهينة.

وتحاول الوحدات الشعب الكردية عبر قيادتها وسيطرتها على ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية بإظهار نفسها أنها قادرة عن حماية المناطق التي أعلنت الفيدرالية مؤخراً، ومواجهة كل الأخطار، باستثناء النظام، الذي وجدت فيه ملاذ آمنا وركزت حربها على الفصائل الثورية، واقتطاع الأراضي والمناطق منهم بدعم صريح وعلني من طيران العدو الروسي.