austin_tice
الولادة الحقيقية .. كمال الجمعة بعد أربع سنوات من الاعتقال يخرج للنور
الولادة الحقيقية .. كمال الجمعة بعد أربع سنوات من الاعتقال يخرج للنور
● أخبار سورية ١٧ أبريل ٢٠١٦

الولادة الحقيقية .. كمال الجمعة بعد أربع سنوات من الاعتقال يخرج للنور

أن تحظى بفرصة الخروج من معتقلات الأسد و أنت حي ، تعني الولادة من نوع آخر ، مختلفة تماماً عن القدوم للحياة من رحم الأم .

الطبيب كمال محيي الدين الجمعة (أبو هديل)، سجلت معه شبكة "شام" الإخبارية إول لقاء بعد أيام قليلة على خروجه من معتقلات نظام الأسد التي أمضى فيها سنوات ، و جال في أشد المعتقلات همجيتاً .

و فيما يلي ملخص بسيط للحديث "الجمعة" لشبكة "شام" الإخبارية ، على أن يتم بثه كاملاً بعد غدٍ.

الطبيب كمال الجمعة من ريف معرة النعمان بلدة الغدفة الذي تم اعتقاله أثناء ممارسته لعمله في مشفى جراحة القلب بحلب في صباح السادس من شهر حزيران لعام 2012 من قبل عناصر من فرع أمن الدولة في حلب.
رحلة الطبيب كمال داخل أفرع وسجون النظام:
أربعة أيام قضاها الطبيب كمال في فرع أمن الدولة بحلب ثم تم ترحيله بعدها عبر مروحية إلى الفرع 285 في كفرسوسة بدمشق حتى أمضى فيه 57 يوماً
تعرض خلالها لشتى أنواع التعذيب بالكهرباء والدولاب والجلد والضرب والتعذيب النفسي أثناء التحقيق.
كان أقسى أنواع التعذيب هو بساط الريح الذي يستمر من المغرب حتى العشاء وهو عارٍ ومعصب العينين, يتكون بساط الريح من خشب مصفح بحديد الزنك كما يذكر الطبيب كمال
مربوط بجنازير وحبال,تستلقي على البساط على بطنك واصابع يديك تغوص بإحكام بين الخشب في مكان مخصص لها , في لحظة ما يتم ارخاء الحبال , وتشعر بسقوط جسدك كلياً ,
كلحظة هبوط الطائرة, فجأة وبشدة تشعر بأن ظهرك تقهقهر كله ولم يبق عظم على عظم , وخرطوم من الماء البارد فوقك مع الضرب بالجنزير .
يتابع الطبيب كمال أنه لم يعترف رغم أساليب التعذيب المختلفة,بالرغم من ذلك أرغموه على أن يضع بصمته على ورقة بيضاء ليقضي 9 أشهر في هذا الفرع,
حيث شاهد الكثير من الأطفال والنساء والشيوخ يالإضافة للعقاب الجماعي حيث كان الكثير منهم يفارق الحياة بسبب التعذيب الممنهج جسدياً ونفسياً.
بعدها تم تحويله إلى سجن صيدنايا والذي يتواجد فيه ثلاثة أجنحة:
جناح السياسيين,والجناح الأبيض وهو سجن مدني,والجناح الأحمر وهو الجناح الأصعب للميداني,حيث يوضع فيه كل من توجه له تهم الإرهاب.
يؤكد الطبيب كمال أن الجناح الأحمر لا ينفد منه إلا من كُتب له من العمر بقية حيث يعتبر جناح الموت والتصفيات اليومية,يتابع أنه في صيدنايا ترى الموت يومياً يراودك في كل لحظة حيث لا يوجد لغة تصف المشاهد التي شاهدها وحالات الجرب والقمل والدمامل والخراجات والسل وشتى أنواع الأوبئة والأمراض,
حيث حاول الطبيب كمال تقديم العلاج للمصابين عن طريق الملح والخبز المعفن والمربى.
كل من تأتيه زيارة إلى صيدنايا يتعرض بعدها لشتى أنواع التعذيب مباشرة وبعضهم يتم سوقهم إلى زنزانات فردية,
أما المهجع الذي كانوا فيه فهو لا يتجاوز طولة 5 أمتار وعرضه 3 أمتار وضع فيه مئة معتقل يتناوبون ما بين الوقوف والجلوس جاثيا حيث لا تتجاوز حصة المعتقل الواحد من المكان مساحة بلاطة واحد.
يومياً كان هناك ترحيل صباحي أو مسائي , من كان ترحيله صباحي إما إلى المشفى أو إعادته إلى أحد الأفرع للتحقيق مرة أخرى ,أما من كان ترحيله مسائي فهذا ذهب ولم يعد حيث يتم تصفيته مباشرة ميدانياً إما إعدام بالحبل أو رشاً .
بعد هذه الرحلة الشاقة التي صارع فيها الموت تم سوق الطبيب كمال إلى القضاء العسكري في القابون حيث عُرض على القاضي ليصدر حكماً ميدانياً لا يعرفه الطبيب, بعدها تم اقتياده إلى السجن العسكري بحمص أو ما بعرف بالبالوني ليمضي عام وثمانية أشهر حيث رافقه المرض لمدة 52 يوم وبعد أن تعافى قام بتقديم العلاج ومساعدة المصابين من الناحية الطبية.أثناء فترة تواجده في البالوني تم رأوا الشمس لمرة واحد لمدة ساعة فقط.

في اليوم الثالث عشر من نيسان العام الحالي أعلنت ولادة الطبيب كمال الجمعة أبو هديل للمرة الثانية حيث تم إخلاء سبيله بعد أن وضع بصمته على إخلاء السبيل 

في التاسع من شهر آذار العام الحالي.

المصدر: شبكة شام الكاتب: مهند المحمد - غيث السيد
مشاركة: 
austin_tice

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ