
وعدهم بتصاريح عمل!! .. مسؤول إسرائـ ـيلي يلتقي قيادات درزية سورية بعد تصريحات نتنياهو
نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مصدر مطلع تأكيده أن منسق الحكومة في الضفة الغربية اللواء غسان عليان قد التقى بُعيد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع قيادات درزية سورية بهدف "تعزيز العلاقات"، ويأتي هذا اللقاء في وقت حساس بعد تأكيد نتنياهو على "عدم التسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريا"، وهي تصريحات تلقى اهتمامًا واسعًا في المنطقة.
وأفاد المصدر للصحيفة أن هناك مقترحًا إسرائيليًا يهدف إلى منح سكان القرى والبلدات الدرزية في جنوب سوريا تصاريح عمل تسمح لهم بالدخول إلى إسرائيل للعمل صباحًا والعودة إلى سوريا في المساء، وهو ما يمثل خطوة جديدة من نوعها لتوثيق العلاقات بين الطرفين.
مساعدات إسرائيلية مرفوضة
إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن هذه العلاقات الجديدة تأتي في وقت سابق رفضت فيه قرى وبلدات في جنوب سوريا مساعدات إنسانية كان قد عرضها الجيش الإسرائيلي عليها، مما يثير تساؤلات حول مدى تجاوب المجتمع المحلي مع هذه المبادرات.
غموض حول تنفيذ الاستراتيجية الدفاعية الإسرائيلية
من جانبها، تناولت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الموقف الإسرائيلي قائلةً إنه "لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الاستراتيجية الدفاعية الإسرائيلية لحماية الحدود ستُنفذ بشكل فعّال". هذا الغموض يحيط بنية إسرائيل في مواصلة سياسة تعزيز الوجود العسكري في المنطقة وضمان أمن الطائفة الدرزية في الجنوب السوري.
تقرير يكشف فحوى لقاء وفد من السويداء مع الرئيس "الشرع" في دمشق
كشف موقع "السويداء 24" في تقرير له، عن تفاصيل لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع، مع وفد من محافظة السويداء، في لقاء تمحور النقاش فيه حول الأوضاع الأمنية والمعيشية، إضافة إلى التشاركية السياسية ومستقبل الدولة.
وأوضح الموقع أن الوفد الذي زار دمشق، ضم الشيخ سليمان عبد الباقي، والشيخ ليث البلعوس، والشيخ مؤنس أبو حلا، كممثلين عن جزء من الفصائل المسلحة في السويداء، إضافة إلى المهندس كرم منذر، وشخصيات أخرى.
ونقل الموقع عن المهندس كرم منذر قوله، إن اللقاء تطرق إلى التصريحات الإسرائيلية الأخيرة حول جنوب سوريا، حيث أكد الحاضرون على تمسك أبناء الجبل بوحدة الأراضي السورية ورفض أي تدخلات خارجية، مشددين على أن أبناء السويداء هم من تحملوا الظلم والاستبداد لعقود، ولا يحتاجون إلى أي وصاية خارجية، بل يريدون دولة قائمة على القانون العادل.
وأضاف تأكيد الحضور على رفضهم لدولة قائمة على المحاصصة الطائفية، مشددين على ضرورة بناء دولة ديمقراطية يكون فيها الأولوية لأصحاب الكفاءات. كما جددوا التأكيد على أن بوصلة السويداء ستظل تتجه نحو دمشق دائماً وأبداً.
من جانبه، تحدث الرئيس الشرع عن مشاريع استثمارية سيتم تنفيذها في السويداء، بالإضافة إلى بحث إمكانية فتح معبر حدودي مع الأردن، حيث أكد الشرع أنه سيطرح على الملف على الجانب الأردني لأنه يحتاج موافقة الدولتين، وتنسيقاً مشتركاً.
وأكد الشرع في ذات الوقت على أن المشاريع الاستثمارية ستكون ذات أولوية في المرحلة المقبلة، وسياسة الدولة ستقوم على جذب الاستثمارات، والاعتماد على القدرات السورية لبناء الجيش والأمن والمؤسسات، مع الاستفادة من الخبرات الخارجية.
وأضاف الرئيس السوري أنه من المرتقب تشكيل حكومة سورية جديدة في مطلع آذار القادم، موضحاً أنها ستكون مبنية على الكفاءات والخبرات وليس على المحاصصة الطائفية أو المناطقية.
وفي الجانب الخدمي، قدم الدكتور مصطفى بكور ملفاً يتضمن أبرز احتياجات محافظة السويداء في عدة مؤسسات بما فيها، حيث أكد الشرع أنه سيجري العمل على معالجتها بشكل فوري.
إلى ذلك، أفاد الشيخ ليث البلعوس في تصريح إعلامي للراصد، أن اللقاء كان مثمراً، وبحث أوضاع المحافظة وما تعانيه من واقع اقتصادي صعب نتيجة تهميشها من قبل النظام البائد.
وأضاف: "كما أكدنا على تحسين الواقع الخدمي والانطلاق في مشاريع التنمية داخل المحافظة. كما أكد على مواقف والده لشيخ الشهيد وحيد البلعوس مؤسس حركة رجال الكرامة، "بأننا وطنيون ولا نقبل التقسيم والانفصال وليس لدينا سوى وطن واحد وهو سوريا الأم".
تصريحات نتنياهو وانعكاساتها
في موقف لافت، ركز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحاته على التزام إسرائيل بحماية الطائفة الدرزية في جنوب سوريا، قائلاً: “لن نتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية”. هذه التصريحات تعكس سياسة إسرائيل التقليدية باستثمار الملف الدرزي، ويفهم منها أنها محاولة لإرضاء الطائفة الدرزية الموجودة في الجولان المحتل.
ويرى مراقبون أن إسرائيل تستغل هذه القضية لتبرير توغلها العسكري في الجنوب وفرض واقع ميداني جديد يخدم مصالحها الاستراتيجية، بعيداً عن الشعارات المعلنة.
وفي السياق ذاته، تواجه محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية تحديات داخلية مع استمرار رفضها الانخراط في الجسم السياسي والعسكري الجديد للدولة السورية، رغم الجهود المبذولة لإدماجها ضمن الإطار الوطني، حيث لا تزال المفاوضات بين الحكومة السورية الجديدة ووجهاء السويداء تراوح مكانها، وسط تكتم شديد حول تفاصيل المحادثات، مما يزيد من حالة الغموض حول مستقبل المحافظة، إذ يخشى مراقبون أن استمرار هذا الجمود قد يستغل إقليمياً لزيادة الضغط على الحكومة السورية الجديدة.
والتعقيد في ملف السويداء لا يقتصر فقط على الموقف المحلي، بل يرتبط أيضاً بحسابات إقليمية ودولية، خاصة مع اهتمام إسرائيل المباشر بهذه المنطقة. ومع أن السويداء حتى اللحظة تتمسك بموقفها الوطني الرافض للتدخل الاسرائيلي والخارجي بالشأن السوري وتجاه الصراعات الداخلية، إلا أن استمرار عزوفها عن الانخراط في البنية السياسية الجديدة قد يفتح الباب أمام تدخلات خارجية تسعى لفرض أجنداتها على الجنوب السوري.
ويكتسب ملف السويداء بعدًا استراتيجيًا بالنسبة للأردن، نظرًا لموقعها الجغرافي المحاذي للحدود الأردنية، ما يجعل أي تغيّر في المشهد العسكري أو السياسي في المحافظة ذا تأثير مباشر على أمن الأردن واستقراره، وتخشى عمّان من أن تسهم الأطماع الإسرائيلية في المنطقة بتوسيع نفوذها جنوبًا، ما قد يؤدي إلى استحداث تهديدات أمنية جديدة على حدودها.