مصادر لـ "شام": قصف سرمدا بـ "أوامر روسية" واستهداف مخفر الشرطة هدفه ارتكاب مجزرة
أكدت مصادر عسكرية من فصائل الثوار بريف إدلب لشبكة "شام"، أن القصف المدفعي الأخير على مناطق حيوية شمالي إدلب، تم بأوامر روسية مباشرة، هدفها توجيه رسالة واضحة إلى تركيا التي تهدد بشن عملية عسكرية ضد الميليشيات الانفصالية "قسد"، وهي تكرار للضربات الروسية التي استهدفت المنطقة في أذار الماضي.
وأوضحت المصادر، أن القصف تم بقذائف "كراسنبول" الروسية المتطورة، بالتوازي مع تحليق طيران روسي في أجواء منطقة سرمدا من نوع "أورلان 30"، والتي قامت بتحديد الأهداف وتوجيه المدفعية لاستهدافها، وتم القصف بأوامر مباشرة من ضباط روس أشرفوا على العملية.
ولفتت المصادر إلى أن القصف استهدف مناطق حيوية قريبة من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وهو طريق عبور الأرتال العسكرية التركية ومكاتب المنظمات الدولية، كما يضم مرافق حيوية مدنية عديدة، وهدف روسيا من هذه العملية توجيه رسالة واضحة لتركيا بأن التصعيد لن يتوقف على خطوط التماس وإنما يصل للحدود التركية.
وذكرت المصادر أن نوايا روسيا من استهداف مخفر للشرطة التابعة لحكومة الأنقاذ كان هدفه ارتكاب مجزرة كبيرة بحق المدنيين المراجعين للمخفر أو دائرة النفوس الكائنة في ذات البناء، حيث كان يتجمع المئات من المدنيين هناك قبل القصف بدقائق إبان رصد طائرة الاستطلاع للمنطقة.
ولفتت مصادر إنسانية، إلى أن العديد من مكاتب المنظمات الإنسانية المحلية والدولية تتواجد في المناطق التي تعرضت للقصف وكانت هي وكوادرها تحت تهديد مباشر، ضاربة روسيا بذلك كل التعهدات الدولية بعدم استهداف الكوادر الإنسانية ومكاتب المنظمات حتى التابعة للأمم المتحدة ومستودعات الإغاثة.
وجاءت الضربات على منطقة حيوية شمالي مدينة سرمدا على طريق معبر باب الهوى تكراراً للضربات الجوية الروسية التي استهدفت ذات المنطقة في شهر أذار من العام الجاري، والتي سبقت التصعيد الروسي في خضم مباحثات تركية روسية حول إدلب في تلك الأثناء، وكانت بمثابة رسائل روسية بالدم لتركيا.
وكان أدان فريق منسقو استجابة سوريا، في بيان، عمليات التصعيد الأخيرة بريف إدلب، مطالباً كافة الجهات المعنية بالشأن السوري العمل على إيقافها والسماح للمدنيين بالعودة إلى مناطقهم والاستقرار بها
وأوضح أنه في مؤشر خطير لعمليات التصعيد، استهدفت قوات النظام السوري إحدى أكثر المناطق المكتظة بالمدنيين عموماً والمخيمات بشكل خاص، إضافة إلى المباني والمستودعات الرئيسية للمنظمات الإنسانية كونها المنطقة الأقرب لمعبر باب الهوى الحدودي والذي يعمل على إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود وفق قرار مجلس الأمن الدولي الأخير، مما تسبب بحالة خوف كبيرة لدى النازحين من عودة نزوحهم في حال تكرار استهداف المنطقة من جديد.
وقالت إدارة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" إن هذا التصعيد يأتي في وقت تروج فيه قوات الأسد وحليفها الروسي لهجوم عسكري جديد على المنطقة، ما ينذر بكارثة إنسانية قد تكون الأسوأ منذ عام 2011 ويهدد حياة أكثر من 4 ملايين مدني، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة انتشاراً واسعاً لفيروس كورونا وارتفاعاً كبيراً بعدد الوفيات والإصابات بالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء.