"لافروف" يُعلن من الدوحة اتفاق أقطاب "أستانا" على تسهيل وقف القتال في سوريا
هاجم "تحـ ـرير الشـ ـام" واستئناف التفاوض مع (المعارضة الشرعية) في موسكو..!!
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن (موسكو وطهران وأنقرة)، اتفقت على تسهيل وقف الأعمال القتالية في سوريا، وتدعم روسيا استئناف المفاوضات بين دمشق والمعارضة.
وأضاف لافروف تعليقاً على مدى واقعية إمكانية بدء المفاوضات بين المعارضة السورية والحكومة السورية: "لقد وجهنا مثل هذه الدعوة "للمفاوضات" وسنعمل مع كل من الحكومة والمعارضة".
واعتبر أن: "هناك مجموعة من المعارضة في موسكو تعمل معنا بانتظام، ونحن أيضا على اتصال مع هؤلاء المعارضين المتمركزين في عواصم أخرى - بما في ذلك في الرياض واسطنبول، والآن وبما أن إيران وتركيا وروسيا وافقت على المساهمة بطريقة أو بأخرى في وقف الأعمال القتالية، فسوف نتخذ خطوات على الأرض وسنتخذ خطوات مع المعارضة بشأن استئناف المفاوضات".
ولفت لافروف إلى أنه من الضروري فصل مسلحي جماعة "هيئة تحرير الشام" المحظورة في روسيا، عن المعارضة المعتدلة، وأكد أن "هجمات هيئة تحرير الشام تم التخطيط لها مسبقا ونحن نساعد سوريا في التصدي لها"، مشددا على أن الحوار السياسي سيكون ممكنا بعد وقف هجمات "هيئة تحرير الشام الإرهابية".
وأشار إلى أنه "نعارض محاولة هيئة تحرير الشام تغيير التوازن على الأرض وسنتصدى لذلك وسنواصل دعم الحكومة السورية"، وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن الدول الثلاث أكدت أهمية بدء «حوارات سياسية بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة الشرعية».
وكشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن أن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في سوريا غير بيدرسون، انضم إلى الاجتماع في نهاية اللقاء مع الوزراء الثلاثة، وقال عراقجي في تصريحات: «عقدنا اجتماعاً جيداً جداً لمجموعة أستانا بين وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا».
في السياق، حذرّ رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني من «نشوب حرب أهلية في سوريا تهدد وحدة البلاد في حال لم يتم التوصل لحل سياسي»، وقال في مداخلة خلال منتدى الدوحة بشار الأسد «لم ينتهز فرصة الهدوء خلال السنوات الماضية ليبدأ تصحيح علاقته بشعبه».
وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد آل ثاني، السبت، إن الوضع في سوريا «يتطور وقد يشتد خطورة»، وأضاف، خلال افتتاح النسخة الـ22 من منتدى الدوحة: «لم يتم انتهاز فرصة الهدوء لكي يبدأ الرئيس السوري بشار الأسد تصحيح علاقته بشعبه»، محذراً من حرب أهلية.
وقال: «ينبغي إرساء الإطار المطلوب كي نتوصل إلى حل مستدام في سوريا»، لافتاً إلى أن الوضع في سوريا كان متوقعاً بسبب الصراع في غزة، وتابع قائلاً: «لم نلاحظ أي تحرك جدي من بشار الأسد بشأن تصحيح العلاقة مع الشعب السوري»، موضحاً أن «هناك قلقاً من أن تهدد الحرب الأهلية وحدة سوريا إذا لم يتم التوصل لحل سياسي».
وجدد وزير الخارجية القطري خلال اتصاله مع وزيري خارجية تركيا وإيران، موقف بلاده «الواضح بدعوة جميع الأطراف للحوار والتفاهم لإنهاء الأزمة السورية، وفق قرارات الشرعية الدولية وقرار مجلس الأمن 2254، بما يحقق تطلعات الشعب السوري، ويحافظ على وحدة بلاده وسيادتها واستقلالها».
ويتعلق القرار رقم 2254 الذي صوّت عليه مجلس الأمن الدولي في 18 ديسمبر (كانون الأول) 2015، ببدء مباحثات السلام والتوصل إلى حل سياسي للوضع بسوريا.
وكانت نقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسي تركي قوله اليوم الجمعة، إن وزراء خارجية (تركيا وإيران وروسيا)، الضامنين لاتفاق "أستانا"، سيجتمعون غداً السبت، في العاصمة القطرية الدوحة، لمناقشة التطورات السريعة والتقدم الذي تحققه الفصائل المسلحة في سوريا.
ويأتي ذلك في ظل معارك مستمرة بين قوات النظام ومقاتلي "إدارة العمليات العسكرية" في محافظات حمص ودرعا وحماة، عقب تراجع كبير لقوات النظام السوري حتى حدود مابعد "أستانا"، إذ سيطرت إدارة العمليات على محافظتي حلب وإدلب ومدينة حماة وأريافها وباتت في مواجهة مع النظام في حمص، تزامناً مع اشتعال الاشتباكات في درعا جنوبي سوريا.
وتسعى إيران إلى إيجاد مخرج لنظام الأسد، بعد تقدم "إدارة العمليات العسكرية" بشكل سريع في عدة محافظات سورية، وتراجع جيش النظام وعموم الميليشيات التابعة لها إلى محافظة حمص والساحل السوري، وكان أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن وزراء خارجية الدول الثلاث سيجتمعون في إطار عملية أستانا، يومي السابع والثامن من ديسمبر الجاري، لمناقشة الملف السوري على هامش منتدى الدوحة.
يأتي الحراك الروسي الإيراني في وقت كان قد أعلن "المقدم حسن عبد الغني" القيادي في "إدارة العمليات العسكرية"، اليوم السبت 7 كانون الأول 2024، بدء قوات "إدارة العمليات" تنفيذ المرحلة الأخيرة بتطويق العاصمة دمشق، وذلك بعد إعلان السيطرة على منطقة القريتين بريف حمص، وفرع سعسع في ريف دمشق، وسط انهيارات كبيرة لقوات النظام على عدة جبهات وانسحاب باتجاه العاصمة.
ويُشكل سيطرة الفصائل الثورية على أجزاء واسعة من سوريا بدأت في محافظة حلب ومن ثم إدلب وحماة ودرعا والسويداء وصولاً لانسحاب النظام من مناطق شرقي حمص، وبلدات جنوبي دمشق وصولاً لدرايا ومعضمية الشام وبلدات ريف دمشق الشرقي، في ظل هزيمة كبيرة لقواته، مرحلة جديدة في سياق الحرب الدائرة في سوريا على مدار سنوات، بعد أن كانت قوات الأسد وميليشيات إيران قد سيطرت عليها بعد معارك استمرت لأشهر طويلة، وبقيت حصينة وبعيدة عن مرمى قوى الثورة لسنوات، فجاءت معركة “ردع العدوان” لترسم خارطة جديدة في عموم سوريا، وتعطي الأمل لقوى الثورة في إمكانية استعادة الحقوق وإعادة روح الثورة.
ولايبدو الموقف الدولي في صف الأسد بالمطلق، حتى أن حلفائه روسيا وإيران باتوا في موقف الضعيف والمتفرج نسبياً، إذ لم تقدم روسيا ذلك الدعم والموقف الحقيقي سياسياً وعسكرياً، رغم مشاركة طائراتها في القصف، كما أن ميليشيات إيران شهدت انهياراً كلياً وغابت عن المشهد الفاعل لها، ولم تتحرك أي من الدول الصديقة للأسد لتحقيق أي ضغوطات أو التفاوض حتى لوقف العملية العسكرية التي يبدو أنها ستقترب من حدود دمشق وتهدد الأسد في العاصمة.
والسيناريوهات المتوقعة حالياً:
الأول: تحصن النظام في دمشق وبناء خط دفاع في مدينة حمص وريفها الغربي، لتكون سداً عن مناطق الساحل وهذا الظاهر حالياً لأن جميع الانسحابات تتم باتجاه دمشق مع تعزيز جبهة حمص بشكل كبير، وبالتالي فإن المعركة الأخيرة قد اختارها الأسد في العاصمة، ليدخلها في دوامة حرب ضروس ستكون وبالاً على المدنيين فيها.
هذه المرحلة تتطلب حذر شديد من جميع القوى العسكرية لتوسيع غرفة عمليات " إدارة العمليات العسكرية" وضم فصائل درعا والتنف والسويداء لتكون جميعاً على تنسيق تحركاتها لعدم الدخول في مغامرات فردية قد تفضي لكوارث بحق المدنيين في العاصمة دمشق وحمص.
أما السيناريو الثاني:
أن يلجأ الأسد وضباطه الكبار من طائفته لمغادرة العاصمة إلى الساحل السوري وبالتالي يمكن تحييد العاصمة والتفاوض على مصير الأسد وطائفته المقربة، مع دخول المنطقة فترة هدوء ووقف لإطلاق النار لحين إيجاد مخرج آمن له دولياً، وضمان عدم التعرض للطائفة المقربة من الأسد، وهذا سيحدد مصيره وربما يكون لروسيا الدور الأكبر في التفاوض والسعي لإخراجه دون محاكمة، لأن ترك الأسد لمواجهة في الساحل سيخلق حرب طائفية معقدة
أما السيناريو الثالث:
أن يكون الأسد وكبار ضباطه قد أدركو الهزيمة بعد التخلي الدولي لاسيما الحلفاء عنهم، وبالتالي استطاع الأسد مغادرة سوريا باتجاه عدة دول متوقعة أبرزها بيلاروسيا وإيران وترك طائفته وجيشه لمصيرهم.
في هذه الحالة، فإن قيادة القوات في جميع القطاعات لاسيما القواعد الكبيرة، فقدت تواصلها مع القيادة العليا، وبدأت تتلق الأوامر بالانسحاب إلى دمشق، لضمان أمن ضباط في جيش النظام ربما سيكون لهم دور في إعلان انقلاب أو تفاوض على تسليم العاصمة لضمان أمنهم وأمن تلك القوات دون صدام مسلح، أو أن يكون الأمر موضع تفاوض دولي مع شخصيات نافذة في المعارضة والنظام لتشكيل مجلس وإعلان مرحلة انتقالية تتولى السلطة وتوقف الحرب.
التحذير الأهم: في جميع السيناريوهات يجب أن نعي أن الدول الخارجية تترقب جميع التحركات وهناك دول بينها عربية ستسعى بالتأكيد لضرب الفصائل ببعضها في المرحلة القادمة بعد تثبيت حدود السيطرة لكل جهة في حال عدم توحدها وبالتالي سندخل في أتون حرب داخلية واسعة ستكون بداية تدمير ماحققناه من انتصارات وسيتكرر سيناريوهات ليبيا واليمن مايتيح للدول أخيرا النزول للميدان سياسيا وعسكريا وفرض الحل الذي تريد في سوريا وعلى هواها فاحذرووووااا.