فيدان يدعو من بغداد إلى تقارب عراقي مع الإدارة السورية الجديدة لتحقيق استقرار إقليمي
فيدان يدعو من بغداد إلى تقارب عراقي مع الإدارة السورية الجديدة لتحقيق استقرار إقليمي
● أخبار سورية ٢٦ يناير ٢٠٢٥

فيدان يدعو من بغداد إلى تقارب عراقي مع الإدارة السورية الجديدة لتحقيق استقرار إقليمي

وصل وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الأحد، إلى العاصمة العراقية بغداد لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين العراقيين. وتأتي هذه الزيارة في إطار جهود دبلوماسية تركية مكثفة لمناقشة القضايا الإقليمية، مع تركيز خاص على الأوضاع في سوريا ومستقبل العلاقات بين العراق والإدارة السورية الجديدة.

وبحسب مصادر في وزارة الخارجية العراقية، فإن فيدان التقى نظيره فؤاد حسين، إلى جانب الرئيس عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني.

وتناولت المباحثات ملفات اقتصادية وأمنية وإقليمية، من بينها تسريع تنفيذ مشروع طريق التنمية ومشاركة الشركات التركية فيه، ورفع حجم التبادل التجاري بين البلدين.

إلا أن الملف السوري شكّل جزءاً مهماً من النقاشات، إذ شدد فيدان على ضرورة إقامة حوار بناء بين العراق والإدارة الجديدة في سوريا.

ووفقاً لوكالة الأناضول التركية، فإن الوزير التركي أكد أن “إقامة حوار بين العراق وسوريا سيكون في مصلحة البلدين والمنطقة بأكملها”، مشيراً إلى أهمية الحفاظ على بيئة الاستقرار والأمن التي تم تحقيقها بصعوبة في المنطقة.

وفي ظل المستجدات التي تشهدها الساحة السورية بعد سقوط نظام الأسد، يبدو أن أنقرة تسعى لتعزيز دورها في رسم ملامح المستقبل الإقليمي. وأفادت مصادر دبلوماسية بأن فيدان أكد خلال زيارته ضرورة مواجهة التهديدات الأمنية في سوريا، خاصة تلك المرتبطة بالتنظيمات الكردية المسلحة مثل قوات سوريا الديمقراطية التي تعد “وحدات حماية الشعب” (YPG)، عمودها الفقري، والتي تعتبرها تركيا امتداداً لحزب العمال الكردستاني (PKK).

كما شدد فيدان على أهمية التعاون بين الدول الإقليمية لضمان عدم استغلال التنظيمات المسلحة للوضع الجديد في سوريا، والعمل على دعم الاستقرار عبر الحوار المشترك.

وأكدت مصادر مقربة من الوفد التركي أن أنقرة ترى في استقرار سوريا بوابة لتحقيق الأمن الإقليمي وتعزيز علاقات حسن الجوار.

وركزت زيارة فيدان أيضاً على دفع العراق لتعزيز علاقاته مع الإدارة السورية الجديدة، في ظل وجود مؤشرات على بدء جهود إقليمية لدمج سوريا في النظام العربي والدولي مجدداً.

وأشار الوزير التركي إلى أهمية التعاون بين دول المنطقة لإيجاد حلول مستدامة للقضايا العالقة، بما يساهم في تعزيز الاستقرار وتحقيق التنمية.

وتأتي هذه الزيارة في سياق جهود تركيا الدبلوماسية للتعامل مع التداعيات الناجمة عن سقوط نظام الأسد والتغيرات الإقليمية المرتبطة به. وبينما تسعى أنقرة لتعزيز التعاون مع العراق، تبرز محاولتها لتأمين مقاربة مشتركة تجاه الملفات الأمنية والاقتصادية المرتبطة بسوريا، مما يعكس اهتماماً تركياً كبيراً بالمشاركة في صياغة مستقبل المنطقة.

ويبدو أن الملف السوري يظل في صدارة أجندة تركيا الإقليمية، حيث تسعى أنقرة لتوسيع دائرة التنسيق مع العراق ودول الجوار لضمان تحقيق استقرار مستدام، بما يخدم مصالحها الأمنية والاقتصادية، ويدعم جهود إعادة بناء سوريا بعد سنوات من الصراع.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ