شكلت حدثاً مفصلياً في تاريخ الثورة بإدلب .. عقد على مجزرة معسكر المسطومة في جمعة "آزادي"
شكلت حدثاً مفصلياً في تاريخ الثورة بإدلب .. عقد على مجزرة معسكر المسطومة في جمعة "آزادي"
● أخبار سورية ٢٠ مايو ٢٠٢١

شكلت حدثاً مفصلياً في تاريخ الثورة بإدلب .. عقد على مجزرة معسكر المسطومة في جمعة "آزادي"

يصادف اليوم العشرين من شهر أيار/مايو من عام 2021، الذكرى السنوية العاشرة، لأحد أبرز وأبشع المجازر التي ارتكبتها قوات الأسد، بحق المتظاهرين السلميين في بدايات الحراك الشعبي السوري، في واقعة معسكر المسطومة "الطلائع"، والتي شكلت نقطة تحول كبيرة في تاريخ الحراك الثوري بإدلب عموماً في ذلك الوقت.

ولمعسكر المسطومة (معسكر الطلائع) رمزية خاصة لدى ثوار محافظة إدلب الخضراء فعلى أسواره امتزجت دماء الأحرار في أول مجزرة ارتكبتها قوات الأمن والجيش النظامي بحق عشرات المتظاهرين في محافظة إدلب، وكانت بداية توسع الحراك الشعبي في المحافظة.

كان ذلك في جمعة الحرية "آزادي" بتاريخ 20/5/2011 بعد أن توجه عشرات الألاف من المتظاهرين السلميين سيراً على الأقدام من مناطق جسر الشغور وجبل الزاوية والريف الجنوبي وأريحا ومعرة النعمان يحملون أغصان الزيتون وشعارات الحرية ويهتفون لدرعا وحمص وكان هدفهم الوصول لمدينة إدلب مركز المحافظة للقاء جموع المتظاهرين من مناطق بنش وتفتناز وسرمين والريف الشمالي ومدينة إدلب والتجمهر في ساحة هنانوا داخل مدينة إدلب.

وبعد مسير لساعات وقطع مسافة تجاوزت الــ " 30 " كيلو متراً وصل المتظاهرون لنقطة "معمل الدكتور جاد" على بعد مئتي متر من معسكر المسطومة وبدأ المتظاهرون بإتمام صلاة العصر، بشكل جماعي على الطريق العام قبل لحظات من بدء قوات الأمن المتمركزة في معسكر المسطومة من فتح النار على المتظاهرين وهم يؤدون الصلاة فسقط العشرات منهم بين شهيد وجريح.

وكانت الحصيلة للشهداء أكثر من خمسين شهيداً وعشرات الجرحى والمفقودين ممن قامت قوات النظام بتصفيتهم بين أشجار الزيتون المحيطة بالمعسكر لتكون أول مجزرة تسيل فيها دماء الأحرار في محافظة إدلب ونقطة تحول تاريخية في الحراك السلمي في المحافظة.

وكان اليوم الثاني للمجزرة يوماً تاريخياً مفصلياً في محافظة إدلب خط السطور الأولى لانتقال الحراك السلمي للعمل المسلح بعد أن أقسم المئات من أبناء المحافظة خلال مظاهرات التشييع التي جابت معظم أرجاءها وألتف حول المتظاهرين الألاف من الصامتين من أهالي الريف الأدلبي بعد ما شاهدوا من إجرام وقتل بدم بارد لتزداد الثورة اشتعالاً وانتشاراً في مناطق عدة لم تكن تجرؤ على الخروج في وجه قوات الأمن وظهرت حينها عشرات الانشقاقات لضباط ومدرسين وحزبيين أعلنوها مدوية بين المتظاهرين معاهدين أهاليهم بأخذ الثأر ومواجهة النار بالنار فكانت البداية لانطلاق الحراك المسلح في المنطقة والتي بدأت بتشكيل مجموعات صغيرة من الجيش الحر والتي كانت تعترض طريق قوات الأمن وتوقع فيهم عشرات القتلى كحادثة أورم الجوز وأريحا والأمن في معرة النعمان وجسر الشغور.

وبعد المجزرة المروعة تحول معسكر المسطومة " معسكر الطلائع " الواقع على الطريق العام بين مديني أريحا وإدلب جنوب بلدة المسطومة من مركز لرعاية طلاب المرحلة الابتدائية وتعليمهم إلى ثكنة عسكرية كبيرة اتخذته قوات النظام مقراً لكبار ضباط الجيش النظامي وقيادة عملياتها العسكرية في محافظة إدلب ومركزاً لإنطلاق باصات الأمن والشبيحة لمداهمة مناطق الريف الادلبي ثم مركزاً لقصف الريف المحرر بمدافع الفوزليكا والمدافع الميدانية التي ركزتها قوات النظام داخل المعسكر لقصف المناطق المحررة في كل الاتجاهات فكان يصدر الموت بشكل يومي لبلدات قميناس وسرمين وبنش وسراقب وجبل الزاوية ومعرة النعمان ولمسافات تصل مداها لـ 40 كم.

وكانت اتخذت قوات الأسد المعسكر الذي يتربع على منطقة مرتفعة جنوب بلدة المسطومة على مساحة 2 كم مربع مركزاً لإقامة ضباط وقيادات العمليات العسكرية وضباط من الحرث الثوري الإيراني وحزب الله بالإضافة لوجود أكثر من 700 عنصر داخل المعسكر ينتشرون على أطرافه وضمن الأبنية الموجودة داخل المعسكر منها مساكن الضباط والمسرح والمستوصف ومقر القيادة بالإضافة للمتاريس والنقاط المنتشرة على طول السور الحديدي حول المعسكر سقطت أغلبها بيد مقاتلي جيش الفتح كان أخرها معسكر القرميد من الجهة الشرقية وتل المسطومة من الجهة الشمالية وجبل الأربعين من الجهة الجنوبية عام 2015.

وفي ذكرى مرور عقد من الزمن على المجزرة الأولى والأكبر في ريف إدلب، يستذكر نشطاء المحافظة وأهالي الضحايا تفاصيل الواقعة المؤلمة، ويتطلعون لليوم الذي سيتم فيه محاسبة المجرمين من ضباط وعناصر النظام المتورطين بدماء المتظاهرين السلميين، لتحقيق العدالة والقصاص من القتلة.

 

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ