"شبيح" يتحول لـ"صحافي صيدنايا"..!! "متلونين" يبررون تأييد النظام المخلوع بقصص مشبوهة
عمدت عدة شخصيات عملت في الحقل الإعلامي لدى نظام الأسد البائد، بنشر معلومات عن تعرضهم للاعتقال خلال فترة حكم النظام المخلوع، الأمر الذي يجري ترويجه بأنه مبرراً لمواقفهم المخزية المؤيدة للنظام القاتل.
ويتكرر ذلك في سياق محاولات لتبييض صفحتهم السوداء وسقوطهم الأخلاقي بدعم قتلة الشعب السوري، ونستعرض في هذا التقرير أحد الأمثلة التي توضح كيفية محاولة شبيحة الأسد ممن حاولوا ارتداء ثوب الثوار بعد مسيرة طويلة من دعم النظام والتحريض.
وأجرى الصحفي "سلوم عبدالله"، مقابلة تلفزيونية مع قناة "النهار" اللبنانية وزار زنزانته المفترضة في سجن صيدنايا "المسلخ البشري" للمرة الأولى بعد تحريره، حيث روى تفاصيل حول اعتقاله المزعوم بعد أن قرر الخروج عن الصمت وتوجيه انتقادات لأداء حكومة النظام البائد.
وادعى "سلوم" الذي وصفته القناة أنه "صحافي صيدنايا" بقي في المعتقل لمدة 3 سنوات دون أي أثار مادية تظهر عليه، علما بأن صفحته الشخصية لم تنقطع عن النشاط بهذه المدة حيث واظب على تبديل صورته بشكل متكرر.
وتحول ذكر وادعاء الصحفيين السابقين لدى نظام الأسد بأنهم تعرضوا للاعتقال بوقت سابق إلى ظاهرة منتشرة على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين ذلك مبررا لهم وسط شكوك كبيرة حول هذه القصص علما بأن نظام الأسد البائد عمل في السنوات الأخيرة على التضييق على عدة شخصيات بعد الاستفادة منها.
وسبق أن رصدت شبكة شام الإخبارية صناعة نظام الأسد عدة شخصيات إعلامية وفنية موالية تقوم بين الحين والآخر بنشر انتقادات لتكريس البروبوغندا الدعائية لصالح رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد".
ومثالاً على ذلك الصفحات التي تحولت إلى منبع للتشبيح بعد أن نفذت مراحل سياسة تحويلها إلى شخصيات عامة ومنا صفحات باتت تنشط في الترويج للنظام وقد تنشر الانتقادات بالتنسيق مع مخابرات الأسد ومنها (يونس سليمان - رضا الباشا - معن عيسى) وغيرها.
ويعرف بأن النظام وعبر أفرعه الأمنية لم يمارس أكثر أساليب التعذيب والتنكيل الوحشي فحسب، بل يقوم على ابتزاز ذوي الضحايا، وصولاً إلى محاولات طمس جرائمه، وإظهار من يخرج من معتقلاته بممارسة حياة الطبيعية والرفاهية، علما أن من خرجوا على قلتهم لا يزالون يواجهون أمراضاً مزمنة لا تبرح أن تشفى لا سيّما وأن بعضها يتعلق بإعاقات دائمة وأعراض وصدمات نفسية كبيرة وفقدان الذاكرة إثر أساليب التعذيب التي لا يوصف بشاعتها الكلام.
وحللت منصة "تأكد" مقابلة صحفية لشخص زعم أنه معتقل خلال لقاء مع ناشطة إعلامية في من داخل "فرع فلسطين"، أحد أسوأ الأفرع الأمنية التي كانت تتبع لنظام بشار الأسد المخلوع، ادعى الرجل أنه معتقل سابق، دون أن يحدد الفترة الزمنية التي قضى فيها داخل السجن أو مدة احتجازه، ليتبين أنه أحد المخبرين المعروفين للنظام البائد.
وسبق أن وقعت شبكة CNN الأمريكية في فخ التضليل على يد مجرم حرب لدى نظام الأسد البائد، حيث نشرت في 12 كانون الأول/ ديسمبر، تقريراً ظهر فيه أحد جلادي الأسد الساقط على أنه معتقل مدني، وعقب تحقيق استقصائي أقرت الشبكة بأنها تعرضت للتضليل.
وفي التفاصيل نشرت الشبكة الأمريكية تقريرا بعنوان: "مراسلة CNN توثق لحظة صادمة للعثور على معتقل محتجز بسجن سري في سوريا يجهل خبر الإطاحة بالأسد"، وزعم أنه يدعى "عادل غربال" من حمص، ولم يشاهد النور منذ 3 أشهر.
وأظهرت شهادات عديدة ضمن نتائج تحقق لمنصة "تأكد" المتخصصة بأن الظاهر في التقرير هو سلامة محمد سلامة، وهو صف ضابط برتبة مساعد أول في فرع المخابرات الجوية ومرتكب جرائم كثيرة حيث كان مسؤولًا عن عدّة حواجز أمنية في حمص.
ونشرت المنصة صورة المجرم داخل مكتبه مرتديًا زيه العسكري الكامل، مما يعزز الأدلة حول نشاطه السابق، قبل أن تقر شبكة "سي إن إن"، بأنها تعرضت للتضليل من قبل رجل ادعى أنه مدني معتقل ليتبين لاحقا أنه ضابط سابق في المخابرات الجوية التابعة لنظام الأسد، وتم اعتقاله سابقا بسبب خلافات على الإيرادات المالية مع ضباط وقادة لدى نظام الأسد البائد.
ولـ "سجن صيدنايا" تاريخ أسود في حياة السوريين عامة، فلا تكاد تخلوا بلدة أة قرية أو حي في مدينة إلا وذاق أبنائها مرارة الموت أو التعذيب أو التغييب لسنوات طويلة في ظلمات السجون، وذاق الويلات على يد عصابات النظام، لكن الأمل لايزال موجوداً للملايين أن يجدوا أبنائهم بين الأحياء الباقين في الزنازين الموصدة.