حياة الأسد في موسكو.. عزلة أمنية ومنبوذ وملياردير بلا نفوذ
حياة الأسد في موسكو.. عزلة أمنية ومنبوذ وملياردير بلا نفوذ
● أخبار سورية ١٦ فبراير ٢٠٢٥

حياة الأسد في موسكو.. عزلة أمنية ومنبوذ وملياردير بلا نفوذ

كشف تقرير نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم” عن تفاصيل الحياة التي يعيشها بشار الأسد في موسكو بعد الإطاحة به من الحكم في سوريا، مشيرًا إلى أنه يعيش في عزلة تامة، محاطًا بإجراءات أمنية مشددة فرضتها عليه الاستخبارات الروسية، بينما يملك ثروة ضخمة تتيح له حياة مترفة لكن بلا تأثير سياسي.

وبحسب الصحفي الذي أعد التقرير، وهو مقيم في موسكو وطلب عدم الكشف عن هويته، فإن الأسد لم ينجُ فقط من سقوط نظامه بفضل أمر مباشر من فلاديمير بوتين لإخراجه من سوريا، بل إنه جلب معه أموالًا طائلة مكنته من امتلاك ما لا يقل عن 19 شقة فاخرة في العاصمة الروسية. ومع ذلك، يفضل البقاء بعيدًا عن الحياة الاجتماعية الثرية التي تميز طبقة النخبة في موسكو.

لم يظهر الأسد في أي مناسبات اجتماعية أو حفلات منذ وصوله إلى موسكو، وهو ما فسره الصحفي بعدة أسباب محتملة، منها تفاقم مرض زوجته أسماء الأسد التي تعاني من سرطان الدم، أو معاناته من الاكتئاب بعد فقدانه السلطة، أو خضوعه لتعليمات صارمة من الأجهزة الأمنية الروسية التي تمنعه من التحرك بحرية خوفًا من استهدافه بعملية اغتيال محتملة.

ووفقًا للتقرير، فإن أسماء الأسد معزولة تمامًا داخل أحد المرافق الطبية المرموقة في موسكو لتجنب العدوى، في حين أن بشار نفسه قد يكون غير قادر على التأقلم مع وضعه الجديد كمنفي ثري فقد نفوذه السياسي.

حماية أمنية مكثفة ومخاوف من الاغتيال

أكد الصحفي أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي مكلف بحماية الأسد وأفراد عائلته، وهو ما يعكس مدى الحذر الروسي تجاه أمنه، رغم بعده عن سوريا بآلاف الكيلومترات. ووفقًا لمصادر أمنية، فإن الخطر الأكبر الذي يهدد الأسد في موسكو قد يأتي من مواطني آسيا الوسطى، الذين يمكنهم دخول روسيا دون تأشيرة، حيث قد يسعى بعضهم للانتقام بسبب الجرائم التي ارتكبها الأسد ضد المسلمين في سوريا.

غياب تام عن المشهد السياسي واهتمام بالأعمال

تؤكد التقارير أن الكرملين فرض حظرًا إعلاميًا صارمًا على أي أخبار تتعلق بأنشطة عائلة الأسد في موسكو، حيث لا يُسمح لأي وسيلة إعلام روسية بتغطية مكان إقامته أو تفاصيل حياته اليومية. ويعود ذلك إلى رغبة روسيا في عدم إغضاب الحكومة السورية الجديدة، خصوصًا أن موسكو لا تزال تأمل في الاحتفاظ بقواعدها العسكرية في سوريا، ولن تغامر بتبني الأسد علنًا خوفًا من خسارة مصالحها الاستراتيجية.

وعلى الرغم من ثروته الطائلة، فإن الأسد غير مرحب به في القصر الرئاسي الروسي، حيث لم يعقد أي لقاء مع فلاديمير بوتين منذ وصوله إلى موسكو. وتوضح المصادر أن بوتين لا يريد الظهور إلى جانب شخصية فقدت السيطرة على بلدها، إذ يرى أن اللقاء مع الأسد قد يضر بصورته كزعيم قوي، فيما يحتاج الأخير إلى نسيان السياسة والانخراط في عالم الأعمال عبر استثمارات سرية يديرها أبناؤه أو مقربون منه.

الأسد في موسكو.. ملياردير منبوذ تحت الحماية

يلخص التقرير وضع الأسد الحالي في موسكو بأنه منفي فاخر بلا نفوذ، يعيش في ظل الحماية الروسية المشددة، لكنه محروم من أي دور سياسي، حيث أصبح وجوده عبئًا حتى على حلفائه السابقين في الكرملين. ومع ذلك، لا يزال يمتلك الأموال التي جلبها من خزائن سوريا، والتي قد تتيح له الدخول في مشاريع استثمارية، لكنها لن تعيده إلى المشهد السياسي الذي كان يطمح للبقاء فيه مدى الحياة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ