بعد كسر "ردع العدوان" حدود "أستانا" .. الضامنون يجتمعون في الدوحة غداً الاثنين
نقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسي تركي قوله اليوم الجمعة، إن وزراء خارجية (تركيا وإيران وروسيا)، الضامنين لاتفاق "أستانا"، سيجتمعون غداً السبت، في العاصمة القطرية الدوحة، لمناقشة التطورات السريعة والتقدم الذي تحققه الفصائل المسلحة في سوريا.
ويأتي ذلك في ظل معارك مستمرة بين قوات النظام ومقاتلي "إدارة العمليات العسكرية" في محافظات حمص ودرعا وحماة، عقب تراجع كبير لقوات النظام السوري حتى حدود مابعد "أستانا"، إذ سيطرت إدارة العمليات على محافظتي حلب وإدلب ومدينة حماة وأريافها وباتت في مواجهة مع النظام في حمص، تزامناً مع اشتعال الاشتباكات في درعا جنوبي سوريا.
وتسعى إيران إلى إيجاد مخرج لنظام الأسد، بعد تقدم "إدارة العمليات العسكرية" بشكل سريع في عدة محافظات سورية، وتراجع جيش النظام وعموم الميليشيات التابعة لها إلى محافظة حمص والساحل السوري، وكان أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الإثنين، أن وزراء خارجية الدول الثلاث سيجتمعون في إطار عملية أستانا، يومي السابع والثامن من ديسمبر الجاري، لمناقشة الملف السوري على هامش منتدى الدوحة.
وزار عراقجي تركيا، الإثنين، بعيد الهجوم المفاجئ للفصائل المسلحة في سوريا، وقال إنه أجرى مناقشات مستفيضة مع بشار الأسد، "ونقل رسالة إيران التي تؤكد دعمها الكامل والقاطع للأسد والحكومة، والشعب السوري" وفق وكالة تسنيم الإيرانية.
ورأى عراقجي، أنه من الضروري "حماية إنجازات مسار أستانا" الذي رعته روسيا وإيران وتركيا وأوقف إطلاق النار في إدلب عام 2020، في حين دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى تطبيق صيغة أستانا والعودة إلى التنفيذ الصارم لاتفاقيات إدلب كإطار رئيسي لمعالجة الأزمة السورية، وعبّر عن القلق البالغ إزاء التطورات الأخيرة في سوريا، وما يحدث بحلب وما حولها.
وقال لافروف، في مقابلة مع الصحفي الأميركي تاكر كارلسون، نقلتها وكالة سبوتنيك الروسية، إنه أجرى اتصالات مع نظيريه التركي هاكان فيدان، والإيراني عباس عراقجي، مؤكدا الاتفاق على محاولة تنظيم الاجتماع في الدوحة هذا الأسبوع، لبحث سبل تنفيذ اتفاقيات إدلب وفتح الطريق السريع إم- 5 "M5" من دمشق إلى حلب، الذي استولت عليه المعارضة أيضا.
وفي إجابة عن سؤال حول من يدعم المعارضة المسلحة في سوريا، قال لافروف: "لدينا معلومات عن ذلك، ونود أن نناقش هذا الأمر مع تركيا وإيران، وكيفية قطع قنوات تمويلهم وتسليحهم"، وأضاف أن "هذه لعبة معقدة. فهي تشمل العديد من الجهات الفاعلة، وآمل أن تساعد الاجتماعات المقرر عقدها هذا الأسبوع على استقرار الوضع".
وشدد لافروف على أن قواعد اللعبة في سوريا تقوم على مساعدة السوريين على التوافق ومنع توجهات الانفصال من أن تصبح أقوى، واتهم الولايات المتحدة بدعم توجهات الانفصال في شرق سوريا.
واستبق الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" الاجتماع، وقال إن المعارضة السورية تسيطر على (إدلب وحلب وحماة) والهدف الرئيسي هو دمشق، متمنياً أن "يستمر هذا المسير للمعارضة السورية، بلا مشاكل أو خسائر".
وأضاف أردوغان في تصريحات اليوم الجمعة: "في السابق، كانت لدينا دعوات للأسد مفادها تعال لنجلس ونتحاور ونتحدث عن مستقبل سوريا، ولكنه مع الأسف لم يجب بالإيجاب على دعواتنا"، مشيرا إلى أنه "الآن التوجه من المعارضة السورية مستمر باتجاه دمشق".
وبين أن "المعارضة السورية تسيطر على إدلب وحلب وحماة وتتقدم نحو حمص، والهدف الرئيسي هو دمشق.. مع الأسف المنطقة مليئة بالمشاكل، ولا نريد استمرار التصعيد فيها، وتركيا ستقوم بما عليها".
ويُشكل سيطرة الفصائل على مدينة حلب ومن ثم مدينة حماة، مرحلة جديدة في سياق الحرب الدائرة في سوريا على مدار سنوات، بعد أن كانت قوات الأسد وميليشيات إيران قد سيطرت عليها بعد معارك استمرت لأشهر طويلة، وبقيت حصينة وبعيدة عن مرمى قوى الثورة لسنوات، فجاءت معركة “ردع العدوان” لترسم خارطة جديدة في عموم سوريا، وتعطي الأمل لقوى الثورة في إمكانية استعادة الحقوق وإعادة روح الثورة.
ولايبدو الموقف الدولي في صف الأسد بالمطلق، حتى أن حلفائه روسيا وإيران باتوا في موقف المتفرج نسبياً، إذ لم تقدم روسيا ذلك الدعم والموقف الحقيقي سياسياً وعسكرياً، رغم مشاركة طائراتها في القصف، كما أن ميليشيات إيران شهدت انهياراً كلياً وغابت عن المشهد الفاعل لها، ولم تتحرك أي من الدول الصديقة للأسد لتحقيق أي ضغوطات أو التفاوض حتى لوقف العملية العسكرية التي يبدو أنها ستقترب من حدود دمشق وتهدد الأسد في العاصمة.