
"السيسي" يدعو الرئيس "الشرع" لحضور القمة العربية الطارئة في مصر
قالت الرئاسة السورية، إن الرئيس "أحمد الشرع" تلقى دعوة من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي للمشاركة في القمة العربية الطارئة التي تنعقد بمصر في الرابع من مارس/آذار المقبل، بشأن قطاع غزة الفلسطيني بعد الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتحدث فيها عن تهجير الفلسطينيين من القطاع.
واعتبرت وكالة رويترز للأنباء هذه الدعوة بمثابة خطوة كبيرة على طريق إعادة دمشق بناء علاقاتها مع العالم العربي، وستركز قمة القاهرة على الجهود العربية لمواجهة خطة ترامب لنقل سكان غزة إلى أماكن أخرى بينها مصر والأردن، وهي الدعوة التي قوبلت بانتقادات واسعة النطاق، في حين حذرت الأمم المتحدة من "تطهير عرقي" في الأراضي الفلسطينية.
"الجامعة العربية" تتجه لدعوة الرئيس "الشرع" للمشاركة في القمة العربية الطارئة بالقاهرة
سبق أن كشفت مصادر دبلوماسية عربية، نقل عنها موقع "العربي الجديد" أن الجامعة العربية تعتزم توجيه دعوة للرئيس السوري "أحمد الشرع" للمشاركة في القمة العربية الطارئة المزمع عقدها في 27 شباط/فبراير الجاري في القاهرة.
دعوة لحضور القمة
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية مصرية قولها إن القاهرة تلقت إشارات إيجابية تشير إلى أن الرئيس الشرع سيحضر اجتماع القمة العربية ممثلًا عن سوريا. ومن المقرر أن تناقش القمة الأوضاع في غزة والتحديات الناتجة عن الخطط الإسرائيلية - الأميركية لتهجير سكان القطاع.
وأضافت المصادر أن هناك ترتيبات في الدوائر المصرية لعقد لقاء على هامش القمة بين الرئيس الشرع ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي.
لقاء سوري - مصري - تركي في أنقرة
كما كشفت الصحيفة عن لقاء سابق جرى في العاصمة التركية أنقرة، بين وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني ونظيره المصري بدر عبد العاطي، بحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.
واتفق الشيباني وعبد العاطي خلال اللقاء على ضرورة مراعاة كافة الملاحظات والمخاوف المصرية المتعلقة بالوضع في سوريا، مع التأكيد على ضمان عدم تحول سوريا إلى منصة تهديد لدول الجوار أو استخدام أراضيها كقاعدة للهجمات ضد مصر.
الشواغل المصرية
ومنذ سقوط نظام الأسد قبل شهرين، لم تبادر القاهرة إلى إرسال أي وفد مصري إلى دمشق للقاء الإدارة السورية الجديدة، كما فعلت معظم الدول العربية. في وقت سابق، قال عبد العاطي في مقابلة متلفزة إن الشواغل المصرية والعربية تركز على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة في سوريا، من دون إقصاء أي طرف، وضمان توفير الأمن والحماية لجميع الأقليات، وعدم تحويل سوريا إلى مركز للتنظيمات الإرهابية أو العناصر المتطرفة.
كما أكد على رفض مصر لحصر الحلول السياسية في الفصائل المسلحة فقط، داعيًا إلى الأخذ بعين الاعتبار مواقف جميع الأطراف السياسية، بما في ذلك المعارضة التي لم تحمل السلاح.
مواقف مصرية تجاه العلاقات مع سوريا
وتطرق عبد العاطي إلى إمكانية زيارة سوريا، حيث أوضح أن بلاده تتحرك وفقًا لمصالحها الوطنية، وأن أي تقدم أو مؤشرات إيجابية ستخضع للتقييم من قبل المؤسسات المصرية. وأشار إلى أن السياسة المصرية الخارجية تُدار بحكمة ورصانة، مع تأكيده على أن مصر لن تسمح بتقسيم سوريا، لأنها قد تفتح الباب أمام تقسيم دول عربية أخرى. وأعرب عن أمله في أن تصل سوريا إلى بر الأمان.
الاهتمام المصري بالأوضاع في سوريا
وفي ختام حديثه، شدد الوزير المصري على أن مصر تولي أهمية كبيرة لما يحدث في سوريا، خاصة في ظل وجود أكثر من مليون ونصف مليون سوري على الأراضي المصرية، مشيرًا إلى أن مصر ترى في سوريا دولة شقيقة وأن استقرارها يمثل أهمية استراتيجية لها.
الجامعة العربية: سوريا ستحضر القمتين العربية الطارئة والدورية وهي من تحدد مستوى تمثيلها
أكدت "جامعة الدول العربية"، أن سوريا ستشارك في القمة العربية الطارئة التي ستستضيفها مصر نهاية الشهر الجاري، وكذلك في القمة العربية الدورية التي ستُعقد في بغداد في شهر أبريل القادم.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، إن الدولة السورية هي من يحق لها تحديد مستوى تمثيلها في القمة، سواء كانت ستمثل برئيس الدولة أو بوزير الخارجية السوري في أعمال هذه الاجتماعات العربية الهامة.
وأضاف زكي في تصريحات مع "تلفزيون سوريا" أن الدعوة إلى القمة العربية العادية تشمل قادة جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، مشيرًا إلى أن حضور الرئيس السوري أحمد الشرع في قمة بغداد يعتمد على اعتبارات عديدة "يقررها الرئيس الشرع نفسه".
ولفت زكي إلى أن وفد جامعة الدول العربية الذي زار دمشق بتكليف من الأمين العام للجامعة قد التقى مع رئيس الإدارة السورية وقتها، أحمد الشرع، ولاحظ حالة من التفاؤل في الشارع السوري بالمستقبل والفرح بالتخلص من إرث الماضي.
وأوضح أن سوريا تواجه تحديات كبيرة، أبرزها استعادة الاستقرار والأمن في البلاد، إضافة إلى عملية البناء والإعمار. وأكد أن الجامعة العربية تقف مع سوريا في مواجهة هذه التحديات.
وفي رده على سؤال حول وجود عوائق بين بعض الدول العربية وتواصلها مع الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، قال زكي إن "هذا أمر طبيعي تدركه القيادة السورية". وأضاف أن مسألة خلفية تنظيم "هيئة تحرير الشام" التي قادت عملية إسقاط النظام السابق والمقاتلين الأجانب الذين شاركوا معها تشكل تحديات كبيرة أمام الدولة السورية.
وأوضح أن هذه الأمور تضع تحفّظات على بعض الدول العربية، مما يستلزم من الحكومة السورية أخذ هذه المخاوف في الاعتبار.
وشدد زكي على ضرورة أن تقدم الحكومة السورية تطمينات لبعض الدول العربية التي لا تزال لديها تخوفات. وأكد أن الرئيس الشرع قد صرح بأن وجوده على رأس السلطة في سوريا "ليس لتمتد الثورة السورية إلى بلدان أخرى أو أن تكون الثورة خارج الحدود السورية".