عذراً شهدائنا .. سنضع يدنا مع قتلتكم لنقتل قتلة "العالم"
عذراً شهدائنا .. سنضع يدنا مع قتلتكم لنقتل قتلة "العالم"
● مقالات رأي ٢٦ مارس ٢٠١٦

عذراً شهدائنا .. سنضع يدنا مع قتلتكم لنقتل قتلة "العالم"

مرت بعض العبارات في وثيقة المبعوث الأممي إلى سوريا استيفان دي مستورا ، مرور الكرام ، و عاد و كررها وفد الهيئة العليا للمفاوضات ، كذلك وجدت طريقها للمرور ، و لكن بمجرد إعادة الشريط قليلاً، سيقف من تلقاء نفسه عند عبارة  "تشكيل جيش وطني موحد " ، ليكون بمثابة الصفعة التي تعيد شريط خمس سنوات أمامك و أنهار الدم التي لم تعرف الجفاف أو حتى انخفاض حدة الجريان .

فالخطة تقضي بأن تذوب الفصائل الثورية التي قاتلت على مدى السنوات الخمس الماضية داخل قوات الأسد بطائفتيها الحاقدة ، تأسيسها الاستبدادي ، بغية توحيد الجهود وفق الرغبة الدولية ، للقضاء على الوحش "الدولي أيضاً" ، داعش .

منذ البداية كانت الشروط المطروحة للحل تتمثل في نقطتين أساسيتين لا مناص عنهما ، أولهما عدم تفكيك النظام برمته ، و النقطة الثانية عدم الاقتراب من الأمن و الجيش ، وماعدا ذلك هو مساحة خصبة للحوار و المفاوضات ، بل حتى للاستلام و التسليم بلا حرب أو حتى صراخ .

خمس سنوات مرت بكل مآسيها ، بغية تغيير هاتين النقطتين ، فكان الشعار "الأسد أو تدمير البلد" ، الأسد هنا هو النقطتين ( نظام – أمن – جيش) ، و لكن للهرب من تلك النقاط التي لا تعنيان إلا أن الأسد للأبد ، اخترنا دمار البلد بغية الخلاص من الأسد ، و بالفعل سرنا في طريق الموت على أقدامنا ، وشهدنا دمار البلد بكل ما للكلمة من معنى ، ورضينا ، على اعتبار أن الركام يعاد تعميره ، لكن إعادة التعايش مع الأسد غير ممكنة .

الآن و بعد تدمير البلد ننتظر أن يرحل الأسد تبعاً للمتلازمة "الأسد أو تدمير البلد" الواجبة التحقق وفق لمنطق العقل ، و لكن يبدو أن هذا المنطق غير مناسب للوجود في هذا الوقت و ليس لنا ، فالمصالح الدولية تقتضي حالياً بعد تدمير البلد أن يبقى الأسد ، ومن يرغب بالعيش عليها العودة إلى حظيرة الأسد ، و تنفيذ النقطتين اللتين كانتا في متناول أيادينا منذ أو صرخة في درعا أم في الأموي ، و لكن يبدو أننا شعب مشؤوم ، رغبنا في تدمير البلد لينعم الأسد ، ببلد بلا بشر .

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ