انسحاب روسي أم عرض عسكري؟!
انسحاب روسي أم عرض عسكري؟!
● مقالات رأي ٢٠ مارس ٢٠١٦

انسحاب روسي أم عرض عسكري؟!

هل فعلاً ما حدث في سوريا هو انسحاب عسكري أم كان استعراضاً عسكرياً قامت به القيادة العسكرية الروسية لتجربة أحدث صناعتها العسكرية؟ هل الانسحاب جاء بناءً على تحقيق الحملة العسكرية الروسية أهدافها ضد ما أسمته داعش والثوار المتشددين الإرهابيين كما يحلو لهم تسميتهم أم أنها استنتجت أنهم باقون رغم أنف تدخلاتهم وانتهاكاتهم للأعراف الإنسانية وأن الحرب ستطول دون أن تحقق أهدافها؟ هل فعلاً كان التدخل بغرض القضاء على الإرهاب أم تودداً للقارة العجوز بصرف نظرها عما حدث في أوكرانيا الأوروبية؟ هل أراد الكرملين أن يوجه رسالة إلى الشرق الأوسط والعالم بأننا قوة عظمى يجب عليكم هيبتها وإلا ستواجهون دباً روسياً لا يعرف سوى آلة الحرب التي تفترس الصغير والضعيف قبل أن تواجه الكبير؟ تساؤلات جمّة تدور في أذهاننا بعد صدمة التدخل الروسي في الشارع السوري وتصفية المعارضة بأعنف وأبشع الأسلحة حتى شلت الحملة أركان المعارضة بل مهدت الطريق أمام الطاغية بشار ليزيد بطشه بالنساء والأطفال والمواطنين العزّل. لم تنته صورة أبشع حرب في الساحة العربية، دمار خلّفه جيش النظام السوري ومعاونوه من روسيا وطهران وحزب اللات ليصنع من سوريا أرضاً خصبة لكل العناصر المتطرفة ومكاناً تجرب فيه أحدث طرق التدمير والقمع والإبادة! أمم متحدة تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الخروقات وفيتو يلوح في الأفق عند نجاح أية مبادرة لتجريم الطاغية الذي قتل مئات الآلاف وشوّه الكثيرين ورحّل الملايين. يبدو أن تجربة روسيا في سوريا ماهي إلا استعراض عسكري لآلاتها المصنعة حديثاً فربما تسعفها طلبات الشراء بعد تدهور النفط في العالم وانخفاض أسعاره بشكل جعل الاقتصاد الروسي يراجع مشاريعه ويسرّح الكثير من الموظفين خشية العودة إلى عام 1998. بوتين ما زال يصارع في جبهات عدة ولكنه حريص كل الحرص على إبقاء الحليف الذي خان شعبه ووطنه ليضمن عدم استخدام الأراضي السورية لتصدير الغاز الطبيعي من تلك المناطق الغنية به للقارة الأوروبية التي يهددها بالتجمد إن قاومت تطرفه. كما أنه يحاول تعزيز تواجده في سوريا لمقاومة الولايات المتحدة التي نشرت قواعدها له في كل مكان. ربما يكون السبب الذي دفع روسيا إلى التدخل في سوريا هو الإبقاء على حليفها العسكري لكن يبدو أن للتدخل ثماراً أهم وأكبر من تجربة آلاتها العسكرية على المدن السورية وقتل المدنيين وسط صمت دولي مذل، إضافة إلى صرف النظر عن احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم الاوكرانية وسط عجز أوروبا عن تحريرها من يد الروس. حتى وإن انتهى المشهد بسحب الروس لطائراتهم العسكرية فمازالت السفن الروسية جاهزة لتنفيذ ضربات عسكرية وطائراتها التي توجد في القاعدة العسكرية رهن إشارة الرئيس بوتين لشن غارات جوية تطال العباد والبلاد. إن مجلس الأمن هو أول المسؤولين عما حدث ويحدث في سوريا وعن تشريد الملايين وسط رفض أوروبا استقبال المهاجرين منهم. أسأل الله الكريم أن ينصر المناضلين في سوريا على الطاغية بشار وأعوانه.

المصدر: الشرق القطرية الكاتب: سعد الهديفي
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ