جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 29-02-2016
جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 29-02-2016
● جولة في الصحافة ٢٩ فبراير ٢٠١٦

جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 29-02-2016

•نشر الكاتب السوري عماد مفرح مصطفى أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي هي محاولة للضغط على الأطراف المتنازعة للقبول بالتفاهمات الروسية ـ الأمريكية، المعلنة وغير المعلنة، حول الأزمة السورية، وهي لا تدل على تبدل في السياسة الأمريكية المرتبكة حول الملف السوري، تلك السياسة التي تفضل الانكفاء على الانخراط الفعلي. فواشنطن غير مهيأة لدفع أكلاف "سيناريو التقسيم"، خاصة وأنها مقبلة على انتخابات رئاسية، والإدارة الحالية ليست معنية بالدخول في مغامرات سياسية وعسكرية، قد تنعكس سلبا على حظوظ "الحزب الديمقراطي" في الانتخابات القادمة، صحيح أن بعض التيارات الغربية تطمح إلى رؤية كامل المنطقة مقسمة على أسس هوياتية ضيقة، لكن واقع المصالح الغربية يقول غير ذلك، والدليل أن الحرب الغربية على "الإرهاب" وبالتحديد على "تنظيم الدولة الإسلامية"، تهدف في جزئية منها، إلى إعادة الاعتبار لحدود الدول السابقة والحفاظ على الكيانات الموجودة، ذلك أن تلك الحدود هي الضامنة الرئيسية للمصالح الغربية،وواقع الحال، سوريا الأن وبدافع الحرب والاقتتال، ليست موحدة، وهي بحاجة إلى حل سياسي يضمن لكافة المكونات السورية حياة كريمة ونظام سياسي عادل. حل سياسي، يمكن من خلاله تحييد البعد الطائفي عن النزاع المسلح، وإظهار الفرق الجوهري بين "الطائفية" كنهج سياسي لا بد من نبذه ومحاربته، وبين "الطائفة" كمجموعة بشرية، وظاهرة اجتماعية وثقافية تستوجب الدعم والمساندة والحقيقة، إنه ثمة بعد طائفي في الصراع الحالي، ناتج عن عدة اعتبارات، ولعل أهمها، ممارسات النظام الطائفية وانتهاجه للعنف باسم مجموعة أهلية "العلويين"، في مواجهة مطالب الثورة المحقة، التي افترض النظام بأنها "سنية"، وعليه تحول البعد الطائفي إلى عامل دافع لاستمرار الصراع، وباتت سياسة الاستثمار في الوعي الطائفي جزءا من استراتيجية أغلب الأطراف السورية المتصارعة، أملا في الحصول على المزيد من الدعم المادي والبشري. وهو ما تلقفته "إيران" بجعل هذا البعد أساس الصراع السياسي، لأنها رأت فيه العامل المشترك، والرابطة التي يمكن من خلالها بناء تحالفات مع الداخل السوري،و لكن رغم كل المأساة السورية، يبقى السؤال الأهم، هل يرتبط حل الأزمة السورية وتحقيق مطالب السوريين بتقسيم وطنهم وتفتيت كيانهم الحضاري، أم بتغيير نظام حكمهم الذي جعل من غالبية المجتمع السوري يعيش تحت خط الفقر والموت والعوز والتشرد..؟


•قال الكاتب والإعلامي السوري حسين عبد العزيز أنه منذ نحو سنتين درج الحديث كثيرا عن تقسيم سوريا أو الحديث عن ما بات يعرف بسوريا المفيدة التي قد تتحول بفعل الأمر الواقع إلى كيان جغرافي ـ سياسي مستقل،و حقيقة الأمر أن التقسيم بهذا المعنى في سوريا يبدو مستحيلا لأسباب داخلية وأخرى خارجية، وتصريح جون كيري أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، لا يعني أن سوريا أصبحت قاب قوسين أو أدنى من التقسيم السياسي، وإنما القصد منه أن استمرار المعارك أكثر من ذلك سيؤدي إلى تقسيم مواقع القوى في عدة مناطق جغرافية مثل الأكراد في الشمال الغربي والشمال الشرقي، والنظام في الساحل ودمشق ومحيطها والمعارضة في إدلب ومناطق أخرى، وداعش في دير الزور والرقة، لكن هذا التقسيم لا يمكن أن يتحول إلى تقسيم سياسي يؤسس لكيانات ودول جديدة على أنقاض الدولة السورية، لأسباب عدة:
1ـ لا يوجد في سوريا كتل جغرافية ذات لون طائفي موحد باستثناء السنة، فالطوائف منتشرة فيما بينها، ففي الساحل السنة والعلويون والمرشديون والمسيحيون متواجدون جنبا إلى جنب، وحتى في الشمال السوري وعلى الرغم من تزايد القوة الكردية، إلا أن الواقع الديمغرافي لا يسمح بسيطرة كردية صافية ولا سيطرة عربية صافية، وفي الجنوب وتحديدا في السويداء لا يملك الدروز أية مقومات داخلية وخارجية للانفصال.
2ـ حتى لو فكر النظام بجعل جبال العلويين دولة له، فهناك عائقين يمنعان ذلك، الأول، أن هذه الدولة المفترضة لا تمتلك مقومات البقاء، حيث ستكون محاصرة من السنة، وثانيا أن مثل هذه الدول ستقوض الفكرة التي طالما استند عليها النظام للبقاء طوال أربعة عقود (الوحدة الوطنية كضرورة للوحدة القومية).
3ـ فكرة التقسيم فكرة مرفوضة على المستويين الإقليمي والدولي، لأن تقسيم سوريا بهذا المعنى سيفجر المنطقة: تركيا لا تتحمل وجود إقليمين كرديين مستقلين واحد في العراق والآخر في سوريا، ولبنان لا يحتمل وجود دولة أو كيان علوي على حدوده الشمالية والشمالية الشرقية، والعراق لا يحتمل كيان كردي يكون امتدادا لإقليم كردستان في وقت لا يقبل أيضا نشوء كيان إسلامي متطرف على حدوده الغربية.
4ـ بناء على ذلك، وخوفا من أن تؤدي هذه الخطوة إن تمت إلى تشجيع الأقليات الأخرى على المطالبة بحكم ذاتي، رفضت واشنطن منذ بداية الأزمة إسقاط النظام عسكريا، خوفا من أي يؤدي ذلك إلى انهيار الدولة ونشوء حرب أهلية تنتهي إلى تقسيم جغرافي للبلاد.


•أعتبرت صحيفة "الشرق" إنة بخرقهِ الهدنةَ في سوريا بمجرَّد سريانها؛ يُثبِت نظام بشار الأسد مُجدَّداً للعالم أنه ليس أهلاً لأن يكون جزءًا من أي حل أو مشاركاً في أي حوار يمهِّد للانتقال السياسي، ورأت إن هذا النظام لا يمكن أن يكون جزءًا من سوريا المستقبل، فهو فاقدٌ أيَّ مشروعية وأيَّ قدرٍ من المسؤولية وأقلُّ ما يوصف به أنه إرهابي مارق، الهدنة التي توافقت عليها واشنطن وموسكو مؤخراً وتبنَّاها مجلس الأمن الدولي مساء الجمعة لم تصمد أمام طيران ومدفعية قوات الأسد.

•يرى مهند مبيضين في الرأي الأردنية أن اتفاق الهدنة هو "نجاح لروسيا وليس للأسد"، معللا أن "الروس يدركون أن المقايضة قد تبدو ممكنة كي تقايض أوروبا بالأسد لفك العقوبات الأوروبية واستعادة العلاقات التجارية معها؟"، ويضيف الكاتب: "الروس يتصرفون في المسألة بحسابات دقيقة، التوافق الغربي نضج، الأتراك لم يصلوا لأحلامهم، وإيران منشغله الآن بانتخاباتها ولا تريد الصدام مع روسيا، والأسد متروك فقط للكلام والتصريحات، فيما بوتين هو الممسك بزمام الأمور".


•يشكك خير الله خير الله في صحيفة الرأي الكويتية في مدى فاعلية الاتفاق، الذي يصفه بـ"غطاء لمتابعة الحرب التي يتعرض لها الشعب السوري منذ قرر قبل خمس سنوات استعادة بعض كرامته"،ويضيف الكاتب: "عندما يسمح الاتفاق بالاستمرار في شن الهجمات على داعش والنصرة، متجاهلا النظام الذي يذبح شعبه والميليشيات المذهبية اللبنانية والعراقية والأفغانية والخبراء الإيرانيين، معنى ذلك بكل بساطة أنّ الإدارة الأمريكية قررت السماح لروسيا وإيران والميليشيات التابعة للنظام بمتابعة هجماتها على السوريين.


•شددت صحيفة البيان الإماراتية على أن الاتفاق هو "فرصة لن تتكرر" وأن "أي خرق لهذه الهدنة أو إفشال لها سيؤدي إلى اختطاف كل المنطقة نحو تداعيات خطرة جداً، في ظل استمرار نزيف دم الشعب السوري ودخول سوريا العام الخامس لهذه الفوضى العارمة التي أدت إلى تدميرها بشكل شبه كامل"، وتضيف افتتاحية الصحيفة "في ظل التطلعات بأن تنجح هذه الهدنة فإن ما بعدها، في حال نجاحها، هو الأكثر حساسية وأهمية، خصوصاً مع الحاجة إلى تنازلات فعلية من النظام السوري من أجل المصالحة، ووجود ملايين السوريين الذين تم تشريدهم داخل سوريا وخارجها، ومع كل هذا البدء بعملية سياسية يرضى عنها كل الفرقاء".

مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ