جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 14-03-2016
جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 14-03-2016
● جولة في الصحافة ١٤ مارس ٢٠١٦

جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 14-03-2016

•نقلت صحيفة واشنطن بوست عن معارضين "معتدلين" مقيمين في بلدة غازي عنتاب التركية أقوالا بأن الاحتجاجات الأولى ضد النظام السوري ربيع 2011 كانت سلمية وكانت أعداد المحتجين تتزايد يوميا قبل أن ينضم إليها "الإسلاميون المتطرفون" الذين أطلقتهم السلطة بالآلاف من سجونها بموجب عفو أصدره الرئيس بشار الأسد،"واشنطن بوست:كثير من السوريين والمراقبين رأوا في وقت مبكر أن الإفراج عن "المتطرفين" يمكن أن يكون مقصودا لتحويل الثورة من سلمية إلى "عنيفة" لإقناع المجتمع الدولي بأن النظام أفضل الشرين"،وأضاف هؤلاء المعارضون أن النظام السوري كان ينفذ حملات اعتقالات واسعة ضدهم بالتزامن مع إطلاقه تلك الأعداد من "المتطرفين"،وقال التقرير إن كثيرا من السوريين والمراقبين رأوا في وقت مبكر أن الإفراج عن "المتطرفين" يمكن أن يكون مقصودا لتحويل الثورة من سلمية إلى "عنيفة" لإقناع المجتمع الدولي بأن النظام أفضل الشرين،ونسب التقرير إلى السفير الأميركي آنذاك لدى سوريا روبرت فورد قوله "الأمر يتعلق بالأرقام، لقد أفرج الأسد عن كثير من السجناء الإسلاميين في 2011"، مضيفا أن النظام كان على علم بأن هؤلاء المفرج عنهم سينضمون إلى الاحتجاجات ويرجح أنهم سيرتكبون أعمال عنف يستطيع استغلالها ليبرر عنفه ضد الاحتجاجات "لكنني لا أعتقد أن النظام كان يتوقع بروز جبهة النصرة ولا تنظيم الدولة الإسلامية ونموهما إلى حجمهما الحالي"،وأشار التقرير إلى أن تغيّر ميزان القوى وسط المحتجين لصالح "الإسلاميين المتطرفين" حدث عندما حمل المحتجون السلاح أولا ليدافعوا عن المحتجين السلميين ويردوا عنهم رصاص النظام، وثانيا لشن حرب صريحة، الأمر الذي شجع تدفق الأموال من تركيا والخليج لشراء السلاح "الذي كان يذهب معظمه إلى الإخوان المسلمين"، وبعد فترة قصيرة ظهرت "التنظيمات الأكثر تطرفا"،وقال السفير فورد إن الثوار الأوائل مرروا لعبة النظام بسماحهم بصعود "المتطرفين" وتسهيلهم بروز تنظيم الدولة "ولم يعوا لعبة النظام إلا في عام 2014، كما أنهم لا يزالون ينسقون مع جبهة النصرة"،ويقول "المعارضون المعتدلون" إن اي خيار آخر لم يكن متوفرا لديهم، فالولايات المتحدة تلكأت في الوفاء بوعودها بالدعم، وإنهم شعروا بأنهم في حاجة لأي مساعدة يحصلون عليها لمواجهة النظام الذي بدأ باستخدام الرصاص، ثم الغارات، ثم الصواريخ البالستية والأسلحة الكيميائية.

•نشرت صحيفة نيورك تايمز تقريرا عن التهدئة الحالية ووصفتها بأنها جزئية وقالت إنها أثبتت أنها أكثر إيجابية وصمودا مما كان يُتوقع وأنها خففت العنف كثيرا منذ أن بدأت في 27 فبراير/شباط الماضي،وأضافت أن المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا يشعر بالارتياح حيال نتائج التهدئة بما يكفي لعقد جولة جديدة من المحادثات بين النظام والمعارضة التي ستبدأ غدا قبل يوم واحد من الذكرى السنوية الخامسة لقيام الثورة السورية،وقالت إنه رغم استمرار الغارات والقصف يوميا، فإن حصيلة القتل ومستوى الخوف انخفضا كثيرا، وإن دي ميستورا قال الأسبوع الماضي إن وقف إطلاق النار الذي خُطط له ليستمر أسبوعين من الممكن أن يستمر إلى أجل غير محدد،وكتبت أيضا عن الاحتجاجات التي نُظمت خلال الهدنة وعن مؤشرات جديدة على ضغوط تمارسها روسيا على الأسد والضغوط العسكرية الكبيرة التي يتعرض لها تنظيم الدولة في سوريا.


•روت صحيفة "الغارديان" البريطانية، قصة 10 أشقاء سوريين قاتلوا مع ثوار المعارضة، وتفاصيل مثيرة بعد انضمامهم إلى الكتائب المقاتلة ضد نظام بشار الأسد، إلا أنها قالت إن حكايتهم انتهت بأنهم "أصبحوا مخدوعين ومتفرقين"،وبحسب تقرير الصحيفة الذي ترجمته "عربي21"، فقد كانت بداية هؤلاء الأشقاء من محافظة إدلب، إذ سارعوا هناك للانضمام إلى الفصائل العسكرية التي شكلها الثوار في سوريا، للإطاحة بالنظام السوري، "مندفعين بالحماسة التي شهدتها بدايات الثورة، وقناعتهم بأنها الطريق لإزاحة النظام، وإعادة تشكيل الدولة السورية".
وقالت إنهم كانوا يعتقدون حينها بأن الإطاحة بالأسد ستؤدي إلى إعادة تقويم السلطة في سوريا، تتويجا للتيار الشعبي الذي خرج في بداية الثورة السورية، الذي كان واضحا في شوارع درعا في أوائل عام 2011،وتابعت بأن الأمور بالنسبة للأشقاء العشرة "كانت أكثر بساطة في ذلك الوقت، إلا أن تطورات الأزمة السورية جعلتهم لا يعرفون جيدا العدو من الصديق"، معتبرة أن هذه كانت الانعطافة الرئيسة للوضع في سوريا، بعدما تحولت الثورة عن طريقها بدخول تنظيم الدولة إلى الساحة، ثم دخول روسيا، ووفقا للصحيفة فقد تسللت خيبة الأمل ببطء إلى الأشقاء، وكان ذلك بسبب عوامل عدة. وبدأ ذلك مع إدراك أن خطوط الجبهة التي كانت قد ظهرت بدأت هشة وديناميكية في وقت مبكر من عام 2013، لتصبح بعد ذلك راكدة في وقت لاحق من ذلك العام.
وأوردت "الغارديان" أن الأشقاء توجهوا بعد ذلك إلى حلب ثاني أكبر مدن سوريا، ومركزها التجاري، للانضمام للفصائل الثورية المقاتلة هناك، ثم تحوّل بهم الأمر تدريجيا إلى أماكن شتى، بعدما شعروا بخيبة الأمل،ونقلت الصحيفة عن أحدهم ويدعى رضا، حديثه عن موقف تعرّض له بصحبة خمسة من أشقائه، حين اعتقلتهم مجموعة مسلحة، وأخذت منهم أسلحتهم الشخصية، وكان يبدو أنهم سيقدمون على عمل شيء ما بشكل عنيف، لكنهم تراجعوا بعدما تأكدوا من هويتهم، وأنهم من إدلب، وأن لهم الكثير من الأشقاء وأبناء العمومة القادرين على الثأر، فتركوهم يرحلون.
وسردت الصحيفة ما وصل إليه حال الأشقاء في محطة رحلتهم الأخيرة؛ أنه بقي منهم ثلاثة أشقاء فقط على الساحة السورية حتى الآن، وذلك بعد مرور خمس سنوات على انطلاقة الثورة.
وأوضحت أن اثنين منهم يعملان في مركز طبي ميداني، والثالث يقاتل على إحدى الجبهات مع فصائل الثورة، بينما قتل أحدهم.. أما الستة الباقون، فنزحوا إلى أماكن مختلفة، ومنهم رضا الذي تحوّل إلى لاجئ في ألمانيا،ونقلت الصحيفة كذلك عن رأفت، وهو أحد الأشقاء العشرة، قوله إنه لا يزال في حلب، لكنه فقد أمله في أن يرى أهداف الحرب قد تحققت، مضيفا أنه "بات من الصعب جدا الآن أن نرى ذلك.. خصوصا منذ تدخل الروس" في سوريا.


•نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا حول مساعي الأكراد لإقامة نظام فيدرالي في سوريا بدعم روسي، وقال إن الولايات المتحدة ربما تساند هذا السيناريو بشكل سري أو غير مباشر، في ظل رفض من تركيا وفصائل المعارضة السورية الذين يخشون أن تكون الفيدرالية تمهيدا للتقسيم،وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن مصادر كردية ومراقبين سياسيين؛ أجمعوا على أن بشار الأسد وحلفاءه الروس أصبحوا أقرب من أي وقت مضى لقبول حل الحكم الذاتي للأكراد. وقد دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يوم الجمعة الماضي الأمم المتحدة إلى إشراك الأكراد في المفاوضات القادمة، في إشارة إلى التطور الذي شهدته العلاقة بين روسيا والأكراد،وأضاف التقرير أن واشنطن لا تزال تتمسك بشكل رسمي برفض فكرة الفيدرالية في سوريا، ولكنها في مواجهة تغير الأوضاع الميدانية وتطور مواقف موسكو والنظام السوري؛ ويقول بعض المحللين إنها قد تنظر في هذه الفكرة،وأشار التقرير إلى أن هذه الفكرة ليست جديدة، حيث إن موسكو تفكر فيها منذ مدة، بهدف الحد من النفوذ التركي في شمال سوريا. ونقل في هذا السياق تصريح إدريس نعسان، المسؤول الكردي في منطقة عين العرب (كوباني)، الذي قال: "إن النظام السوري يعلم جيدا أنه لم يعد بإمكانه استعادة كامل سوريا، ولهذا فهو مستعد لقبول حل الفيدرالية، كما أن الأكراد أيضا يحاربون لهذا الهدف، حيث يريدون إدارة بلداتهم ومدنهم ذاتيا، ولذلك سيكونون في صف الأسد"، وقال نعسان: "إن الرغبة الروسية في مساعدة الأكراد ظهرت من خلال سلسلة الغارات الجوية التي قام الطيران الروسي بشنها لتوفير الغطاء الجوي لتقدمهم على الأرض، والهدف الحقيقي لروسيا من هذه العملية كان إضعاف النفوذ التركي في سوريا. كما أن روسيا تعرف جيدا أن تعطيل الدور التركي في سوريا يعني إضعاف فصائل المعارضة وتقوية نظام بشار الأسد، وهي تريد أيضا من خلال هذا التوجه لعب دور مستقبلي في الإقليم الكردي، جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة"، وأشار التقرير إلى أن التوتر بين موسكو وأنقرة بدأ بسبب تعارض المواقف من الحرب في سوريا، إلا أن العلاقات بينهما شهدت تدهورا حادا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عندما قام سلاح الجو التركي بإسقاط طائرة "سوخوي 24" روسية، بعد أن اخترقت الأجواء التركية. ومنذ ذلك الوقت أصبح المسؤولون الروس ووسائل الإعلام لا يخفون دعمهم لأكراد سوريا وتركيا ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،وأورد التقرير في هذا السياق أن تطور العلاقات بين روسيا والأكراد تمت ترجمته في شهر شباط/ فبراير الماضي، من خلال افتتاح تمثيلية دبلوماسية كردية في موسكو، في خطوة غير مسبوقة تهدف من خلالها روسيا لبناء علاقات قوية مع الأكراد لمرحلة ما بعد الحرب،وذكر التقرير أن موقف واشنطن من هذه المسألة قد يكون بصدد التغيير، حيث إن الولايات المتحدة في العلن لا تزال تعارض بشدة فكرة منطقة حكم ذاتي للأكراد، إلا أن مسؤولين أكرادا يؤكدون أن هنالك دعما أمريكيا سريا لاتفاق سوري على نوع من الفيدرالية، تقسم بموجبه البلاد إلى ثلاث مناطق، للعلويين والأكراد والسنة،ونقل التقرير في هذا السياق موقف السفير الأمريكي السابق في سوريا، روبرت فورد، الذي قال: "إن الأولوية بالنسبة للولايات المتحدة هي جعل الحكومة المركزية في دمشق قوية بما يكفي لمواجهة المجموعات المسلحة الناشطة في البلاد". كما أكد أن "الولايات المتحدة ليست ضد الفيدرالية وليست في الوقت نفسه مع هذه الفكرة، وكل ما يهمها هو أن تكون الحكومة في دمشق قادرة على مواجهة تنظيم الدولة وجبهة النصرة"،ونقل التقرير رأي نيكولاس هيراس، الباحث في المركز الأمريكي للدراسات الأمنية، الذي أكد "أن الولايات المتحدة لا تريد أن تظهر كأنها تساند حل تقسيم سوريا، ولذلك فهي تقول إنها ضد التقسيم، إلا أن الفيدرالية لا تعني تقسيما، بل هي تحافظ على قدر من السلطة للعاصمة دمشق، وفي المستقبل المنظور يبدو أن الأسد هو الذي يسيطر على العاصمة"،وأشار التقرير إلى أن منظمة الأمم المتحدة أيضا بصدد النظر في هذا الاقتراح، حيث إن مبعوثها الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستوار، ناقش مسألة الفيدرالية مع المعارضة السورية خلال مباحثات جنيف الأخيرة، إلا أن المعارضة رفضت كل مقترحاته وشددت على أن سوريا يجب أن تظل دولة موحدة ذات حكم مركزي،واعتبر التقرير أن فكرة الفيدرالية هناك ما يدعمها على الأرض، حيث إن الأكراد حققوا تقدما ميدانيا هاما في الفترة الأخيرة على حساب مناطق سيطرة تنظيم الدولة، بدعم روسي أمريكي كبير، إلا أن الفصائل الكردية لا تزال غير قادرة على التوحد على كلمة واحدة، إذ أن المجلس الوطني الكردي المدعوم من مسعود برزاني يفضل العمل مع المعارضة السورية في جنيف، بينما تم إقصاء حزب الاتحاد الديمقراطي من هذه المحادثات بطلب من تركيا،كما أن هنالك اتهامات متبادلة بين الطرفين، حيث يوجه المجلس الوطني الكردي اتهامات لحزب الاتحاد الديمقراطي بالعمل مع الحكومة السورية، فيما يتهم الثاني الأول بالعمل مع تركيا التي ترفض فكرة الحكم الذاتي للأكراد في سوريا،وفي المقابل أشار التقرير إلى أن فكرة الفيدرالية في سوريا تلقى معارضة كبيرة من تركيا وفصائل المعارضة المدعومة من السعودية. ونقل عن نيكولاس هيراس قوله: "إن تركيا تخشى من ظهور دولة كردية في شمال سوريا، ولهذا فهي ترفض بشكل قطعي فكرة الفيدرالية؛ لأن هذا سيمكن حزب العمال الكردستاني المصنف كتنظيم إرهابي من أن تكون له قواعد خلفية لشن هجماته على تركيا"وختاما؛ أشار التقرير إلى إمكانية إيجاد حل وسط لتأليف هذه المواقف المتعارضة والاتفاق على الفيدرالية في سوريا، حيث إن بشار الأسد يمكنه أن يقنع تركيا بقبول هذا الحل إذا وعدها بالوقوف معها ضد حزب العمال الكردستاني، رغم أن هذا يبقى في الوقت الحاضر مستبعدا في ظل سيطرة روسيا على القرار السوري وتدهور علاقاتها مع تركيا.


•قال الكاتب السياسي الفلسطيني ماجد كيالي أنه لا يجدر بالمعارضة السورية أن تقف عند حدود الحديث عن الرغبات أو الأمنيات فقط، ولا أن تقول ما ترفضه، أو ما يمكن أن تقبله فحسب، وكأنها في كل ذلك قامت بما عليها أو ما هو مفترض منها،هكذا ينتظر من هذه المعارضة، بعد خمسة أعوام من الثورة، أن تقف إزاء ذاتها، لمراجعة ونقد مسيرتها وأشكال عملها وخطاباتها، وبالخصوص أن تكاشف شعبها بما تقوم به، في مواجهة التحديات والتعقيدات التي تواجهها ثورة السوريين. مثلاً، مطلوب منها أن توضّح ما تفعله من أجل بناء كياناتها السياسية والعسكرية؟ وهل تفعل ذلك بالطريقة الصحيحة؟ ما تفعله من أجل تنظيم أو إدارة “مجتمعات” السوريين في الداخل والخارج؟ وما تفعله من أجل بناء نماذج أفضل للسلطة في ما يعتبر “مناطق محررة”؟ وأيضاً ما الذي تفعله من أجل استعادة الثورة لبعدها الشعبي ولخطاباتها المتعلقة بالحرية والكرامة والعدالة والتغيير الديمقراطي؟ وما الذي تفعله من أجل تعزيز مكانة السوريين وفرض حقوقهم ورؤيتهم في أي تصور لبناء سوريا المستقبل، بحيث تكون سوريا لكل السوريين بكل أطيافهم ومكوناتهم من ذلك يمكن الاستنتاج بأن المعارضة ليست مجرد صورة أو صوت أو بيان في الفضائيات، وأن ثورة السوريين مازالت تواجه التحدي الأهم المتعلق بإيجاد كيان سياسي يمثل السوريين وثورتهم، ويعبر عنهم،وهذه الأيام ثمة مساران يمكن للمعارضة السورية أن تستفيد من معطياتهما. الأول يتمثل في عودة الروح إلى مجتمع السوريين في كافة أنحاء سوريا، واستعادة ثورتهم لطابعها الشعبي والسلمي، وهو ما يمكن تبيّنه من المظاهرات التي اندلعت يومي الجمعة الماضيين، بعد تراجع حدة القصف الجوي، نتيجة فعاليات الهدنة، ما يؤكد أن هذه الثورة في جوهرها هي شعبية وسلمية، وأن التوجه لحمل السلاح لم يكن خياراً، وإنما جاء نتيجة دافعين، أولهما، انتهاج النظام لأقصى العنف، وثانيهما، التدخلات الخارجية المضرة. هذا يفيد بأن على المعارضة أن تستثمر في هذا الاتجاه وأن تشتغل على تطويره، وضمنه أن تشتغل على توضيح ذاتها باستعادة خطاباتها الأولى، كثورة من أجل الحرية والكرامة والعدالة والتغيير الديمقراطي،أما المسار الثاني فيتعلق بالمفاوضات الجارية في جنيف، خاصة أن المبعوث الدولي، ستافان دي مستورا، أكد بوضوح أنها ستركّز على الحوكمة وصوغ الدستور، وصولاً إلى تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية، وأن الملف الإنساني؛ وقف القتال ورفع الحصار، بات محسوماً (طبعا تتبقىّ مسألة الإفراج عن المعتقلين) وأنه لا يوجد مدى زمني لوقف إطلاق النار، وأن المهم تحقيق الانتقال السياسي، وهذا كلام مهم جداً، ولا سيما مع تأكيد ديمستورا أن المفاوضات تجري وفقا لإعلان جنيف 2012. ويستنتج من ذلك أن المفاوضات هي مرحلة مهمة في الصراع السوري، ويمكن أن تفيد بتعزيز الكيان السياسي للمعارضة، عند السوريين، وفي العالم، كما يمكن أن تفيد بالتعويض عن الخلل في موازين القوى، عبر تجنّب الصراع المسلح الدامي والمدمر، والذي لا يفيد إلا النظام وحلفاءه، لأنهم من يملك الطيران والمدفعية والصواريخ وقوة النيران،الآن من الواضح ومع دخول الثورة السورية عامها السادس، إن هذه الثورة التي تعتبر الأكثر كلفة بين ثورات الربيع العربي، لم تبق على براءتها الأولى، كثورة شعب ضد نظام تأسس على الاستبداد والفساد، إذ تواجدت طبقات أخرى،أولها؛ إدخال أطراف خارجية على خط الصراع، أي إيران وميليشياتها اللبنانية والعراقية،وثانيها؛ دخول أطراف عربية وإقليمية على الخط، للسيطرة على الثورة والتحكم بتداعياتها، بحيث بتنا أيضا إزاء صراع إقليمي على سوريا،وثالثها؛ الناجم عن الطبقتين المذكورتين بظهور الجماعات الإسلامية المتطرفة المحسوبة على “القاعدة” وأخواتها، أي جبهة النصرة وبعدها داعش، وهذه طبقة تم تصنيعها، ولكنها مع الزمن اكتسبت ديناميتها الخاصة،وطبعا ثمة طبقة رابعة؛ دخول الولايات المتحدة وروسيا على الخط مع اختلاف أجندة كل منهما. على ذلك فإن المشكلة هي أن هذه الطبقات باتت تخنق الطبقة الأولى أي الثورة السورية وتضعف صدقيتها أو شرعيتها، ما يعني أن مهمة المعارضة هي استنهاض هذه الطبقة من الصراع.

المصدر: شبكة شام الكاتب: شبكة شام
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ