ما لا يعلمه الكثير عن الواقع الصحي في المناطق المحاصرة
ما لا يعلمه الكثير عن الواقع الصحي في المناطق المحاصرة
● تقارير إنسانية ١١ ديسمبر ٢٠١٤

ما لا يعلمه الكثير عن الواقع الصحي في المناطق المحاصرة


لم يترك نظام الأسد فرصة في إلحاق الأذى بالشعب السوري ومحاولة إسكاته عن الهتاف ضد الإستبداد الذي يمارسه على المواطنين منذ تولي حافظ الأسد الحكم في سوريا ، فسياسة الأب الإجرامية انتقلت للإبن والتي ظهرت على حقيقتها خلال الثورة على نظامه .
الجدير بالذكر أن الأسد استخدم قوته العسكرية بمواجهة صدور أبناء البلد العارية ، وبدء بالاستهداف المستمر والممنهج ضد الشعب السوري بالدبابات والأسلحة الآلية ، وبعد تحرير الغوطة من نظام الأسد باتت الغوطة رقعة استهداف مستمرة بالطيران الحربي وراجمات الصواريخ والمدافع .
تأثر الواقع الطبي بشكل مباشر بالحصار حيث منعت المواد الطبية من الدخول إلى المناطق المحاصرة بل وحتى ملاحقة من يدخل تلك المواد سراً إليها ، هذا ما أدى لاستنفاذ المستودعات الحاوية للمواد الطبية بالغوطة ، فقد ظهرت الحاجة لأبسط المواد دون القدرة على ادخالها لا سيما مع تزايد وتيرة القصف .
النقص الحاد في الأدوية وأدوات الجراحة لم يكن وليد يوم أو يومين إنما كان متزايداً طيلة فترة الحصار وبحسب الطبيب فادي أحد أطباء المكتب الطبي الموحد في مدينة دوما فإن عدداً كبيراً يتوافد كل يوم على المراكز الطبية لاجراء الاسعاف الاولي الذي يتطلب بشكل أساسي أكياس الدم والسيرومات وقد أوضح الطبيب فادي أن المكتب الطبي استعاض عن مادة "سترات" الموجودة بأكياس الدم النظامية بمادة "الهبارين" التي وضعت بأكياس عقيمة لمنع الدم من التخثر كما أن لهذه المادة تأثيراً على الجرحى بسبب تميع الدم بعد نقله للمصاب مما يزيد في نسبة النزف ، أما السيرومات فقد تم انتاج سيرومات ملحية في الغوطة لكن فعالتها تقل عن الأساسي من ناحية تعويض السوائل لدى المصاب والعقامة والعبوة .
ومن ناحية أخرى معاناة ثانية في غرف العمليات فقد اشتكى الطبيب أبو عدنان من النقص الحاد في خيطان الجراحة لا سيما خيطان الأوعية التي لها دور كبير في إنقاذ الأطراف من البتور عند الإصابات الوعائية .
وبحسب الطبيب أبو عدنان فإن حالف الحظ أحد المصابين أثناء إجراء عمليته وتوفرت المواد اللازمة لها فقد يمضي أسابيع بالبحث عن أدوية الالتهاب النوعية خاصة في حالات الجروح الكبيرة المفتوحة ذات النسج المتهتكة والملوثة ، هذا ما اضطر الأطباء لإعطاء أدوية منتهية الصلاحية أو أقل كفاءة من المنتج الأصلي أو حتى الأدوية البيطرية مما زاد في نسب النكس والاختلاطات في العمليات ، لم يتوقف الأمر على ذلك بل أصبح من النادر الحصول على أدوية للمرضى المزمنين المصابين بأمراض الضغط والسكر والربو والدم ، فمرضى الربو المحتاجين لبخاخات توسيع القصبات الصدرية والمنتشرة عند الأطفال بكثرة تم استبدالها بجلسات في النقطة الطبية ليوم أو أكثر وتزويد المريض بالأكسجين اللازم والرعاية ما أدى لاستنزاف الكادر الطبي والمواد الطبية والمحروقات بشكل مستمر .
السجن الكبير الذي يحوي أكثر من آلاف المحاصرين والذي تنهشه آلة الحصار شيئا فشيئا فإما جرحى يسبحون بدمائهم إثر القصف وإما أمراض وأوبئة تتجدد باستمرار نتيجة عدم توفر مواد التعقيم اللازمة .

 

المصدر: شبكة شام الكاتب: حسان تقي الدين
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ