في اليوم العالمي للطفل انتهاكات يومية بحق الأطفال في سوريا
في اليوم العالمي للطفل انتهاكات يومية بحق الأطفال في سوريا
● تقارير إنسانية ٢١ نوفمبر ٢٠١٤

في اليوم العالمي للطفل انتهاكات يومية بحق الأطفال في سوريا

 

تنويه

يصادف اليوم العشرون من شهر تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام (اليوم العالمي للطفل) وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة إعان حقوق الطفل في العام 1959 واتفاقية حقوق الطفل في العام 1989 . ومنذ ذلك التاريخ تشجّع الأمم المتحدة الدول الأعضاء على التصديق على اتفاقية حقوق الطفل وبروتوكولاتها الثلاثة الاختيارية بما تمثّله من وثيقة هامّة تضمن حماية الطفل من أي إيذاء أو سوء معاملة في جميع أنحاء العالم، وقد سبق هذه الاتفاقيات –في مجال توفير رعاية خاصّة للطفل- إعلان جنيف لحقوق الطفل في العام 1924 .

ويعتبر التوقيع و المصادقة أو الانضمام إلى هذه الاتفاقية من قبل الدول الأعضاء موافقة من هذه الدول بالالتزام ببنود الاتفاقية، وقد وقّعت سوريا على هذه الاتفاقية بموجب القانون رقم (8) من العام 1993 الصادر عن رئيس الجمهورية آنذاك، بعد إقراره من قبل مجلس الشعب في جلسته المنعقدة بتاريخ 5- 6-1993 وصدر مرسوم آخر لاحق في العام 2007 يحمل الرقم (12) وكان يقضي بإزالة التحفظ على بقية المواد التي تمّ التحفظ عليها في المرسوم الأول والتي كانت تتعارض يومئذ مع التشريعات العربية السورية النافذة ومبادئ الشريعة الإسامية وخاصة فيما يتعلّق بالمادة التي تتحدث عن حقّ الطفل في حرية الدين.

الانتهاكات بحق الأطفال منذ بدء الثورة السورية:

منذ بدء الاحتجاجات السلمية في سوريا والتي تحولت إلى ثورة عارمة بدأ الاستهداف المنهجي للأطفال على يد قوات النظام بدءاً بالاعتقال التعسفي ومروراً بالاختفاء القسري وانتهاءاً بالقتل تحت التعذيب، وقد رصد مركز توثيق الانتهاكات في سوريا اعتقال أكثر من(1380) طفل وطفلة على يد قوات النظام مازال مئات منهم يقبعون في أقبية أجهزة الأمن، وهذه الأرقام هي التي استطاع المركز من توثيقها وتدقيقها بالاسم، أمّا الأرقام التقديرية فتشير إلى آلاف الحالات الأخرى.

« وقد كان مركز توثيق الانتهاكات في سوريا قد نشر بياناً صحفياً عن عائلة كاملة تمّ اعتقالها من قبل قوات النظام في شهر حزيران من العام الحالي وهم السيدة رشا شربجي وأطفالها الثلاثة أويس ذو الأربع سنوات ومنى ذات السنتين والنصف وفاطمة البتول العبار وعمرها سنة ونصف، إضافة إلى عمتّي الأطفال الثلاثة وهما الآنسة ليلى العبار 34 عام، والآنسة بنان العبار 38 عام، حيث تمّ اعتقالهم تعسفياً من مبنى الهجرة الجوازات بتاريخ 22 - 5- 2014 الكائن في دمشق –حي المرجة- هذا وقد كانت السيدة رشا شربجي «حامل » وقد وردت أخبار مؤكدة لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا أنّها رُزقت بتوأم خلال فترة الاعتقال ومازالت الأم مع أطفالها الخمسة رهن الاحتجاز التعسفي إلى تاريخ كتابة هذا البيان .»

 

 

وقد تعرّض الأطفال أيضاً للقتل المنهجي على يد قوات النظام فقد استطاع مركزنا توثيق سقوط أكثر من (128000) طفل منهم (8770) ذكراً طفلا و(4051) أنثى طفلة توزعوا على جميع المحافظات السورية.

وقد اختلفت أسباب الوفاة إلاّ أنّ النسبة الأكبر كانت بسبب القصف بالمدفعية وقذائف الهاون والدبابات والذي أدّى إلى سقوط  5446 طفلا وطفلة، تاه القصف الجوي بالطيران الحربي حيث بلغ عدد الضحايا من الأطفال  3821  طفلا وطفلة كان من ضمنهم 1479 نتيجة القصف بالبراميل المتفجرة، وقد استطاع المركز توثيق مقتل 1884 نتيجة إطلاق النار كان من بينهم 525 طفلاً تمّ استهدافهم استهدافاُ مباشراً من قبل القناصة، أمّا عدد الأطفال نتيجة حالات الإعدام الميداني فقد بلغ  675 طفلاً وطفلة كان من ضمنهم 239 تم ذبحهم بالسكاكين خال المجازر التي ارتكبت في العديد من الأحياء والمدن التي تعرضت لمجازر جماعية، وقد بلغ عدد الأطفال الذين قضوا أما نتيجة التعذيب أو الأعدام بعد اعتقالهم أكثر من 112 طفلاً معظمهم من الذكور الأطفال من ضمنهم أربع شهيدات من الأطفال الإناث، وبلغ عدد الأطفال نتيجة الحصار المفروض من قبل قوات النظام أونقص التغذية والجوع أو البرد  243  طفلا وطفلة. وبالإضافة إلى قوات النظام فإنّ أطرافاً أخرى منخرطة في الصراع قامت بالعديد من الانتهاكات بحقّ الأطفال وعلى رأسها تنيظم الدولة الأسلامية في العراق والشام «داعش » حيث بلغ عدد الأطفال الذي تمّ قتلهم على يد هذا التنظيم أكثر من 90 طفلاً وطفلة، أمّا بالنسبة لقوات المعارضة المسلّحة فقد استطاع المركز توثيق سقوط  243  طفاً وطفلة قضى العشرات منهم نتيجة القصف العشوائي بقذاه الهاون على المناطق المدنية خاضعة لسيطرة النظام.

 

 

ويتعرّض الأطفال إلى أنواع أخرى من الانتهاكات منها عمليات التجنيد ضمن الكتائب المقاتلة وخاصة فيما يسمّى اللجان الشعبية «الشبيحة » أو «جيش الدفاع الوطني » والتي تقاتل إلى جانب قوات النظام، وأيضاً يقومأطراف أخرى بعمليات التجنيد وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسامية في العراق والشام «داعش » فقد استطاع المركز رصد عدّة معسكرات لتدريب الأطفال ممن هم ما دون سنّ الثامنة عشرة في محافظة الرقة ومدن عديدة في الريف الشمالي لمحافظة حلب، وقد استطاع المركز رصد العديد من حالات تجنيد الأطفال واستعمالهم لغايات عسكرية على يد القوات العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي في المناطق الخاضعة لسيطرته في شمال سوريا وأقصى الشمال الشرقي، وقد استطاع المركز توثيق مقتل (233) طفا مًقاتا مًا دون سن الثامنة العشرة كانوا يقاتلون إلى جانب كتائب معارضة مختلفة.

أمّا بالنسبة لحالات الخطف فقد استطاع المركز توثيق خطف أكثر من (1118) رطفاً وطفلة تمّ خطف العشرات منهم أثناء العمليات العسكرية التي رافقت معركة «تحرير الساحل » على يد قوات المعارضة المسلّحة، وأيضاً استطاع المركز توثيق خطف عشرات الأطفال الآخرين على يد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق كان معظمهم ممن تمّ أخذهم كرهائن في شهر مايو/أيار 2014 من أطفال مدينة عين العرب/ كوباني حيث بلغ عددهم أكثر من (150) طفاً كردياُ، تمّ الإفراج عن العشرات منهم لاحقاً ولكن ما يزال مصير العشرات مجهولا حًتى الآن.

وبالنسبة للأطفال المفقودين فقد استطاع المركز توثيق أكثر من (1970) طفاً وطفلة تم توثيقهم في عداد المفقودين، معظمهم من الذكور الأطفال، وهم ممن فقد الأتصال به على الأراضي السورية ولا يعلم الأهل أيّة معلومات إضافية عنه ولا تتوفر أيّة معلومات تشير إلى مصيره سواء أكان معتقاً أو مخطوفاً أو قضى نحبه أو غير ذلك.

أمّا بالنسبة للضحايا الأطفال نتيجة الهجمات التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية مع حلفاؤها فيما سمّي بالتحالف الدولي ضد «داعش » فقد استطاع المركز توثيق سقوط أكثر من (15) طفل وطفلة نتيجة هذه العمليات العسكرية منذ انطلاقتها في شهر أيلول/سبتمبر 2014.

 

 

يطالب مركز توثيق الانتهاكات في سوريا جميع أطراف النزاع بالانصياع للقوانين الدولية ولا سيما القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي الذي يحكم النزاعات المسلّحة، ويطالب قوات النظام باحترام التزاماتها الدولية تجاه الأطفال فسوريا من بين الدول التي وقعت على اتفاقية حقوق الطفل لعام 1989 فبالإضافة إلى الحماية العامة المكفولة للأطفال من خال هذه الصكوك الدولية المذكورة أولاً فإنّ الأطفال يحظون بالحماية التي توفرها اتفاقية حقوق الطفل وتحديداً في مادتها (138) والتي تتصل مباشرة بحماية الأطفال المتأثرين بالنزاع المسلّح، والتي تنصّ على تعهد الدول الأطراف بأن تحترم قواعد القانون الإنساني الدولي المنطبقة عليها في النزاعات المسلّحة ذات الصلة بالطفل وتطلب من الدول الأعضاء أيضاً ووفقاً لالتزاماتها عينها باتخاذ جميع التدابير الممكنة عملياً بحماية السكان المدنيين وحماية ورعاية الأطفال المتأثرين بالنزاع المسلّح.

 

المصدر: صفحة المركز على الفيس بوك الكاتب: مركز توثيق الانتهاكات في سوريا
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ