وقفة مع الأطفال (حديثي الولادة) في ريف درعا المحرر
وقفة مع الأطفال (حديثي الولادة) في ريف درعا المحرر
● أخبار سورية ٣ مايو ٢٠١٥

وقفة مع الأطفال (حديثي الولادة) في ريف درعا المحرر


 

بعد أكثر من عام ونصف على سيطرة قوات المعارضة السورية على غالبية الريف الشرقي والغربي لمحافظة درعا, مازال  الأهالي يعانون الكثير من المصاعب والمتاعب في مستقبل ومصير أطفالهم المقبلين على الحياة ,كون هذه المناطق خالية من المراكز الطبية المتخصصة بحواضن الأطفال وتأمين الرعاية الطبية لهم, بالإضافة لمراكز التوليد, وخاصة أنهم لا يستطيعون الذهاب إلى المشافي الموجودة في المناطق الخاضعة للنظام تخوفاً من عدة أمور أهمها الإعتقال التعسفي من قبل قوات الأمن عاداك عن خطورة الوضع على الطريق الواصل بين الريف والمدينة بسبب الاشتباكات التي لا تهدأ بين الطرفين منذ زمن.


وبقيت هذه المصاعب مستمرة لفترة طويلة  إلى أن تم إفتتاح بعض المراكز المختصة بعناية الأطفال الرضع إضافة لأجنحة خاصة بالتوليد وتقديم الأدوية الإسعافية لهم, ومن ميزاتها أنها تقدم خدماتها بالمجان دون أي مقابل أو اجر مادي.


وفي زيارة لأحد أهم هذه المراكز في المنطقة الشرقية بدرعا للإطلاع على أهم الخدمات التي يقدمها المركز للأطفال والنساء الحوامل من عناية وأدوية إسعافية وغيرها, وللبحث في تفاصيل وماهية عمل المركز إلتقيت بمدير المركز الطبي المعروف ب(أبو إسلام)وتحدث بما يلي : بدايةً إن المركز يحتوي على (عيادة أطفال ,عيادة نسائية ,قسم للتوليد الطبيعي ,إضافة للعمليات القيصرية ,وقسم يشمل التحاليل الطبية الإسعافية للأطفال المقبولين بالمشفى) ,وتختص العيادة النسائية بمراقبة الحمل عند المرأة منذ بداية الحمل حتى الولادة عن طريق طبيبة نسائية وقابلات قانونية,وعن عدد النساء اللواتي يقمن بعمليات الولادة داخل المركز سواء أكانت طبيعية أم قيصرية توقع مدير المركز أن نسبتهم تتراوح بين 30-40%.


وعن عملية مراقبة الطفل كيف تتم داخل المركز أجاب(أبو إسلام):يتم استقبال الطفل وعرضه بالبداية على أخصائي الأطفال ووضعه بالحاضنة إذا استوجب الأمر ذلك وتقديم الفيتامينات والأدوية اللازمة إلى أن يستقر وضعه ويتم تخريجه بناء على توصية الطبيب,وإن المركز يقدم ما يقارب ال80% من حاجة الطفل الطبية في ظل نقص أمور فائقة الأهمية كالأشعة ومنافس الأوكسجين والأدوية النوعية والعناية المركزة, وحتى في حال وجود منفسة الأوكسجين فإن المركز غير قادر على توريد الأوكسجين عن طريقها, وإن نسبة الوفيات من الأطفال داخل المركز 10%شهريا تقريباً.


ويوجد في المركز عدد لا بأس به من الأطفال الرضع الموضوعين في الحواضن ,إضافة إلى عدد من النساء الحوامل من اجل مراجعة الطبيب النسائي والإطمئنان على وضع الجنين الصحي.


التقيت بوالد أحد الأطفال الموجود داخل المركز واستفسرت منه عن معاملة الأطباء والممرضين داخل المركز وعن الخدمات المقدمة لطفله فكان رده:شعرنا بمعاملة جيدة من قبل جميع عناصر المركز وشاهدنا العناية الفائقة بأطفالنا وبدوري والد احد الأطفال المرضى أشكر جهودهم المبذولة لخدمة وعناية طفلي وعن معاملتهم الطيبة مع المرضى ونتمنى استمرار هذا العمل بنفس الطريقة اللائقة.


وكان من أهم الأسئلة التي طرحتها على مدير المركز عن طبيعة الكوادر العاملة في هذا المركز وما هي طبيعة أعمالهم وكيف يتم تمويلكم فكان جوابه الآتي:أن المركز عبارة عن فريق متكامل يشمل طبيب أطفال وطبيب أسرة وطبيبة نسائية بالإضافة إلى طلاب انتهوا من تعليمهم الجامعي لكنهم لم ينهوا اختصاصهم بعد, وبعض الخبريين والممرضين, وأن هذا الفريق يعمل مقابل اجر مادي رمزي عن طريق دعم يتلقاه المركز من قبل الجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS) ,بالإضافة لأصدقاء المركز من المغتربين والميسورين مادياً من أبناء المحافظة.


وإن طموحات المركز تتجه حالياً لتطوير عمل المركز والمطالبة بمساعدات أكبر من قبل منظمات أخرى لتطوير عمل الأجهزة وزيادة عدد الحواضن وذلك لاستقبال أكبر عدد ممكن من الأطفال والنساء الحوامل, وتأمين الرعاية الطبية اللازمة لهم.


وهناك مخاطر محدقة بالمركز إذ تم استهدافه من قبل قوات النظام  عن طريق المدفعية و عن طريق البراميل المتفجرة التي يلقيها الطيران الحربي عدة مرات على مسافات قريبة من المركز مما تطلب الأمر نقل المركز إلى موقع أكثر أمناً واستقراراً كون هذا النوع من المراكز يحتاج لنوع من الطمئنينة والسكينة.


وبذلك يكون هذا المركز أقوى وأهم مركز متخصص بعناية الأطفال(حديثي الولادة),والنساء الحوامل في المناطق المحررة ,ويبقى الأهالي في هذه المناطق على أمل أن يتم افتتاح مراكز أخرى وأكبر ليتم التعامل مع كافة الحالات المرضية الموجودة في مناطقهم.

المصدر: شبكة شام الكاتب: حسام الحوراني
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ