وفاة "طبيبة الفقراء" ... نشطاء وفعاليات الثورة ينعون الدكتورة "عالية قصاص"
وفاة "طبيبة الفقراء" ... نشطاء وفعاليات الثورة ينعون الدكتورة "عالية قصاص"
● أخبار سورية ١ أغسطس ٢٠٢٠

وفاة "طبيبة الفقراء" ... نشطاء وفعاليات الثورة ينعون الدكتورة "عالية قصاص"

نعى نشطاء وفعاليات مدنية وثورية أول أمس الخميس في يوم عرفة، وفاة الطبيبة السورية "عالية قصاص" المعروفة باسم "طبيبة الفقراء"، لما عرفت من تعاطفها مع المهجرين وخدمتهم دون مقابل، فنالت الصفة بجدارة وفق مايقول زملائها.

الطبيبة "عالية" من أبناء مدينة حلب، متزوجة إلى مدينة سلقين بريف إدلب الغربي، وتقيم فيها منذ عشرات السنين، تولد عام ١٩٥١، كانت تخرجت من كلية الطب عام ١٩٧٤، وأنهت اختصاص أمراض الأطفال وحديثي الولادة عام ١٩٧٩، وفي عام ١٩٨٠ بدأت العمل كطبيبة أطفال بمدينة سلقين بعد زواجها من الصيدلاني "محمد أمين كوسا".

لم تكن مهنة الطبية الإنسانية من باب العيش كما يعلق مقربون منها في حديثهم لشبكة "شام"، بل كانت هذه المهنة للعمل الإنساني، فقد كانت تستقبل المرضى على مدار الساعة، الفقير قبل الغني، فإن كان مقتدراً دفع أجرة المعاينة وإن لم يكن مقتدراً فهو غير مطلوب منه الدفع، حتى أنها كانت تساعده بتأمين الدواء مجاناً.

وكانت "طبيبة الفقراء" من أوائل الأطباء في دفعتها بكلية الطب وكان الناس يثقون بتشخيصها ثقة عمياء فقد كان يقصدها المرضى من كل المناطق ليس فقط لمعالجة أطفالهم بل كانوا يثقون بها ويقصدونها في جميع ما يطرأ بهم.

وبعد اندلاع أحداث الثورة السورية وبدء موجات النزوح إلى الشمال السوري المحرر، كانت الطبيبة أكبر عوناً للمهجّرين وفتحت عيادتها ومنزلها لاستقبال جميع مرضى النازحين من مختلف مناطق سوريا، وكانت في كثير من الأحيان لا تكتف بفحصهم مجاناً بل كانت تقوم بدفع ثمن الدواء وحليب الأطفال لهم وكانت كثيرة الانفاق والمساهمات في مختلف الأعمال الإنسانية مما حقق لها سمعة طيبة واسعة في المناطق المحررة بين أوساط المهجرين وأبناء البلد.

اكتشفت إصابتها بمرض السرطان في مطلع عام ٢٠١٩ في بداية الأمر فضلت عدم العلاج وقضاء ما تبقى من عمرها في خدمة المرضى ولكن سرعان ما ساء وضعها بعد أسبوع واحد، و نقلت على إثرها إلى تركيا وخضعت لعمل جراحي هناك ومعالجة بالكيماوي لم تنقطع خلال هذه الفترة عمن كان يراسلها من مرضاها عبر الانترنت.

وما أن تحسن وضعها وبدأت بإجراءات العودة عاودها المرض وخضعت لعمل جراحي آخر في ١٣ رمضان وبقيت في المستشفى بعده لمدة ثلاثة أشهر قضت آخر شهر منها في العناية المشددة حتى يوم ٩ ذي الحجة يوم عرفة ليلة الجمعة حيث أسلمت روحها إلى بارئها في يوم مبارك يليق بعملها و مسيرتها، لتوارى الثرى في مدينة أضنة التركية في أول أيام عيد الأضحى المبارك.


ولاقى وفاة "طبيبة الفقراء" تفاعلاً واسعاً عبر مواقع التواصل، ونعى عشرات النشطاء والأطباء والشخصيات الثورية الطبيبة، وأشادوا بعملها الإنساني والخدمات التي قدمتها للمهجرين في عموم مناطق الشمال السوري، وكل من قصدها، فخلدت اسمها بين كبار الأطباء والشخصيات التي وقفت إلى جانب أهلها حتى الرمق الأخير.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ