هل من الممكن أن تكون روسيا شريكاً بالمفاوضات .. وكيف يمكن أن نحصل على بعض حقوقنا من خلال الحوار معها ! ؟
هل من الممكن أن تكون روسيا شريكاً بالمفاوضات .. وكيف يمكن أن نحصل على بعض حقوقنا من خلال الحوار معها ! ؟
● أخبار سورية ٢٠ ديسمبر ٢٠١٦

هل من الممكن أن تكون روسيا شريكاً بالمفاوضات .. وكيف يمكن أن نحصل على بعض حقوقنا من خلال الحوار معها ! ؟

يبدو أن لامناص من الجلوس في مفاوضات يرعاها ، العدو و يشرف على بنودها بشكل أو بآخر، و بالطبع في ظل ذلك لن يكون هناك نتائج كاملة أو حتى قريبة من الحد الأدنى مما يطمح إليه أصغر الثائرين سناً و حداثةً في الثورة، و لكنها كما قال أحد المفاوضين في ملف حلب “الجولة للأقوى هذا هو الواقع”.

المحرم بات حلالاً

و يبدو أن السؤال الذي كان محرماً فيما سبق، و لاسيما منذ ٣٠ أيلول ٢٠١٥، تاريخ بدء العدوان الروسي على الشعب السوري، بات اليوم متداولاً و أكثر فرضاً لنفسه، و بات السؤال ليس هل من الممكن أن تجلس المعارضة في مفاوضات تحت مظلة الروس ؟ ، و إنما كيف من الممكن إدارة هذه الجلسات للحصول على أكبر قدر من المكاسب، و التي مهما ارتقت ستكون دون مستوى الطموح.

لابد من خطوات جريئة

تسائل الصحفي “عبادة كوجان” ، من جريدة عنب بلدي ، عن كيفية محاورة روسيا بمعارضة سياسية مترهلة وائتلاف ضعيف البنية، مستطرداً بالقول “ لابد من خطوات جريئة للمعارضة السورية للانفتاح على التيارات المعارضة المختلفة في دمشق والقاهرة وأكراد الإدارة الذاتية، بالتوازي مع حفاظها على الداعم التركي والخليجي”، في توليفة وجد فيها الطريق المفروض انتهاجه.

و اعتبر “كوجان” ، في حديثه لشبكة “شام” الاخبارية ، أن الخطاب الخشبي الحالي للمعارضة السورية لن يفلح في الانفتاح على الروس أو غيرهم من الدول اللاعبة، طالما الائتلاف لا يزال يتعامل بمنطق "التنسيقية"، حسب وصفه.

الانكفاء الدولي و التوسع الروسي

في هذه الأثناء بدأت في روسيا فعاليات الاجتماعات (السياسية - العسكرية) بين ثلاث دول باتت هي المحور في الملف السوري، بعد الانعزال الأمريكي منذ أشهر تبعاً لمفاعيل الانتخابات الأمريكية ، التي أوصلت دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وسط بروباغندا مزدوجة ، تميل لصالح الطرفين و تعاديهما بذات الوقت، إضافة لغياب أوروبي نتيجة انشغالات داخلية ، واختفاء مريب للعرب و الخليجين من الساحة ، و الاكتفاء بجلسات البيانات الفضفاضة و حملات التبرع، للثم الجروح لا لعلاجها و لا لإيقاف المتسبب بها.

 لن تكون هناك عدالة

في ظل هذه الظروف ، يذهب الصحفي “علي سفر” ، إلى طرح إشكالية مهمة حول صفات الشريك في المفاوضات ، إذ برأيه كان من الممكن أن تكون روسيا شريكاً ، لكنه استطرد بالقول أن الظروف الحالية و الأمور التي نتجت عن تدخلها العسكري في سوريا ، يعدم إمكانية أن تكون شريك محايد، ووصل سفر ، في حديثه لـ “شام” إلى أن تبعاً لما سبق فإن أي شيء ينتج عن مفاوضات يوجد فيها شريك منحاز لطرف من الأطراف ، لن تكون هناك عدالة للطرف الآخر، و أكد على أن الطرف هنا هو الشعب السوري.

وركَّز “سفر”، على موضوع صفات الشراكة العامة والتي تعتبر أساساً فيما نحن فيه ، وتساءل : كيف يكون الشريك شريكاً في المفاوضات وهو  الذي ساعد أحد الأطراف على كسب نقاطٍ في الصراع ؟، معتبراً أن هذه إحدى الأشياء التي تعطل الشراكة النزيهة لروسيا ، مضيفاً نقطة أخرى أن الشريك يغار على مصالح شريكه مما يدفع لطرح تأكيد أن روسيا ستطمح لتحقيق مصلحة أحد الشركاء، في إشارة إلى النظام.

حلب ليس كما قبلها

مابعد حلب، يختلف عما قبلها، واليوم ينتظر من اجتماع وزراء خارجية و دفاع روسيا و تركيا وإيران، أن يخرج بورقة عمل تُرضي الأطراف الثلاث ، كونهم الفاعلون الوحيدون بالملف بعد انكفاء المجتمع الدولي على ذاته، كما أسلفنا سابقاً، و لكن هذا الاجتماع الذي يتم في أجواء غير مريحة بعد ظهور الخلافات الكبيرة على المحاصصة في سوريا، وصلت حد التمهيد لاشتباك قد يحدث في قادمات الأيام مالم يتم تلافيه، اليوم في هذا الاجتماع بالتحديد.

“فخ” الأستانة

قبل الاجتماع المشار إليه حدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أولويات التحرك الروسي في «مرحلة ما بعد حلب» وأعلن رغبة موسكو في الانتقال إلى وقف شامل لإطلاق النار في سورية، وإطلاق عملية مفاوضات (سورية – سورية) في كازاخستان تهدف الى بلورة موقف موحد حيال التسوية السياسية، الاجتماع الذي يخشى أن يكون “فخاً” للمعارضة السورية، وفق ماقاله رئيس تحرير شبكة بلدي نيوز، “أيمن محمد” ، معبراً عن اعتقاده أن هذا الاجتماع لن يقدم شيئا جديدا للمعارضة على عكس النظام الذي سيقدم له الكثير.


و مضى “محمد”، في تصريحه لـ”شام”، بالقول أن عدم التطرق لأهداف الثورة التي خرج لأجلها الشعب السوري ومصير رأس النظام وأركانه وشكل الحل السياسي المطروح هو بمثابة تقديم صك استسلام للنظام وايران وروسيا، و الكلام لـ”محمد”، من قبل بعض المعارضات التي تصر موسكو على مشاركتها في الاجتماع الأمر الذي سيمنح موسكو ضوء أخضر لإبادة ما تبقى من مناطق تحت سيطرة المعارضة.

و أكد “محمد” أن الروس لا يطلبون من المعارضة سوى تقديم التنازلات، و”واضحون بطرحهم فيما يخص النظام ومصير رأسه وأركانه”، ويتابع :” فهم يعتبرون بشار الأسد رئيسا شرعيا لسورية ويعتبرون جيشه وميليشياته مؤسسة عسكرية تقوم بمحاربة الإرهاب الذي يصرون على تعميمه تجاه كل من حمل السلاح للدفاع عن الشعب السوري”.

يجب انتظار ترامب

في حين نصح الصحفي “محمد مستو” ، وهو صحفي سوري يعمل في الإعلام التركي، المعارضة بالانتظار حتى تنتهي مراسم استلام الرئيس الأمريكي الجديد دونالد  ترامب ، موضحاً أنه و بعدها و
إذا ما أصر ترامب على الانعزال بالملف السوري ، فهنا لا مجال أمام المعارضة إلا التعاون مع روسيا للحصول على شيء ما.

و أشار “مستو” ، في حديثه مع “شام”، إلى وجود نقطة مهمة و هي الخلاف الروسي - الايراني ، الذي من الممكن للمعارضة السورية الاستفادة منه ، تفعيل دور الوساطة التركية، التي ليس لديها رضا على الوجود الايراني في حلب ، وفق قوله.

و يبقى الأهم، وفق “مستو”، أن يكون هناك معارضة موحدة (سياسية و عسكرية) ليتم مخاطبتها من قبل الدول ، وللذهاب إلى المفاوضات مع الروس، إذا ما تقرر ذلك.

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ