هل تستغل "تحرير الشام" مقتل "البغدادي" لإنهاء "حراس الدين" ...؟
هل تستغل "تحرير الشام" مقتل "البغدادي" لإنهاء "حراس الدين" ...؟
● أخبار سورية ٢٧ أكتوبر ٢٠١٩

هل تستغل "تحرير الشام" مقتل "البغدادي" لإنهاء "حراس الدين" ...؟

مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسمياً، مقتل أمير تنظيم داعش "أبو بكر البغدادي" بعملية إنزال نفذتها طائرات مروحية، في مناطق تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام" شمال غرب إدلب، يغيب عن المشهد أي تعليق لقيادة الهيئة التي التزمت الصمت حيال هذه العملية، وسط توقعات بأن يشعل هذا الأمر موجة مواجهة جديدة تقودها الهيئة ضد التيار المتشدد بإدلب ممثلاً بتنظيم "حراس الدين" لتورط الأخير بإيواء أمير داعش.

وتقول مصادر عسكرية من داخل "هيئة تحرير الشام" إن قيادة الهيئة اجتمعت على خلفية العملية التي نفذتها واشنطن، لبحث التطورات الحاصلة، مشيرة إلى أن هناك مؤشرات على علم مسبق لدى قيادة الهيئة بوجود أمير التنظيم بإدلب، خلافاً لشكوك البعض بأن ذلك اختراق لقوتها الأمنية.

ولفت المصدر في حديث لشبكة "شام" إلى أن المعطيات تشير لعلم الهيئة بوجود أمير داعش في ريف إدلب، وأنها تقوم بمراقبته بشكل دوري، وتدرس تحركاته، لافتاً إلى أنه من غير صالحها اعتقال البغدادي أو قتله، لأن هذا سيعرضها لصدام أكبر وأقوى مع قيادة التنظيم وبالتالي الدخول في حرب باردة كبيرة.

وأوضح المصدر أن اعتقال مرافق البغدادي "خالد نعمة الجبوري"، عراقي الجنسية من محافظة صلاح الدين وينحدر من عشيرة “جبور البونجاد” خلال مداهمة الجهاز الأمني لأحدى خلايا تنظيم داعش المتخفية في مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي، إضافة لاعتقال عدة قيادات من الصف الأول لقادة التنظيم بإدلب، كان له دور فاعل في كشف وجود البغدادي بالمنطقة.

ولم يستبعد المصدر أن تكون "تحرير الشام" قد أبلغت عبر طرف ثالث - لم يحدده - الولايات المتحدة بموقع ومكان البغدادي، عبر صفقة تتيح للهيئة الخروج من التصنيف الدولي لاحقاً، وتكون موضع قبول لدى واشنطن، يتيح لها الاستمرار كفصيل معتدل في المنطقة، مشيراً إلى أن المباحثات في هذا الشأن أخذت وقتاً طويلاً للوصول لاتفاق بوساطة أطراف أخرى.

ولفت المصدر لشبكة "شام" إلى أن قيادة الهيئة خطت خطوات عملية عديدة للخروج من التصنيف، من خلال تفاهمات غير مباشرة مع الدولة الجارة تركيا، وعملت خلال الفترة الماضية على تنظيف البيت الداخلي من الشخصيات المتهمة بالإرهاب، وأبعدتهم بوسائل عدة عبر الاغتيال أو إجبارهم على ترك الهيئة، كانت "شام" أفردت لذلك تقارير عدة.

وتوقع المصدر أن تستغل الهيئة مقتل البغدادي، ووجوده لدى قيادات من تنظيم "حراس الدين" ثبت أنهم كانوا يخفون البغدادي ويؤمنون حمايته، للانقلاب على الفصيل المذكور، والعمل على إنهائه، في سياق مساعي الهيئة لإثبات نفسها على أنها طرف يحارب الإرهاب، كون التيار المتشدد الذي يقوده حراس الدين يشكل خطراً على مشروع الهيئة، ويمهد لعودة تنظيم القاعدة للمنطقة.

ورأى المصدر أن مرحلة المواجهة الجديدة التي ستتبعها الهيئة ستمهد لها عبر حملة إعلامية كبيرة ضد "حراس الدين" لإيوائهم أمير داعش، ومحاولة تحييد العناصر وإبعادهم عن قيادات التنظيم، قبل البدء بمرحلة الصدام العسكري الذي سيحصل لاحقاً ولو بعد مدة معينة، لإنهاء الفصيل الموازي للهيئة والقادر على التأثير فيها.

وكانت أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت سابق، عن تخصيصها مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لكل من يساعد في القبض على ثلاثة من قياديي جماعة "حراس الدين" في إدلب، بعد يوم من فرض عقوبات أمريكية على التنظيم وتصنيفه على قوائم الإرهاب.

ونشر حساب مكتب مكافحة الإرهاب التابع للوزارة تغريدة على "تويتر" جاء فيها: "اليوم أعلن أن الولايات المتحدة ستمنح مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار، كل على حدة، مقابل المعلومات التي تقود لتحديد هوية أو مكان ثلاثة قادة كبار من تنظيم حراس الدين، وهم: فاروق السوري، أبو عبد الكريم المصري، وسامي العريدي".

وكانت وصلت لشبكة "شام" معلومات سابقة لم تنشرها، نظراً لعدم تأكيدها من مصدر رسمي، عن أن الحملة العسكرية الأخيرة والتي كانت الأعنف على منطقة سرمين من قبل هيئة تحرير الشام، كانت تستهدف البغدادي بعد وصول معلومات لها عن وجوده في المنطقة، إلا أنه استطاع الفرار حينها، ولم يكن هناك أي تأكيد لـ "شام" حول هذه المعلومات لتنشرها.

وهيئة تحرير الشام فصيل عسكري ينتهج أيدولوجية دينية، مخالفة لتوجه البغدادي، بدأ الخلاف، بعد تأسيس دولة الإسلام في العراق والشام وإعلان البغدادي دمج جبهة النصرة ضمن التشكيل، قبل أن ينفي "أبو محمد الجولاني" في العاشر من نيسان عام 2013، في كلمة صوتية انضمام الجبهة لدولة الإسلام في العراق والشام، لتبدأ المواجهة المباشرة بين الطرفين عسكرياً والتي شهدت حروب كبيرة لسنوات عدة.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ