موقع "فورين أفيرز": يجب إنهاء الحرب في سوريا من دون الأسد
موقع "فورين أفيرز": يجب إنهاء الحرب في سوريا من دون الأسد
● أخبار سورية ١٥ نوفمبر ٢٠١٨

موقع "فورين أفيرز": يجب إنهاء الحرب في سوريا من دون الأسد

دعت الصحافية المعروفة جانين دي جيوفاني في مقال نشره موقع “فورين أفيرز” عدم السماح لروسيا دعم الأسد، وجاء هذا في سياق تعيين مبعوث دولي إلى سوريا خلفا لستيفان دي ميستورا.

وتحدثت الصحافية عن طريقة جيدة لوقف الحرب في سوريا مشيرة إلى ان دي ميستورا حاول وفشل طوال السنوات الأربع وقف حمام الدم السوري، وسيستلم غير بدرسين، السفير النرويجي السابق في الصين والممثل الدائم السابق لبلاده في الأمم المتحدة العهدة من مبعوث فشل في تحقيق أي إنجاز.

وتقول جيوفاني إن سوريا “تعيش حربا وحشية منذ ثماني سنوات، ثماني سنوات هي عمر طفل في بداية المرحلة الثانوية من عمره، وهي أطول بعامين من الفترة التي أخذتها الحرب العالمية الثانية، وفي هذين العامين فالحرب السورية في تصعيد مستمر بدلا من التراجع بسبب حالة الإجهاد التي أصابت كل اللاعبين”.

وتقول الصحافية بحسب جريدة "القدس العربي" إن آثار الحرب على المجتمع السوري كانت كارثية، فالجيل الصاعد لم يعرف سوى الحرب. وهناك ستة ملايين أصبحوا نازحين في بلادهم وغادر خمسة ملايين بلادهم ويعيشون كلاجئين، ويحتاج 14 مليون نسمة من ضمن 22 مليون قبل الحرب إلى مساعدات إنسانية، وأصبحت سوريا “دولة محترقة، جوعت وضربت بالكيماوي وتم قصفها في كل المناطق التي سيطرت عليها المعارضة لكي تركع، باسثتناء إدلب التي لا زالت القطعة الأخيرة من اللغز والتي يريد بشار الأسد الهجوم عليها” واقترن القتل والقصف مع انتهاكات حقوق الإنسان بما في ذلك الاعتقالات الجماعية، التعذيب، الاغتصاب وكذا الهجمات الكيماوية ضد المدنيين والتجويع كوسيلة للحرب “وهي أسوأ ما شاهدت خلال ثلاثة عقود من تغطية وتحليل النزاعات”.

وتناقش جيوفاني قائلة إنه في حالة عدم وقف الحرب قريبا فستصبح مثل الحرب اللبنانية التي بدأت في عام 1975 واستمرت مدة 17 عاما ودمرت البلد وخلفت 150.000 قتيلا وعشرات الالاف من النازحين. ولو استمرت الحرب فلن يبقى ناس لقتلهم. ولا أحد يعرف عدد قتلى الحرب السورية، فقد توقفت الأمم المتحدة عام 2016 عن إحصاء ضحاياها.

ولكن التقديرات تصل إلى نصف مليون إن لم تكن أكثر. ويعيش في لبنان 1.5 مليون سوري بشكل أثر على المؤسسات الهشة وخلق مشاعر معادية للسوريين نظرا للبعد الطائفي في البلد وكون معظم اللاجئين من المسلمين السنة.

وتضيف جيوفاني قائلة إن الشتاء سيحل قريبا وسيعاني اللاجئون من جديد خاصة في الغوطة وحلب التي دكها الطيران الروسي والسوري وكذا إدلب، لكل هذا فالمهمة التي ستواجه بدرسين عظيمة خاصة لرجل محترم في الدبلوماسية الأممية ولديه سجل في حل النزاعات المستعصية. فقد كان بدرسين من فريق تيري رود- لارسين الذي قاد القنوات السرية لأوسلو بين الإسرائيليين والفلسطينيين وعمل في الفترة ما بين 2005- 2008 كرجل اتصال وتحدث مع كل اللاعبين السياسيين فيه بمن فيهم حزب الله، وهو بحاجة لهذه الخبرات البراغماتية في سوريا.

وترى جيوفاني أن العامل الرئيسي في جانبه هو التوقيت. فكل الاطراف من النظام إلى المعارضة والروس والأكراد والأتراك والأمريكيين في حالة من التعب مما يقترح أن وقت التفاوض قد حان وهو أمر لم يكن وارادا عندما تولي دي ميستورا المهمة، ويعد هذا أطول المبعوثين لسوريا، فلم يستمر كوفي عنان سوى خمسة أشهر واستمر الأخضر الإبراهيمي عامين حيث ترك المهمة بعدما اكتشف هو وسلفه أيا من اللاعبين لا يريد للحرب أن تنتهي.

وتضيف أن دي ميستورا الذي عمل سابقا في السودان وأفغانستان والعراق عمل بجد واجتهاد ولكنه ظل يواجه جدارا صلبا: الأسد وراعيه فلاديمير بوتين.

وأخبر دي ميستورا الكاتبة في عام 2015 قائلا: “لم أشهد حربا مصلحية كهذه” مضيفا أن طرفي الحرب مستعد للتضحية بشعبه بدلا من التنازل للسلام.
وحاول دي ميستورا التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار والتي فشلت، جلسات للتفاوض والتي كانت متوترة رفض فيها المشاركون الحديث مع بعضهم البعض وفشلت وأخيرا حاول إعداد مسودة للدستور السوري والتي رفضها الأسد.

وتعترف الكاتبة أن الحروب عادة ما تنتهي بالقوة أو التعب أو المفاوضات. ولا تتوفر أرضية السلام الخصبة إلا بعد سنوات. فحروب أوروبا الدينية التي انتهت باتفاقية ويستفاليا وأدت لولادة أول دولة ذات سيادة عام 1648 شارك فيها أكثر من 105 كيانا ولم توقع إلا بعد عامين. ومهما حدث فيجب وقف النزاع السوري بطريقة تستمر ولا تدعو المتحاربين العودة للسلاح مرة أخرى.

وأكدت الصحافية أنه يجب نهاية الحرب في سوريا ولدى بدرسون سجل جيد في العمل في مناطق النزاع الخطيرة في العالم ولكن يجب أن يصر على نهاية الحرب بالشروط الصحيحة: ويجب ان لا يشمل مستقبل سوريا الأسد. ويجب أن تشمل التسوية آليات للعدالة الانتقالية يتم من خلالها جلب ومحاكمة مرتكبي أسوأ الجرائم وإلا فالكراهية والمعاناة ستعود بالتأكيد بعد عقدين وسيظهر من جديد بشار آخر.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ