" معسكر المسطومة "  تاريخ طويل لإجرام قوات النظام ونقطة تحول تاريخية للثورة في إدلب
" معسكر المسطومة " تاريخ طويل لإجرام قوات النظام ونقطة تحول تاريخية للثورة في إدلب
● أخبار سورية ١٨ مايو ٢٠١٥

" معسكر المسطومة " تاريخ طويل لإجرام قوات النظام ونقطة تحول تاريخية للثورة في إدلب

لمعسكر المسطومة  ( معسكر الطلائع ) رمزية خاصة لدى ثوار محافظة إدلب الخضراء فعلى أسواره امتزجت دماء الأحرار في أول مجزرة ارتكبتها قوات الأمن والجيش النظامي بحق عشرات المتظاهرين في محافظة إدلب.


كان ذلك في جمعة الحرية "آزادي"  بتاريخ 20/5/2011  بعد أن توجه عشرات الألاف من المتظاهرين السلميين سيراً على الأقدام من مناطق جسر الشغور وجبل الزاوية والريف الجنوبي وأريحا ومعرة النعمان يحملون أغصان الزيتون وشعارات الحرية ويهتفون لدرعا وحمص وكان هدفهم الوصول لمدينة إدلب مركز المحافظة للقاء جموع المتظاهرين من مناطق بنش وتفتناز وسرمين والريف الشمالي ومدينة إدلب والتجمهر في ساحة هنانوا داخل مدينة إدلب وبعد مسير لساعات وقطع مسافة تجاوزت الــ " 30 " كيلو متراً وصل المتظاهرين لنقطة معمل الدكتور جاد على بعد مئتي متر من معسكر المسطومة وبدأ المتظاهرون بإتمام صلاة الظهر بشكل جماعي على الطريق العام قبل لحظات من بدء قوات الأمن المتمركزة في معسكر المسطومة من فتح النار على المتظاهرين وهم يؤدون الصلاة فسقط العشرات منهم بين قتيل وجريح وكانت الحصيلة للشهداء أكثر من خمسين شهيداً وعشرات الجرحى والمفقودين ممن قامت قوات النظام بتصفيتهم بين أشجار الزيتون المحيطة بالمعسكر لتكون أول مجزرة تسيل فيها دماء الأحرار في محافظة إدلب ونقطة تحول تاريخية في الحراك السلمي في المحافظة فكان اليوم الثاني للمجزرة يوماً تاريخياً في محافظة إدلب خط السطور الأولى لإنتقال الحراك السلمي للعمل المسلح بعد أن أقسم المئات من أبناء المحافظة خلال مظاهرات التشييع التي جابت معظم أرجاءها  وألتف حول المتظاهرين الألاف من الصامتين من أهالي الريف الأدلبي بعد ما شاهدوا من إجرام وقتل بدم بارد لتزداد الثورة اشتعالاً وانتشاراً في مناطق عدة لم تكن تجرؤ على الخروج في وجه قوات الأمن وظهرت حينها عشرات الإنشقاقات لضباط ومدرسين وحزبيين أعلنوها مدوية بين المتظاهرين معاهدين أهاليهم بأخذ الثأر ومواجهة النار بالنار فكانت البداية لإنطلاق الحراك المسلح في المنطقة والتي بدأت بتشكيل مجموعات صغيرة كانت تعترض طريق قوات الأمن وتوقع فيهم عشرات القتلى كحادثة أورم الجوز وأريحا والأمن في معرة النعمان وجسر الشغور.


وبعد المجزرة المروعة تحول معسكر المسطومة " معسكر الطلائع " الواقع على الطريق العام بين مديني أريحا وإدلب جنوب بلدة المسطومة من مركز لرعاية طلاب المرحلة الإبتدائية وتعليمهم إلى ثكنة عسكرية كبيرة اتخذته قوات النظام مقراً لكبار ضباط الجيش النظامي وقيادة عملياتها العسكرية في محافظة إدلب ومركزاً لإنطلاق باصات الأمن والشبيحة لمداهمة مناطق الريف الادلبي ثم مركزاً لقصف الريف المحرر بمدافع الفوزليكا والمدافع الميدانية التي ركزتها قوات النظام داخل المعسكر  لقصف المناطق المحررة في كل الإتجاهات فكان يصدر الموت بشكل يومي لبلدات قميناس وسرمين وبنش وسراقب وجبل الزاوية ومعرة النعمان ولمسافات تصل مداها لـ 40 كم.


ويعتبر المعسكر الذي يتربع على منطقة مرتفعة جنوب بلدة المسطومة على مساحة 2 كم مربع مركزاً لإقامة ضباط وقيادات العمليات العسكرية وضباط من الحرث الثوري الإيراني وحزب الله بالإضافة لوجود أكثر من 700 عنصر داخل المعسكر ينتشرون على أطرافه وضمن الأبنية الموجودة داخل المعسكر منها مساكن الضباط والمسرح والمستوصف ومقر القيادة بالإضافة للمتاريس والنقاط المنتشرة على طول السور الحديدي حول المعسكر وتتمركز فيه أكثر من 40 عربة مصفحة ودبابة ومدافع ميدانية وراجمات صواريخ جعلته قوات النظام مركزاً حصيناً لإدارة العمليات عملت على حمايته بشكل كبير من خلال بناء ثكنات عسكرية كبرى كخطوط متقدمة لحماية المعسكر سقطت أغلبها بيد مقاتلي جيش الفتح كان أخرها معسكر القرميد من الجهة الشرقية وتل المسطومة من الجهة الشمالية وجبل الأربعين من الجهة الجنوبية.


وبعد سلسلة العمليات العسكرية لجيش الفتح وتمكنه من السيطرة على مدينة إدلب أصبحت بلدة المسطومة خط تماس ومواجهة عملت قوات النظام على حمايتها من خلال بناء أكثر من 40 نقطة عسكرية على أطراف البلدة وداخلها كما قامت بالسيطرة على بلدات نحليا والمقبلة وكفرنجد غرب البلدة لتأمين خط إمداد لها كبديل عن الطريق العام الذي يربطها بأريحا والذي أصبح تحت مرمى جيش الفتح بعد سقوط معسكر القرميد وقرية مصيبين هذا بالإضافة للسيطرة على معظم المنازل في بلدة المسطومة وترحيل أهلها واتخاذها كمقرات لها ولشبيحة النظام المنسحبة من مدينة إدلب ويعود ذلك لضغط كبير تعرض له النظام من أسياده في طهران بعد إندحار قوات النظام من مدينة إدلب وبقاء بلدات الفوعة وكفريا الشيعيتين محاصرتين من قبل جيش الفتح شمال مدينة إدلب ما اضطر قوات النظام للتمسك ببلدة المسطومة أملاً منها في العودة وفتح طريق الإنسحاب للميليشيات الإيرانية من بلدات الفوعة وكفريا.


وبعد معارك عنيفة استمرت لساعات تمكنت فصائل جيش الفتح بالأمس السيطرة على بلدة المقبلة غرب المسطومة تلاها اقتحام حاجز التل النقطة المرتفعة شمال المسطومة والتي تشكل خط حماية للمعسكر وتؤمن له الرصد والتغطية النارية ثم المدرسة وحواجز الجهة الشمالية من بلدة المسطومة والتي سقطت تباعاً بيد مقاتلي جيش الفتح وتحولت المعركة لحرب شوارع داخل البلدة على بعد أمتار من المعسكر الحصين الذي استهدفته فصائل جيش الفتح بعربة "بي أم بي" مفخخة ليغدو المعسكر الحصين تحت ضربات المجاهدين وسط حالة هستيرية من القصف المدفعي والصاروخي لطيران النظام ومدفعيته لتخفيف الضغط عن المعسكر الأيل للسقوط بعد تهاوي الخطوط المدافعة عنه من الجهة الشمالية والغربية.


وفي حال استكملت فصائل جيش الفتح سيطرتها على بلدة المسطومة والمعسكر لن يبقى لقوات النظام إلا مدينة أريحا وخط إمدادها القادم من جهة الغرب والتي باتت محاصرة من جهتي الشرق والشمال الشرقي بعد سيطرة المجاهدين على قمة جبل الأربعين وقرية مصيبين ليغدو بقاء قوات النظام في إدلب أمراً بات محسوماً تخطه بنادق جيش الفتح بخطى ثابتة ومدروسة على عدة جبهات في المنطقة.

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين العمر
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ