مصدر يكشف لـ "شام" سيناريوا المخطط الروسي بإدلب ووضع النقاط التركية .. فهل يتحقق .؟ (ملف خاص)
مصدر يكشف لـ "شام" سيناريوا المخطط الروسي بإدلب ووضع النقاط التركية .. فهل يتحقق .؟ (ملف خاص)
● أخبار سورية ٢٢ ديسمبر ٢٠١٩

مصدر يكشف لـ "شام" سيناريوا المخطط الروسي بإدلب ووضع النقاط التركية .. فهل يتحقق .؟ (ملف خاص)

كشف مصدر عسكري مطلع لشبكة "شام" الإخبارية، تفاصيل المخطط الروسي في الشمال السوري عامة وإدلب خاصة، مع تصاعد الحملة العسكرية التي تشنها على المنطقة، مؤكداً أن كل مايجري يتم وفق خطوات مدروسة للهيمنة على الطرق الدولية بشكل كامل، وعلى مراحل.

وقال المصدر - الذي رفض كشف هويته لأسباب أمنية - إن روسيا ومنذ سيطرتها على الجنوب السوري تسعى لاستكمال مخططها العسكري في باقي مناطق سوريا والسيطرة على الطرق الدولية من الجنوب إلى الشمال، مستغلة بذلك اتفاقيات خفض التصعيد التي أبرمتها مع عدة أطراف دولية.

ولفت المصدر لـ "شام" إلى أن روسيا التي باتت تملك أوراق كبيرة سياسياً وعسكرياً على الأرض، ترفض جميع الطروحات الدولية مع الأطراف المعنية بالملف السوري لاسيما الحل السياسي، قبل سيطرتها على كامل الطرق الدولية كمرحلة أولى، بعد أن أتمت لها السيطرة على جل المناطق السورية.

وفيما يتعلق بإدلب، أوضح المصدر أن الموقف التركي بات ضعيفاً بعد أستانا 13، وإصرار روسيا على إعادة السيطرة على جل ريف إدلب، مع ترك منطقة أمان حدودية للطرف التركي، لاسيما أن تحديات كبيرة داخلية ومنها خارجية كانت في غير صالح الأتراك بسوريا، زاد ذلك عملية "نبع السلام" شرقي الفرات.

وأكد أن روسيا ترسم مخطط واضح للسيطرة على ريف إدلب الجنوبي والشرقي كاملاً، ومن ثم التمدد بريف حلب الجنوبي والغربي والشمالي، لتحكم سيطرتها - عبر مراحل - على الطرق الدولية بين حلب ودمشق والطريق بين حلب واللاذقية، وتقوم بحماية تلك الطرق لمسافة خط أمان ببضع كيلوا مترات.

وبين المصدر المطلع لشبكة "شام" أن مخطط روسيا يعتمد على ذات السيناريوهات السابقة في السيطرة على المناطق المحررة، من خلال التصعيد العسكري والتهجير والتدمير وارتكاب المجازر، يليه التقدم من محاور محددة لحصار مناطق أخرى ومن ثم السيطرة عليها دون قتال، وفق سياسة تدمير وحرق للمنطقة التي تنوي التقدم إليها.

وأكد المصدر أن المخطط الروسي معروف لكل القوى الدولية وقادة الفصائل من الصف الأول، لافتاً إلى أن روسيا صرحت فيه مراراً في الاجتماعات المغلقة وأكدت على ضرورة تسليمها تلك المناطق وعودتها لسلطة الدولة، وهددت بأنها ستتقدم إليها عسكرياً في حال عدم الاستجابة لمطالبها.

وشدد المصدر على أن مدى قدرة روسيا على تنفيذ المخطط يتوقف على موقف الفصائل المقاتلة في الشمال السوري، ومدى قدرتها على المواجهة وإبطاء الهجوم أو إفشاله، معتقدأ أن أي من الدول الغربية لن تتحرك لمساندة الموقف التركي والفصائل، وبالتالي المراهنة على الصمود والوقت.

وأوضح المصدر أن تحقيق المخطط الروسي بعد خان شيخون بات أسهل مما سبقه، وأن المرحلة الراهنة ستكون للتقدم باتجاه معرة النعمان ومن ثم باتجاه مدينة سراقب، مشيراً إلى أن حرب المدن ترهق روسيا والنظام ولكنها تعول على انسحاب الفصائل على غرار خان شيخون وعدم الدخول في مواجهة مباشرة.

وتابع بأن هناك نوايا روسية للتصعيد على جبهات أخرى بريف اللاذقية في حال وصلت لتقدم كبير بريف إدلب الجنوبي والشرقي، لتتمكن من الضغط أكثر على جبهة الكبينة ومن ثم التوسع باتجاه جسر الشغور وسهل الغاب، وبالتالي وضع جبل الزاوية وريف إدلب الجنوبي وريف حماة الغربي بين فكي كماشة، تسقط المنطقة الوعرة جميعها بدون أي قتال.

ووفق المصدر المطلع - وهو يتحدث عن سيناريو ومخطط روسي تنوي من خلاله السيطرة على معرة النعمان وسراقب ومن ثم التمدد غرباً إلى أريحا وجبل الأربعين لتصل مع قواتها التي من المفترض أن تتقدم باتجاه جسر الشغور ومحمبل والقياسات، وبالتالي عودة المنطقة لما قبل المربع الأول عام 2011 وتحت الصفر وفق وصفه، كون لن يبق أي وجود عسكري معارض في جبل الزاوية والمنطقة الجنوبية.

وعن وضع النقاط التركية في المنطقة المشمولة بالمخطط الروسي، تحدث المصدر لشبكة "شام" أن سيطرة روسيا والنظام على مورك وخان شيخون، خلقت اتفاقاً روسيا تركيا لعدم التعرض للنقطة، وبقائها في موقعها، مع إبعاد قوات النظام عنها، معتبراً أن مصير النقاط في الصرمان ومعرحطاط وتل الطومان وشير مغار وأشتبرق قد يكون مشابها لوضع نقطة مورك، لحين التوصل لاتفاق مشترك على دوريات بين الطرفين قد تكون في وقت لاحق على الطرق الدولية.

ونبه المصدر إلى أن روسيا ستترك مناطق ريف إدلب الشمالي وبعض مناطق ريف حلب الغربي متصلة مع عفرين خارج سيطرتها في هذه المرحلة، غير مستبعد أن تواصل الضغط على المنطقة بالقصف والتهديد والوعيد لإخضاعها لسلطة النظام من جديد في مراحل لاحقة في حال تحقق مشروعها ولم يتم مواجهته.

ورأى المصدر أن روسيا تدرك حجم القوة العسكرية للفصائل في إدلب، ولذلك تحاول التصرف بحذر لتحقيق مخططها وعلى مراحل قد تكون طويلة، تعتمد على سياسية القضم كما فعلت في خان شيخون وريف حماة ومن ثم العودة للقصف وبعدها التحضير لمرحلة أخرى، لافتاً إلى أنها تعول على خلافات الفصائل وعلى بعض مجموعات قد تكشف مستقبلاً عن تعاونها مع روسيا ضمن الفصائل المقاتلة، والصمت الدولي، والأوراق التي تملكها في مواجهة الموقف التركي.

وختم المصدر في حديثه لشبكة "شام" بالتأكيد على أن ماتم سرده من معلومات ليست بسرية أو غير معلومة لدى الأطراف الدولية أو قادة الفصائل، ولكنها لم تأخذ على محمل الجد لدى الكثير منهم لاعتبارات عديدة، مشيراً إلى أن صمود الفصائل لاسيما في المدن والمناطق الجبلية قد يعيق تحقيق هذا المخطط ويقوض سيطرة روسيا على تلك المناطق وإلا فإن السقوط سيتكرر كما حصل في شرقي سكة الحديد والغوطة ودرعا وحمص وشمالي حماة وخان شيخون.

وكانت نشرت شبكة "شام" في شهر كانون الأول من عام 2016 تقريراً موسعاً تحت عنوان "ماذا لو أرادت روسيا تأمين الطريق بين حلب ودمشق !!"، تطرقت فيه حينها لوجود مخطط روسي للسيطرة على الطرق الدولية، وطرحت وفق معلوماتها في تلك الفترة، بعض السيناريوهات المتوقعة لتحقيق هذه السيطرة .

ولفت تقرير "شام" في تلك الأثناء، إلى أن السيناريوهات المحتملة في حال فشل الاتفاق الروسي التركي مع فصائل الثوار في إيجاد أرضية صلبة للتمهيد للحل السياسي والانتقال السلمي في سوريا، لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار لدى مكونات الثورة العسكرية، وعدم التساهل في أخذ الحيطة والحذر لأي سيناريو محتمل التنفيذ ربما تكون جميعها في خط وتوقيت واحد، قد يشتت قوة الثوار في حال لم يحضروا لهذه السيناريوهات على طول خطوط الجبهات من ريف حماة حتى ريف حلب وريف اللاذقية.

 

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ