يعاني أهالي مخيم " حمام الشيخ عيسى " بريف جسر الشغور في محافظة إدلب من واقع مأساوي مع إشتداد البرد القارس المترافق لتساقط الثلوج بكثافة على منطقة حوض المتوسط ما أدى لإرتفاع منسوب مياه نهر العاصي وفيضانه على المناطق المجاورة له والتي إتخذتها عشرات العائلات النازحة من ريف جسر الشغور ملاذا أمنا بعد قصف منازلها وبلداتها بطائرات النظام المجرمة , واليوم تعود المآساة من جديد بعد هبوب العاصفة وتغرق العديد من الخيم في حين دمرت الرياح والإنزلاقات الترابية من التلال المجاورة العديد من الخيم الأخرى لتبيت العشرات من العائلات في العراء دون مأوى ولا حتى ماء بعد فيضان نهر العاصي وامتزاج مياهه المعكرة بمياه الأبار التي كان يستخدمها الأهالي للشرب .

ومع إشتداد البرد وقطع أغلب الطرقات المؤدية للمنطقة بفعل تراكم الثلوج من جهة والإنزلاقات الترابية من جهة أخرى يناشد أهالي المخيم المنظمات الإنسانية لإنقاذهم قبيل حدوث كارثة إنسانية ولاسيما بعد إنتشار الأوبئة والأمراض بين الأطفال والنساء وعدم توفر الإمكانات اللازمة لإنقاذهم ونقلهم لمناطق أكثر أمنا . في حين قام مركز الدفاع المدني في المنطقة بمساندة عدة منظمات وجمعيات محلية لفك الحصار عن الأهالي ومحاولة تقديم أبسط المتطلبات العاجلة من أغطية ومياه للشرب ومحاولة فتح الطرقات وإزالة العوائق الترابية .

وفي مخيمات الشمال القريبة على الحدود الشمالية لإدلب مع تركيا بدأ أهالي مخيمات اطمة وقاح وأورينت إضرابا عن الطعام وذلك للضغط على الحكومة السورية المؤقته والمنظمات الدولية للنظر في أوضاعهم وتامين الحد الأدني من متطلبات الحياة من مأوى وملبس وغذاء . ولاسيما بعد إغلاق معبر باب الهوى في وجه العائلات النازحة التي حاولت دخول الأراضي التركية هربا من البرد والجوع .