ما مصير الفوعة وكفريا بعد تفريغهما.. تعويض للمُهجَّرين أم "غنائم حرب"؟
ما مصير الفوعة وكفريا بعد تفريغهما.. تعويض للمُهجَّرين أم "غنائم حرب"؟
● أخبار سورية ١٦ أبريل ٢٠١٧

ما مصير الفوعة وكفريا بعد تفريغهما.. تعويض للمُهجَّرين أم "غنائم حرب"؟

بدأت قبل أيام قليلة أولى عمليات تفريغ بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين في ريف إدلب، ضمن اتفاق وقع بين "أحرار وتحرير الشام" وإيران، عرف باتفاق "المدن الأربع" يقضي بإجلاء كل من في البلدتين المحاصرتين منذ أكثر من عامين، وتفريغهما بشكل كامل من سكانهما والميليشيات الشيعية المتواجدة فيهما، مقابل إجلاء آلاف من الراغبين بالخروج من بلدات مضايا وبقين والزبداني التي تحاصرها قوات النظام والميليشيات الشيعية في ريف دمشق.

وخرجت أولى الدفعات من البلدتين (كفريا والفوعة) ووصلت ليل الأمس لمناطق سيطرة قوات النظام بحلب ويقدر تعدادها بـ 8 آلاف شخص، على أن تخرج الدفعة الثانية بنفس العدد بعد شهرين من الآن، وبذلك تغدو البلدتان فارغتين بشكل كامل، دون أي توضيحات من الجهات القائمة على تنفيذ الاتفاق عن مصير هاتين البلدتين والأراضي الزراعية الشاسعة التابعة لهما، ولمن ستكون ملكيتها.

وباتت مسألة تفريغ البلدتين بشكل كامل من سكانها موضع تساؤل كبير، عن المصير الذي سينتظر البلدتين، وهل ستكون المنازل السكنية والأراضي الزراعية فيها مكاناً لإيواء المهجرين من ريف دمشق، والذين قدموا لإدلب بموجب الاتفاق ذاته، أم أن هاتين البلدتين ستكونان من حق آلاف المشردين من أبناء المحافظة في المخيمات، ممن هدمت منازلهم ودمرت بفعل القصف الجوي أو المدفعي لنظام الأسد، ومنهم من دمر منزله وهجر منه بفعل قذائف شبيحة الفوعة ذاتهم والبلدات المجاورة لهذه البلدتين.

وتتخوف فعاليات مدنية في إدلب من أن تغدو هاتين البلدتين موضع صراع بين الفصائل الكبرى لاسيما الفصيلين القائمين على تنفيذ الاتفاق، من أن يتعاملا مع البلدتين كغنائم حرب، تغدو منازلها وأراضيها الزراعية الشاسعة ملكاً للفصيل وأتباعه، باسم الغنائم، على اعتبار أنهم من حاصر البلدتين طوال أكثر من عامين، وخسرا الكثير في الرباط والمعارك التي خاضاها حولها، وأنها باتت اليوم من حقهم.

ولعل الغموض الذي يكتنف تفاصيل الاتفاق حتى اليوم، على الرغم من بعض التوضيحات لبعض بنوده، جعل مسألة تقرير مصير هاتين البلدتين موضع تساؤل كبير، دون وجود أي توضيحات رسمية صادرة عن الفصائل، أو الجهات الراعية للاتفاق، أو حتى الخارجين من البلدتين، الذين لم يتناولوا أي معلومات عن مصير أرزاقهم وأملاكهم داخل هذه البلدات.

وكان تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لأحد القادة من الفصائل القائمة على تنفيذ الاتفاق، يتحدث لبعض الخارجين من أهالي كفريا والفوعة داخل الحافلة التي تقلهم في منطقة الراشدين، يطمئنهم فيها أن أملاكهم ومنازلهم ستعود إليهم بعد إسقاط النظام على اعتبار أن مشكلتهم مع بشار الأسد ونظامه وليست مع أهالي كفريا والفوعة أو أي من السوريين، في الوقت الذي تعمل فيه الميليشيات الشيعية بريف دمشق على شراء العقارات أو إجبار أهلها على بيعها في المناطق التي هجروا منها واستقدام عائلات شيعية عراقية ولبنانية للإقامة فيها.

المصدر: بلدي نيوز الكاتب: أحمد عبد الحق
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ