غموض وتخوف يكتنف مصير المنشقين عن نظام الأسد في "معضمية الشام"
غموض وتخوف يكتنف مصير المنشقين عن نظام الأسد في "معضمية الشام"
● أخبار سورية ٢٥ أبريل ٢٠١٧

غموض وتخوف يكتنف مصير المنشقين عن نظام الأسد في "معضمية الشام"

انتهت المدة التي حددها نظام الأسد للمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، والمنشقين عن الجيش في معضمية الشام، وهي ستة أشهر منذ لحظة تسوية وضع المطلوب يستطيع من خلالها السفر خارج سوريا، أو تسليم نفسه والالتحاق في صفوف جيش الأسد، بحسب بنود المصالحة.

مئات المطلوبين من المعضمية خضعوا لتسوية، منهم ضباط منشقين ومنهم مدنيين كانوا قادة في فصائل الثوار، وعشرات الشبان من العناصر الذين تحولوا بين ليلة وضحاها من عناصر ضد نظام الأسد إلى مقاتلين في صفوفه ومرتزقة لدى الميليشيات الموالية، حسبما ذكرت "صوت العاصمة".

وقالت "صوت العاصمة": "في صباح السابع من أبريل الجاري دخل ممثل المصالحة في معضمية الشام “أكرم جميلي” إلى المدينة والتقى عدد من ممثلي المعارضة المسلحة سابقاً، وأخبرهم أن سحب فوري للعناصر المنشقين عن جيش النظام، سيتم خلال أيام بعد صدور لوائح بموافقات أمنية تحمل أسماء 175 منشق، من أصل 350 شخص تقريباً، ليبقى مصير الباقي مجهولاً، فليس باستطاعتهم الالتحاق، وليس باستطاعتهم الخروج إلى الشمال السوري فهم من فضلوا البقاء في المدينة على الخروج".

وخلال الاجتماع الذي أجراه “جميلي” مع المنشقين، أخبرهم أنه يتم حالياً وبقيادة العقيد “ياسر سلهب” التابع لمكتب أمن الرابعة، وضع آلية لسحب المنشقين، وفرزهم على عدة مناطق منها دير الزور، وحمص، وحماه، والبادية السورية، بعد إخضاعهم لدورات تدريبية في مقر الفرقة الرابعة القريب من معضمية الشام، الأمر الذي أثار تخوف المنشقين، فمن المفترض، وبحسب بنود التسوية، أن يخدم المنشق والمتطوع في مدينته أو محيطها في الجبهات الهادئة، دون الزج إلى أرض المعارك، لكن وبعادة النظام وكما جرى في باقي مدن الريف الدمشقي، لم يكن هناك التزام بأي من بنود التسوية بعد تهجير الأهالي والفصائل، وزج بعشرات المقاتلين من قدسيا والهامة والتل على جبهات شرق دمشق ودرعا وريف حماو، ليعود الكثير منهم قتلى وجرحى بعد أيام على فرزهم.

وحدد “سلهب” اليوم الذي سيتم فيه سحب المنشقين، وجاء بحافلات لنقلهم جميعاً إلى مقر الفرقة الرابعة، لكن 60 فقط من قرروا الالتحاق، في حين لم يستجيب الباقي لنداء النظام، وفضل البقاء في منزله بانتظار المصير المجهول، وبحسب مصدر مطلع في المدينة، فإن عدد من المطلوبين للخدمتين الإلزامية والاحتياطية، وعدد من المنشقين أرسلوا طلباً إلى النظام بترحيلهم إلى الشمال السوري، على غرار زملائهم الذي سبقوهم قبل أشهر، لكن الطلب قوبل بالرفض من قبل الفرقة الرابعة، المسؤول الأول عن ملف معضمية الشام، وفي تهديد واضح من قبل “سلهب” للمنشقين باعتقال ذويهم على الحواجز المحيطة بالمدينة ما لم يلتحقوا.

أحد المنشقين عن جيش الأسد وفي حديث مع “صوت العاصمة” أبدى تخوفه من اقتحام الميليشيات الموالية للنظام المدينة وسحبهم عنوة، خاصة بعد ورود اسمه ضمن القوائم المطلوبين للالتحاق الفوري وتخلفه، وبرر عدم خروجه إلى الشمال السوري رغبة منه بالبقاء إلى جانب والديه العجوزين، غير متوقعاً أن يخل النظام ببنود الاتفاق ويقوم برمي أصحاب التسويات إلى الجبهات المشتعلة.

ويقول مصدر إعلامي في المدينة أن عدداً من الشبان هربوا إلى جهة غير معلومة، وبطريقة مجهولة، يقدر عددهم بسبعة شبان، خوفاً من مداهمات قد تطالهم لسوقهم إلى الخدمة في جيش الأسد مجدداً، فيما اعتقلت مخابرات الأسد بالقرب من مصياف بعد محاولتهم الخروج إلى إدلب عبر أحد المهربين تجنباً للتجنيد الإجباري، ويؤكد الإعلامي تعامل ضباط الرابعة مع المهربين، وذلك في تصريح علني لهم أثناء الاجتماع مع المنشقين، حين قال أحد الضباط والمدعو “فيصل” من يملك 1600 دولار فطريق إدلب معروف، ومن ليس لديه مال فليركب في الحافلة وليتوجه إلى الجيش، لا خيار ثالث لكم.

وفي سؤال طرحته “صوت العاصمة” على قيادي سابق في الجيش الحر، خضع لتسوية وأصبح مسؤولاً عن أحد حواجز اللجان الشعبية التابعة للأسد، حول إمكانية مداهمة الفرقة الرابعة للمدينة لسحب المنشقين عنوة، فأجاب بأنه لا يستبعد شيء فقد تمت مداهمة المدينة ثلاث مرات واعتقال ضباط منشقين، والتحقيق معهم لفترات طويلة في أفرع المخابرات قبل إطلاق سراحهم وتحويلهم إلى مكان خدمتهم في جيش النظام من جديد.

ويضيف: رافضي التسوية في انخفاض عددهم يوماً بعد يوم، فالتطوع في الجيش والقوات الرديفة من قبل الشباب أصبح بشكل يومي، لكن إلى الآن لا نعلم ما هو مصير من تم رفض تسويته، هل سيتم اعتقاله أم سيتم ترحيله إلى الشمال، أنه أمر غير معروف بعد.

وبالانتقال إلى مطلوبين الخدمة الإلزامية والاحتياطية، فقد وصل عدد المطلوبين للخدمة الإلزامية في بداية التسوية إلى 2000 شاب، بعضهم استطاع تقديم أوراق دراسية والحصول على تأجيل رسمي لدى شعبة التجنيد في معضمية الشام والتي استأنفت عملها بعد التسوية بفترة قريبة، وبعضهم من التحق بالميليشيات الموالية وأفرع المخابرات والفرقة الرابعة، فيما ضمن قوائم المطلوبين عدد كبير من المهجرين إلى الشمال، والمهاجرين من سوريا منذ سنوات.

وحصلت شبكة “صوت العاصمة” على قوائم تضم أسماء أكثر من 350 شخص صدرت قبل أيام عن قيادة التجنيد في دمشق، من المطلوبين للخدمة الاحتياطية، وذكرت الشبكة أن من بين الأسماء متوفين أثناء المعارك والقصف، ومنهم المعتقل لدى نظام الأسد، ومنهم من خرج إلى الشمال، وهي مشكلة جديدة ستواجه من قرر البقاء في “حضن الوطن”.

وكانت معضمية الشام قد وقعت تسوية مع نظام الأسد في نهاية تشرين الأول من العام المنصرم، وذلك بعد تهجير أهالي داريا بالكامل ومحاصرة المعضمية، والجدير بالذكر أن المدينة خضعت لمصالحة في عام 2013 وكانت تنص على وقف العمليات القتالية فقط مع بقاء فصائل الثوار داخل المدينة وفتح الطرقات باتجاه دمشق.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ