عشرون يوماً على محاكمة الساروت ... تهمٌ عديدة ومحاكمة غامضة ..هكذا تنظر هيئة تحرير الشام لقضيته
عشرون يوماً على محاكمة الساروت ... تهمٌ عديدة ومحاكمة غامضة ..هكذا تنظر هيئة تحرير الشام لقضيته
● أخبار سورية ٩ يونيو ٢٠١٧

عشرون يوماً على محاكمة الساروت ... تهمٌ عديدة ومحاكمة غامضة ..هكذا تنظر هيئة تحرير الشام لقضيته

لايزال مصير أحد أبرز وجوه الثورة السورية، "عبد الباسط ساروت"، مجهولاً مع دخول اعتقاله لليوم العشرين على التوالي، في احد سجون هيئة تحرير الشام، وسط ضبابية حول الموعد الذي سيظهر به وتظهر معه براءته من سيل التهم التي وجهت له أثناء تواجده في حمص، وأراد التخلص منها ليعود حراً كما كان يغرد بكامل حريته، تحت القذائف والصواريخ والرصاص.

تقدم هيئة تحرير الشام، سلسلة من الإتهامات بحق الساروت، ابرزها يقوم على مبايعته لتنظيم الدولة، يتلوها وجود اتهامات أخرى بإغتيالاتٍ، ولا يقف الامر عند هذا بل يصل حد التساؤلات الشكوكة، حول كيفية انتقاله من حمص الى ادلب فتركيا، وفق ما قاله "عماد الدين مجاهد"، مدير العلاقات الاعلامية في هيئة تحرير الشام.

رفض مجاهد، في حوار مطول مع شبكة شام الإخبارية، رفض بشدة اسباغ صفة الاعتقال على حالة الساروت، معتبراً أن الأخير هو من سلم نفسه وأن الهيئة "تحرير الشام"، تتولى حمايته من جهات تود تصفيته (أي للساروت).

يأخذ مجاهد دور المدافع عما آل إليه وضع الساروت، صاحب لقب بلبل الثورة وأيقونتها وحرها، فقد أكد أن مانشر مؤخراً عن قيام هيئة تحرير الشام باعتقال "عبد الباسط الساروت"، غير صحيح مطلقاً، معتبراً أن الحقيقة تتمثل بوجود قضايا مرفوعة عليه عندما كان في ريف حمص، "وقد اختار بنفسه اللجوء إلى محكمة سلقين من أجل متابعة القضية السابقة ونفي التهمة عن نفسه".

واستند مدير مكتب العلاقات للهيئة، على شكوى وقرارات المحكمة الشرعية او الهيئة الشرعية في حمص، الأمر الذي اعتبره نقطة مهمة فيما يواجهه الساروت.

غادر الساروت حمص لأول مرة قبل قرابة العامين، متخفياً وهارباً من كتلة ملاحقات وجملة اتهامات من عدة فصائل تملك ثقلاً وازناً في الشمال السوري، وقرر مغادرة الى تركيا باحثاً عن أي ثغرة تمكنه من الولوج الآمن والعودة من جديد الى الساحات التي يعشق، وكانت عودته الأولى برعاية وتعهدات من عدة جهات وشخصيات بان أحداً لن يمسسه أو يؤذيه، وبالفعل عاد وعادت معه صيحات المظاهرات التي خفتت في حمص وولدت في ادلب.

أشهر قليلة لم يعشها الساروت هنيئاً، فقد كانت التهديدات تلاحقه، ولعنات التهم تثقله فلا منفذ اليه اليوم إلا الدخول في عراك قضائي للحصول على صك البراءة والحماية من الدماء التي حملت في رقبته.

قبل الدخول الى المحكمة والتغيب الحالي، حاول الساروت اصلاح الأمر سلماً مع حركة احرار الشام التي تحمله تلك الجرائم، لاسيما اغتيال بعض قياداتها وعناصرها في ريف حمص الشمالي، لكن اتخذت الحركة أسلوب المواربة وعدم المواجهة مع الساروت لأسباب مجهولة، فما كان أمامه من الطرق إلا هذا الطريق، او العودة من جديد طريداً خارج سوريا.

فضّل عماد الدين مجاهد، سرد نظرة هيئة تحرير الشام لوضع الساروت، سرداً ملخصاً نورده كما قاله: "كان الساروت في ريف حمص الشمالي وقامت المجموعات التابعة له بعدة عمليات أمنية لصالح تنظيم الدولة، فقامت المحكمة العليا لريف حمص الشمالي -والتي تضم معظم فصائل الريف- بالإضافة لمحكمة جبهة النصرة -حينها- بإيراد عدة أدلة على تورط الساروت ومبايعته لتنظيم الدولة"، كما وحمل المجموعة التابعة للساروت مسؤولية قتل وجرح "عشرات المجاهدين" في ريف حمص الشمالي "بعمليات أمنية".

وتابع "ومن بين الوثائق محادثات من جوال أحد شباب الساروت ويذكر فيها بأن الساروت ذهب إلى الرقة وبايع تنظيم الدولة وعاد إلى ريف حمص الشمالي"، واستطرد "وهرب على إثرها عبد الباسط الساروت من الريف الشمالي لحمص بطريقة غير معروفة .. حيث يتوجب عليه المرور من مناطق تنظيم الدولة او مناطق النظام المجرم".

وأكمل مجاهد، "ووصل (الساروت) إلى تركيا، وصدرت عدة مذكرات اعتقال بحقه وارسلت بعض المذكرات إلى محكمة الهيئة الإسلامية في بنش ودار القضاء في الشمال".
ووصل في سرده الى مرحلة عودة الساروت الى الداخل السوري، قائلاً أنه "وبعد التنسيق مع هيئة تحرير الشام وبعد موافقته على التحاكم بخصوص هذه القضية، وبعد دخوله إلى المناطق المحررة بأكثر من 3 شهور تم الاتفاق على المحكمة ولم يتم وعده بمدة معينة لإنهاء القضية"، مضيفاً "وقام بالمجيئ بنفسه وهو باستضافة محكمة سلقين حتى يصدر الحكم بحقه"

واعتبر أن "كيفية الحكم وتوقيت صدوره يعود للقضاة ولايتدخل في ذلك أحد"، مبيناً أن آلية التقاضي تتم بالجلوس مع الساروت ومع الأطراف الاخرى ويعرضون الأدلة ويدرسوها لإصدار حكم قضائي "لايظلم أحد من الطرفين".

وتمنى مجاهد "عدم حساب الساعات علينا فالقضية ليست سهلة"، مضيفاً إن "القضايا فيها دماء شباب استشهدوا جراء العمليات الأمنية لشباب الساروت، وهناك عدة جرحى مازالوا يتلقون العلاج حتى الآن أيضاً".

الاتهامات التي ساقها مدير العلاقات الاعلامية لهيئة تحرير الشام، بحق الساروت تحمل نوعاً من "الكيل بمكيالين"، فما يعتبر جريمة تدينه (الساروت)، تعتبر قوة وحق لما فعله أمثاله في وقت ليس ببعيد وتكرر في القريب، لن يكون هناك في مادة صحفية تقدم لدفاع متكامل عن الساروت ولكن يحق التساؤل حول جزئية واحدة، تتمثل بتهمة الانتقال (في مناطق التنظيم أو النظام)، لكن هذا الامر شهدناه قبل اعوام ثلاث بانتقال أبرز قيادات جبهة النصرة التي تعتبر العمود الفقري في هيئة تحرير الشام، من درعا الى ادلب عبر مناطق نظام الأسد، وقبل شهر تقريباً شهدنا ذات الامر ولكن مع مسمى "هيئة تحرير الشام"، عندما انتقل قرابة 30 قيادياً محملين بعشرات الملايين من الدولارات من ادلب الى درعا، عبر مناطق تحمل مزيجاً من السيطرة بين تنظيم الدولة ونظام الأسد، حاملين التهمتين معاً، فهل ما فعله الساروت هنا مدانٌ، وما فعله الآخرون بطولة.

أخيرا وليس آخراً، جاء رد المسؤول في هيئة تحرير الشام، صادماً، عندما قال حرفياً "العمليات ضد النظام لا تعطي أي أحد صك براءة"، فكيف منحت عشرات الصكوك لجهات وعناصر غدروا بالثورة وثوارها وغادروا أو لازالوا موجودين دون حساب، والأمثلة كثيرة وفي جند الأقصى خير دليل.

المصدر: شبكة شام الكاتب: رنا جاموس
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ