صحيفة تكشف تفاصيل وثيقة قدمها بيدرسون لتجنب أي اختراق في اجتماع "الدستورية"
صحيفة تكشف تفاصيل وثيقة قدمها بيدرسون لتجنب أي اختراق في اجتماع "الدستورية"
● أخبار سورية ١٧ أبريل ٢٠٢١

صحيفة تكشف تفاصيل وثيقة قدمها بيدرسون لتجنب أي اختراق في اجتماع "الدستورية"

كشفت صحيفة "الشرق الأوسط"، عن مسودة اتفاق قدمها بيدرسون، لرئيسي وفدي النظام أحمد الكزبري، وهيئة التفاوض هادي البحرة، لضمان عدم حصول أي اختراق في "اللجنة الدستورية"، بالتوازي مع ضغط روسي لعقد جولة سادسة من المفاوضات بعد شهر رمضان وعشية الانتخابات الرئاسية.

وتحدثت الصحيفة عن ثلاث مسارات سياسية مطروحة، يتمثل الأول في إجراء انتخابات رئاسية سورية نهاية أيار، وثانيها ضغط روسي لعقد جولة جديدة من اللجنة الدستورية للحديث عن أن العملية السياسية تسير وإعطاء شرعية للانتخابات الرئاسية وتأكيد أنه لا ربط بين الإصلاح الدستوري للوصول إلى وثيقة جديدة والانتخابات الرئاسية التي تجرى بموجب الدستور القائم للعام 2012.

وكان هذا بين الأمور التي بحثها الكسندر لافرينييف مبعوث الرئيسي فلاديمير بوتين، لدى لقائه الأسد في دمشق الأسبوع الماضي، خصوصاً أن الجانب السوري جدد التأكيد على "أن أي تقدم في المسار السياسي يتطلب التزاما بالمبادئ الأساسية والثوابت التي يتمسك بها السوريون بخصوص مكافحة الإرهاب وحماية وحدة وسلامة الأراضي السورية والتي لا يملك أي طرف الحق في التنازل عنها".

أما المسار الثالث - وفق الصحيفة" فهو المفاوضات التي يقودها بيدرسن مع الكزبري والبحرة لعقد الجولة السادسة من "الدستورية"، ذلك أن المبعوث الأممي قال إنه لن يدعو إلى جولة جديدة ما لم يكن هناك اتفاق خطي بين الطرفين لعمل اللجنة.

وكان الكزبري رفض في الجولات السابقة الخوض في صوغ الدستور قبل الاتفاق على المحددات الوطنية، وبعد ضغوط روسية، وافق الكزبري على مناقشة المبادئ الدستورية قبل صوغ الدستور، لكنه أشار إلى صعوبة المشاركة في الاجتماعات خلال رمضان أو لدى التئام البرلمان غدا لبحث الانتخابات الرئاسية.

وأمام تمسك بيدرسن بـ "اتفاق خطي" ونصائح روسية، وافق الكزبري في فبراير (شباط) على إرسال ورقة عاجلة تتضمن مقترحات لـ "آلية عمل" اللجنة الدستورية، رد عليها البحرة بورقة تفصيلية مقابلة، عاد الكزبري وقابلها بمقترحات خطية.


المفاجأة في ورقة الكزبري الأخيرة - حسب مسؤول غربي - تمسكه بمخاطبة وفد "هيئة التفاوض" بـ "الوفد الآخر"، بما يختلف عن التفاهم الأخير بين بيدرسن ووزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الذي تضمن تمسك المبعوث الأممي بضرورة التزام "اتفاق معايير وآليات عمل اللجنة الدستورية" الذي تم التوصل إليه في أكتوبر (تشرين الأول) 2019.

في المقابل، حافظ الجانب السوري على موقفه برفض "وضع جداول زمنية" لعمل اللجنة، التي هي "كيان سيادي مستقل" وتذكير بيدرسن بأنه "ميسر" للعملية التي "هي ملكية سورية"، وأمام إصرار الكزبري على رفض مخاطبة وفد هيئة التفاوض والتمسك بآليات عمل اقترحها، حاول بيدرسن الإفادة من الاهتمام الروسي (وسط غياب أميركي) للدفع إلى الوصول إلى اتفاق خطي، حيث بعث أول من أمس مسودة اتفاق إلى الكزبري والبحرة.

وتقع النسخة الإنجليزية في صفحة واحدة وعنونت بـ "مقترح لمنهجية العمل" لعمل المجموعة المصغرة في الجولة السادسة للجنة الدستورية، حيث ذكر بيدرسن الطرفين بأن اللجنة "تأسست ودعمت بالاتفاق بين حكومة الجمهورية العربية السورية وهيئة التفاوض السورية، بتسهيل من الأمم المتحدة حول مرجعية العمل وقواعد الإجراءات، بحيث تعمل اللجنة بموجب ذلك الأمر الذي جرى التأكد عليه (في اتفاق) قواعد السلوك".

بعد المقدمة، اقترح بيدرسن خطة للعمل في الجولة المقبلة، وتضمنت خمس نقاط، بحيث "يقوم الوفد المرشح من قبل الحكومة والوفد المرشح من هيئة التفاوض (...) بتقديم المقترحات كتابة إلى مكتب المبعوث الخاص في شكل نصوص مقترحة لمبادئ دستورية أساسية لتضمينها في مشروع الدستور، ذلك قبل أن يغادر الوفدان إلى جنيف، على أن يتم في كل اجتماع من الاجتماعات خلال الأيام الأربعة للجولة السادسة "تناول مبدأ واحد على الأقل من المبادئ الدستورية الأساسية واستنفاد النقاش حوله".

وتضمنت المادة الثالثة من مسودة الاتفاق، اختبار "الهيئة المصغرة" (التي تضم 45 عضوا من الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني)، إمكانية حصول "اتفاق حول المبدأ الدستوري ومناقشة تعديلات عليه"، فيما أشارت الثالثة إلى أن "عدم التوصل إلى اتفاق حول مبدأ يجب ألا يحول دون الانتقال إلى المبدأ الدستوري التالي في الاجتماع اللاحق، وإمكانية عودة الهيئة المصغرة إلى هذه المبادئ في الوقت المناسب، على ألا يمنع ذلك الانتقال إلى قضايا أخرى في الجلسات".

أما النقطة الخامسة، وهي الأكثر إثارة، تتعلق بالاتفاق على اجتماعات ثلاثية دورية بين بيدرسن والكزبري والبحرة، بحيث يجتمعون عشية انعقاد الجولة السادسة وخلال أيام إجرائها لـ "تعزيز توافق الآراء وضمان حسن سير عمل اللجنة".

والأهم وفق "الشرق الأوسط" أن مقترح بيدرسن تضمن نصوص اتفاق - عمل رئيسي الوفدين للمرحلة التي تعقب الجولة السادسة، وتتضمن "تحديد مقترحات المبادئ الدستورية المقترح مناقشتها، يمكن أن يقوم الرئيسان بذلك من خلال اختيار مقترح نص واحد من المقترحات المكتوبة المقدمة من كل وفد".

كما يقوم الكزبري والبحرة بـ "تحديد الوسائل العملية لعرض المبادئ ومناقشتها بطريقة فعالة والمساعدة السكرتارية، بتسجيل النقاط التي تم البت فيها أو الاتفاق عليها والنقاط التي لم يحصل اتفاق حولها"، كما تتضمن المسودة "الاتفاق على موعد انعقاد الجولات اللاحقة وخطة العمل حتى نهاية 2021، والتنسيق مع المبعوث الأممي لإعلان نتائج كل جولة والعمل المستقبلي للجنة".

وكان الجانب الروسي وعد الأمم المتحدة بضمان الاتفاق على حصول اجتماعات دورية بين رئيسي الوفدين لـ "ضمان استمرار عمل اللجنة الدستورية"، في وقت أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه في حال تم الاتفاق على مسودة دستور جديد يمكن الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة (بعد هذه التي يتوقع أن ينال الأسد ولاية جديدة مدتها سبع سنوات) بموجب الوثيقة الجديدة، وتتجه الأنظار حالياً لرد الكزبري والبحرة على ورقة بيدرسن وموقف موسكو، الحريصة على عقد جلسة دستورية بين رمضان والانتخابات الرئاسية.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ