شتاء النازحين في الشمال السوري... مأساة تتكرر فصولها كل عام
شتاء النازحين في الشمال السوري... مأساة تتكرر فصولها كل عام
● أخبار سورية ١٠ ديسمبر ٢٠١٩

شتاء النازحين في الشمال السوري... مأساة تتكرر فصولها كل عام

هنا في الشمال السوري وتحديداً في مخيمات أطمة لا صوت يعلو فوق صوت الأمطار وهي تنهمر على خيام النازحين وأسقف بيوتهم المصنوعة من "الشوادر" ذات اللون الأزرق وكأنها تتساقط على رؤوسهم وتحفر مخيلتهم.

فقط صوت الأمطار يذكرهم بأنهم لا زالوا على قيد الحياة في أيام تمر ببطء، فالوقت أصبح يُحسب هنا بتاريخ استلام السلة الشهرية، والتي لم يعد لهم من خيارٍ سواها يبقيهم على قيد الحياة.

فصل شتاء جديد يدخل كغيره من الفصول السابقة مع نزول أول قطرة مطر، تعلن بدء نكبة جديدة، فلا زالت جارتنا "أم محمد" تذهب كل صباح برفقة أحفادها الأيتام لجمع بعض العيدان وأكياس النايلون لاستخدامها في تدفئتهم.

أما "أم مصطفى" فقد أمضت الصيف كله في صنع "الجلة" (الجلة: روث الحيوانات يضاف إليه القش ويتم استخدامها في التدفئة والطبخ) وتجميعها لاستخدامها كمادة بديلة للمحروقات التي أصبحت حُلماً للنازحين في هذا العام.

"مخيمات تنقطع عن العالم" و "نازحون غارقون في الوحل"، عبارات اعتدنا على سماعها في شتاء كل عام، أُضيف إليها "ارتفاع الأسعار وغلاء المحروقات"، ليزيد المأساة ويجعل النازحون يهيمون على وجوههم ضيقاً وحزناً.

أما الدخان المنبعث من مداخن خيام النازحين وبيوتهم بالإضافة للروائح المنتشرة فهو يكشف أحوال النازحين وأوضاعهم التي لن يستطيعوا اخفائها على أحد، في وقت لازال فيه نازحون يستخدمون الأغطية في التدفئة، في ظل قلة حيلتهم وعدم استجابة المعنيين لمطالبهم.

مأساة تتكرر فصولها كل شتاء، في ظل ازدياد أعداد النازحين وقلة الدعم المقدم لهم للتخفيف من معاناتهم، يجعلنا نقف أمام مسؤولياتنا كل من موقع عمله عَلَّنا نستطيع التخفيف عنهم أو ايصال مأساتهم لمن يقدم يد العون لهم.

المصدر: شبكة شام الكاتب: مهند المحمد - مراسل شام
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ